هل تعلمون ما هي المشكلة الكبرى فيما يتعلق بعدم تطوير القطاع الحكومي عند الكثير من وزارات الدولة وهيئاتها؟ كل المشكلة تكمن في طريقة التطوير؛ وإن كل ما يحدث فيها من تطوير يكون مقتصراً دائماً على صعيد الأفكار والقوانين دون تطوير أداء وأوقات ورواتب وأوضاع الموظفين، بل إن ما يحدث في بعض تلك القطاعات من تجاهل لأولئك الموظفين يعتبر تدميراً للقوى العاملة فيها وخلق فجوة كبيرة بين الفكرة والفعل، ومن ثم يؤدي ذلك إلى ضعف الإنتاجية وهدر الكثير من الأموال.
حين تحولت وزارة الكهرباء والماء إلى هيئة، وكان ذلك قبل أعوام فقط، استبشر العاملون في الهيئة بأن هذا المسمى الجديد لمؤسستهم سوف يجلب لهم السعادة وتحسين أوضاعهم المتردية من حيث الرواتب وتحسين وقت العمل وتطوير كفاءاتهم المهنية، لكن لم يحدث أي من ذلك؛ بل حدث العكس.
ماذا فعلت هيئة الكهرباء والماء بموظفيها بعد أن تحولت من وزارة إلى هيئة؟ إن أول ما قامت به الهيئة هو زيادة أوقات الدوام الرسمي، حتى دون الرجوع إلى موظفيهم المحترمين جداً، ولم تأخذ حتى برأيهم قبل إقرار الوقت رسمياً فيما يناسبهم من ساعات العمل. بعد أن أقرت الهيئة وقت الدوام المزعج بشكل رسمي، جاءت بعد ذلك «لتوزع» استمارات استبيان حول رأي موظفيها بساعات الدوام وذلك من أجل ذر الرماد في العيون، وعلى الرغم من أن الغالبية الساحقة من الموظفين رفضوا أوقات الدوام التي أقرتها الهيئة إلا أن المسؤولين فيها تجاهلوا آراء آلاف الموظفين.
بالنسبة إلى موظفي هيئة الكهرباء والماء فقد زادت ساعات وأوقات دوامهم، لكن مع ذلك لم يدخل في رواتبهم فلس أحمر، وكأنهم يعملون فيما يتعلق بزيادة تلك الساعات كمتطوعين لدى الهيئة.
تقول إحدى الموظفات العاملات بهيئة الكهرباء والماء، وهي أم لعدد من الأطفال: «أخرج من الصباح للذهاب للعمل، لكنني لا أعود لمنزلي وأطفالي إلا بعد الساعة الرابعة عصراً من كل يوم، وبهذا فإنني لا أستطيع تناول وجبة الغذاء مع زوجي وأطفالي إلا أيام العطل فقط، وحين أعود للمنزل كل يوم، فإن كل ما أفكر فيه هو أن أخلد للراحة، وفي الأعوام الأخيرة حين تحولت وزارتنا إلى هيئة، فإن أولادي تراجع مستواهم الدراسي بسبب وقت دوامي، لأنني لا أستطيع متابعة دروسهم».
موظف آخر يعمل بإدارة خدمات المشتركين بالهيئة يقول: «بعد أن تحولت الوزارة إلى هيئة، فإن كل حياتنا انقلبت رأساً على عقب، بدءاً من وقت الدوام الظالم، ومروراً بعدم تحسين رواتبنا بعد تمديد أوقات العمل، وانتهاء بتخبط الهيئة في عدم تطوير الموظفين، وعلى وجه التحديد في إدارة خدمات المشتركين».
هذا الأمر، هو الذي تحدثنا عنه في بداية حديثنا هذا، وهو أن هيئة الكهرباء والماء قامت بتمديد وقت الدوام بطريقة غريبة عجيبة دون تحسين أوضاع الموظفين لديها، بل كان كل همهم مؤخراً أن يغيروا «برامج» وأنظمة خدمات المشتركين الإلكترونية الخاصة بالموظفين، ليقوموا بشراء برامج من شركات أجنبية تكلف ميزانية الدولة ملايين الدنانير، ولعل أكبر دليل على هذا الأمر هو فشل البرنامج الحالي (CSS) والذي أثبت فشله الذريع وعدم كفاءته كبرنامج يغطي كافة جوانب عمليات المشتركين، بالرغم من تكلفته الكبيرة، والذي سوف يستبدل في قادم الأيام ببرنامج «ألماني» آخر يدعى (SAAB)، والله وحده أعلم كم سيكلف الدولة!!
غيرتوا الوزارة وسويتوها هيئة مب مشكلة، لكن المشكلة العظمى أنكم زيدتوا وقت الدوام على حساب راحة عشرات الآلاف من المواطنين الموظفين وأسرهم وأطفالهم، حتى دون الرجوع إليهم والأخذ بما يناسبهم، وما زاد استياء أهل الهيئة الكرام أنكم لم تفكروا حتى بتحسين أوضاعهم المادية على الإطلاق، خصوصاً حين استبشروا خيراً بعد سماعهم بمفاجأة الكادر الجديد لهم، لكن «طلع» كلامكم في النهاية كلام للاستهلاك واللعب في الوقت الضائع لا غير.
نتمنى من القائمين على هيئة الكهرباء والماء أن يطوروا ويحسنوا من أوضاع العاملين في الهيئة، خصوصاً فيما يتعلق بزيادة رواتبهم الهزيلة أصلاً، وأن يعيدوا النظر في وقت الدوام الذي لا يناسب وضع المواطن البحريني، خصوصاً المرأة البحرينية العاملة التي لديها التزامات أسرية وعائلية أهم بكثير من بقائها ساعات مطولة في هيأتكم الموقرة دون طائل، كما نتمنى أن يكون كلامنا هذا يعود بالنفع على كل العاملين بالهيئة وأن لا تتجاهلوا كلامنا في هذا المقال، كما تجاهلتموه بالأمس القريب، لأن تجاهلكم سيجعل للحديث بقية.
{{ article.visit_count }}
حين تحولت وزارة الكهرباء والماء إلى هيئة، وكان ذلك قبل أعوام فقط، استبشر العاملون في الهيئة بأن هذا المسمى الجديد لمؤسستهم سوف يجلب لهم السعادة وتحسين أوضاعهم المتردية من حيث الرواتب وتحسين وقت العمل وتطوير كفاءاتهم المهنية، لكن لم يحدث أي من ذلك؛ بل حدث العكس.
ماذا فعلت هيئة الكهرباء والماء بموظفيها بعد أن تحولت من وزارة إلى هيئة؟ إن أول ما قامت به الهيئة هو زيادة أوقات الدوام الرسمي، حتى دون الرجوع إلى موظفيهم المحترمين جداً، ولم تأخذ حتى برأيهم قبل إقرار الوقت رسمياً فيما يناسبهم من ساعات العمل. بعد أن أقرت الهيئة وقت الدوام المزعج بشكل رسمي، جاءت بعد ذلك «لتوزع» استمارات استبيان حول رأي موظفيها بساعات الدوام وذلك من أجل ذر الرماد في العيون، وعلى الرغم من أن الغالبية الساحقة من الموظفين رفضوا أوقات الدوام التي أقرتها الهيئة إلا أن المسؤولين فيها تجاهلوا آراء آلاف الموظفين.
بالنسبة إلى موظفي هيئة الكهرباء والماء فقد زادت ساعات وأوقات دوامهم، لكن مع ذلك لم يدخل في رواتبهم فلس أحمر، وكأنهم يعملون فيما يتعلق بزيادة تلك الساعات كمتطوعين لدى الهيئة.
تقول إحدى الموظفات العاملات بهيئة الكهرباء والماء، وهي أم لعدد من الأطفال: «أخرج من الصباح للذهاب للعمل، لكنني لا أعود لمنزلي وأطفالي إلا بعد الساعة الرابعة عصراً من كل يوم، وبهذا فإنني لا أستطيع تناول وجبة الغذاء مع زوجي وأطفالي إلا أيام العطل فقط، وحين أعود للمنزل كل يوم، فإن كل ما أفكر فيه هو أن أخلد للراحة، وفي الأعوام الأخيرة حين تحولت وزارتنا إلى هيئة، فإن أولادي تراجع مستواهم الدراسي بسبب وقت دوامي، لأنني لا أستطيع متابعة دروسهم».
موظف آخر يعمل بإدارة خدمات المشتركين بالهيئة يقول: «بعد أن تحولت الوزارة إلى هيئة، فإن كل حياتنا انقلبت رأساً على عقب، بدءاً من وقت الدوام الظالم، ومروراً بعدم تحسين رواتبنا بعد تمديد أوقات العمل، وانتهاء بتخبط الهيئة في عدم تطوير الموظفين، وعلى وجه التحديد في إدارة خدمات المشتركين».
هذا الأمر، هو الذي تحدثنا عنه في بداية حديثنا هذا، وهو أن هيئة الكهرباء والماء قامت بتمديد وقت الدوام بطريقة غريبة عجيبة دون تحسين أوضاع الموظفين لديها، بل كان كل همهم مؤخراً أن يغيروا «برامج» وأنظمة خدمات المشتركين الإلكترونية الخاصة بالموظفين، ليقوموا بشراء برامج من شركات أجنبية تكلف ميزانية الدولة ملايين الدنانير، ولعل أكبر دليل على هذا الأمر هو فشل البرنامج الحالي (CSS) والذي أثبت فشله الذريع وعدم كفاءته كبرنامج يغطي كافة جوانب عمليات المشتركين، بالرغم من تكلفته الكبيرة، والذي سوف يستبدل في قادم الأيام ببرنامج «ألماني» آخر يدعى (SAAB)، والله وحده أعلم كم سيكلف الدولة!!
غيرتوا الوزارة وسويتوها هيئة مب مشكلة، لكن المشكلة العظمى أنكم زيدتوا وقت الدوام على حساب راحة عشرات الآلاف من المواطنين الموظفين وأسرهم وأطفالهم، حتى دون الرجوع إليهم والأخذ بما يناسبهم، وما زاد استياء أهل الهيئة الكرام أنكم لم تفكروا حتى بتحسين أوضاعهم المادية على الإطلاق، خصوصاً حين استبشروا خيراً بعد سماعهم بمفاجأة الكادر الجديد لهم، لكن «طلع» كلامكم في النهاية كلام للاستهلاك واللعب في الوقت الضائع لا غير.
نتمنى من القائمين على هيئة الكهرباء والماء أن يطوروا ويحسنوا من أوضاع العاملين في الهيئة، خصوصاً فيما يتعلق بزيادة رواتبهم الهزيلة أصلاً، وأن يعيدوا النظر في وقت الدوام الذي لا يناسب وضع المواطن البحريني، خصوصاً المرأة البحرينية العاملة التي لديها التزامات أسرية وعائلية أهم بكثير من بقائها ساعات مطولة في هيأتكم الموقرة دون طائل، كما نتمنى أن يكون كلامنا هذا يعود بالنفع على كل العاملين بالهيئة وأن لا تتجاهلوا كلامنا في هذا المقال، كما تجاهلتموه بالأمس القريب، لأن تجاهلكم سيجعل للحديث بقية.