تعد مملكة البحرين نموذجاً متميزاً في السبق والاستمرار والإصرار في المحافظة على الفكر القومي العربي، والتمسك بالمفهوم العروبي للدولة والشعب بصورة واضحة. فالعروبة هوية لمعظم الدول العربية؛ لكنها بالنسبة للبحرين وشعبها هوية وكيان ووجود. إنها ماض وحاضر ومستقبل. إنها تعبير عن قضيتين واضحتين أولاهما الوجود والهوية، وثانيتهما الأمن والمستقبل إنها روح وجوهر الفضاء الذي يعيش ويتحرك ويتنفس فيه هذا التشخيص الذي يحرص كل كائن حي كل يوم على الدفاع عن ذاته في مواجهة المتغيرات والتحديات المحيطة به.
فالبحرين كدولة وكشعب عانت مثل كثير من الشعوب من الاستعمار والاحتلال الأجنبي سواء كان احتلالاً من دول بعيدة أو من دول قريبة، ولكن التحدي والمطامع الإقليمية لهوية البحرين لم تنته بل ظلت هواجس للمجتمع البحريني، وأوهاماً للدول الطامعة، رغم أن البحرين أكثر عراقة من مئات الدول ورغم أنها حصلت على استقلالها بإرادة شعبها وبشهادة دولية.
ومن هنا ظهرت في المجتمع البحريني شخصيات عديدة تعيش وتحلم؛ بل وتفكر من المنظور القومي العربي، ولست بصدد بحث في جذور هذه الحالة الفريدة في المجتمع، ولست في وضع تقديم استعراض لشخصيات عديدة لعبت، ولاتزال تلعب دوراً في تأكيد هذه الهوية المتصلة بالوجود الذاتي للدولة وللشعب، كما إنني لن أستعرض تفصيلاً لمسيرة ومواقف الشخصية التي نعرض لها كنموذج لهذا التوجه القومي العربي.
كمصري عاش شبابه في مرحلة نهوض وتألق الفكر القومي العربي في صورته الناصرية، إذا جاز استخدام هذا التعبير، باعتبار جمال عبدالناصر هو تجسيد معاصر لهذا الفكر والحلم العربي في الوحدة والنهضة والتقدم. ولهذا يكتب بعض الباحثين وخاصة في أمريكا، ويعيش بعض السياسيين هاجس الخوف من مصر، ومن شخصية مثل عبدالفتاح السيسي؛ هذا الضابط المصري الذي يخشون منه بهاجس مرضي لدى بعض الدول الغربية بأنه بمثابة تجسيد أو إحياء للحلم العربي الذي عبر عنه جمال عبدالناصر في منتصف القرن العشرين، كما عبر عنه محمد علي حاكم مصر الألباني الأصل والهوى والطموح العربي في النصف الأول من القرن التاسع عشر.
وإذا كان محمد علي أطلق الهوية العربية من عقالها ودشن النهضة المصرية المعاصرة في نموذج الزعيم القائد والدولة القائد، وإذا كان عبدالناصر عبر عن نفس التوجه بصورة أكثر عمقاً لأنه مصري الجنسية وعربي الهوية كثقافة وأحلام وطموح، فإن التكالب الاستعماري ضد محمد علي تكرر ضد عبدالناصر، وأخشى أن أقول إنه يتجمع لإعادة نفس السيناريو ضد السيسي. ولعله من اللافت أن كلاً منهم خلفيته وثقافته عسكرية. وربما إن أياً من هؤلاء القادة الثلاثة لم يكن يفكر في هذا الحلم، أو هذا الدور، بل فرض عليه فرضاً بحكم الأقدار، وبحكم طبيعة المرحلة والتطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وبحكم التحديات التي أحاطت به وبمجتمعه.
إذ إن محمد علي جاء بعد إخفاق الحملة الفرنسية، وسعي الدولة العثمانية المحتلة لمصر والمنطقة العربية لعدة قرون تحت اسم الإسلام لإعادة سيطرتها على مصر والمنطقة العربية، وجمال عبدالناصر جاء بعد الحرب العالمية الثانية وبدء زوال الاستعمار البريطاني والفرنسي وظهور الاستعمار الأمريكي الحديث، وصراع الكتلتين اللتين تحالفتا أثناء الحرب العالمية الثانية. أما عبد الفتاح السيسي فقد جاء بعد زوال الحكم الاستبدادي في مصر الذي ظل طويلاً، وكان هناك المتربصون، وهما الفكر الديني في صورته العثمانية الجديدة والسعي الاستعماري في صورته الأحدث في القرن الحادي والعشرين في صورة القوة العظمى المهيمنة والمتفردة.
هل يمكن أن نقول إن العثمانية في عهد محمد علي، وفي صورتها الجديدة في عهد جمال عبدالناصر وفي صورتها الأحدث في عهد عبد الفتاح السيسي هي حليفة تقليدية للاستعمار والاستغلال الديني كأداة من أدوات السيطرة والهيمنة.
سنترك ذلك للمؤرخين يتعمقون فيه ونركز على النموذج العربي البحريني المعاصر وهو محي الدين عبدالله بهلول، ما لفت نظري أنه في عهد تراجع المد القومي العربي وصعود التيار الديني المتحالف مع الاستعمار، يعبر محي الدين بهلول في الكثير من كتاباته الصحافية وفي مواقفه وفي حياته الوظيفية عن هذا التوجه القومي العربي في نموذجه الناصري، ومن هنا بحثت عن محي الدين بهلول الإنسان لكي أتعرف عليه وأسعى لسبر بعض من أسباب تعلقه بالأمل في عصر أحبطت فيه كثير من الآمال العربية، وفي عهد يمكن وصفه بأنه عهد النفاق الديمقراطي المرتبط بحقوق الإنسان وبالدعاية الأمريكية، حيث تحول كثير من أصحاب الفكر الماركسي أو اليساري أو الفكر القومي العربي إلى دعاة للفكر الأمريكي في نسخته المعاصرة، وهي أطروحة الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وتنكر كثيرون لخلفياتهم ولتراثهم وتحولوا لما أسميه بالتحالف العثماني «الديني» مع الاستعمار المهيمن، وكانت أداة التحالف الفكرية هي الديمقراطية، أما الأداة العملية فهي الثروات الصاعدة لدى أشخاص ينتمون للطبقة الفقيرة أو المتوسطة الذين وعدتهم الديمقراطية الجديدة بالحرية والاستقلال وبالثراء، ولو تعمقوا في الأمر لوجدوا أن ذلك ليس إلا سراباً، فالقوة المهيمنة كثيراً ما تخلت عن حلفائها وأتباعها.
وأستعرض فيما يتعلق بمحي الدين بهلول كتابه المعنون «حصاد سنين.. الغرفة والإذاعة والرياضة»، أي أنه حصاد حياة عملية في مجالات ثلاثة، وإن كان جوهره فكرة واحدة تكمن خلف هذه الحياة، وهي المفهوم القومي العربي في صورته الناصرية، وبرز ذلك في مقالاته الصحافية في المناسبات الخاصة بحياة جمال عبدالناصر.
وقد عبر محي الدين بهلول عن الفكر القومي العربي في صورته البحرينية في حرصه على إبراز الانتماء الوطني الذي تجسد في استفتاء عام 1970، الذي أكد أن البحرين دولة عربية لغة وثقافة وتاريخاً وسياسة ومستقبلاً، وأن الأسر الحاكمة فيها أسر عربية أصيلة، وهذا ثابت في تاريخها العريق قبل الإسلام وبعده حتى الأسرة الخليفية، ومن هنا وضع صورة القيادة الحالية للدولة ممثلة في الملك ورئيس الوزراء وولي العهد في صدر كتابه، وأتساءل لماذا فعل ذاك؟ وهو لم يعد موظفاً ولا مسؤولاً؛ بل إنه تقاعد وكثيرون من أصحاب المناصب المهمة التي لم يصل إليها بهلول في مسيرته نكثوا عن مواقفهم التي اتخذوها عندما كانوا وزراء أو مسؤولين كبار، وأجد نفسي مدفوعاً في البحث لتفسير ذلك في أمور أولها أن بهلول يعبر عن أصالة الإنسان صاحب الرأي والفكر الذي لا يتغير، فهو ليس صاحب مصلحة مؤقتة ذات طابع انتهازي تزول بزوال الهدف والمنصب، وثانيها أن بهلول يجد في الأسرة الحاكمة الرمز العربي المعاصر لحماية عروبة البحرين كدولة وكشعب، فهي أسرة عربية أصيلة ولها تاريخ عريق يمتد لأكثر من مائتي عام، وثالثها أن بهلول رغم تقاعده إنما يعبر عن الأمل القائم المتجدد في حلم العروبة ونهضتها.
وأخيراً إن مسيرة بهلول في المواقع الثلاثة التي عمل بها تعبر عن حضارة وثقافة أية دولة وأي مجتمع في الماضي والحاضر والمستقبل، فالتجارة ممثلة في غرفة التجارة والصناعة تعبير عن الاقتصاد الذي هو أساس نهضة الأمم والشعوب، والإذاعة هي أداة إعلام وتواصل وهي محور الحفاظ على الهوية، والرياضة هي أساس القوة البدنية، وكما يقول المثل العربي «العقل السليم في الجسم السليم»، وبهذا يمكننا القول إن بهلول هو تجسيد للشخصية العربية القائمة على التجارة والثقافة والفروسية، إنني أكثر ميلاً لتفسير شخصية بهلول في هذا السياق، وأتمنى أن يوصل مسيرته الفكرية بصفته تجسيداً بحرينياً وطنياً عربياً أصيلاً. وقد تجلى ذلك في أن من قرؤوا كتابه وأثنوا على حياته ينتمون لمختلف طوائف الشعب البحريني.
{{ article.visit_count }}
فالبحرين كدولة وكشعب عانت مثل كثير من الشعوب من الاستعمار والاحتلال الأجنبي سواء كان احتلالاً من دول بعيدة أو من دول قريبة، ولكن التحدي والمطامع الإقليمية لهوية البحرين لم تنته بل ظلت هواجس للمجتمع البحريني، وأوهاماً للدول الطامعة، رغم أن البحرين أكثر عراقة من مئات الدول ورغم أنها حصلت على استقلالها بإرادة شعبها وبشهادة دولية.
ومن هنا ظهرت في المجتمع البحريني شخصيات عديدة تعيش وتحلم؛ بل وتفكر من المنظور القومي العربي، ولست بصدد بحث في جذور هذه الحالة الفريدة في المجتمع، ولست في وضع تقديم استعراض لشخصيات عديدة لعبت، ولاتزال تلعب دوراً في تأكيد هذه الهوية المتصلة بالوجود الذاتي للدولة وللشعب، كما إنني لن أستعرض تفصيلاً لمسيرة ومواقف الشخصية التي نعرض لها كنموذج لهذا التوجه القومي العربي.
كمصري عاش شبابه في مرحلة نهوض وتألق الفكر القومي العربي في صورته الناصرية، إذا جاز استخدام هذا التعبير، باعتبار جمال عبدالناصر هو تجسيد معاصر لهذا الفكر والحلم العربي في الوحدة والنهضة والتقدم. ولهذا يكتب بعض الباحثين وخاصة في أمريكا، ويعيش بعض السياسيين هاجس الخوف من مصر، ومن شخصية مثل عبدالفتاح السيسي؛ هذا الضابط المصري الذي يخشون منه بهاجس مرضي لدى بعض الدول الغربية بأنه بمثابة تجسيد أو إحياء للحلم العربي الذي عبر عنه جمال عبدالناصر في منتصف القرن العشرين، كما عبر عنه محمد علي حاكم مصر الألباني الأصل والهوى والطموح العربي في النصف الأول من القرن التاسع عشر.
وإذا كان محمد علي أطلق الهوية العربية من عقالها ودشن النهضة المصرية المعاصرة في نموذج الزعيم القائد والدولة القائد، وإذا كان عبدالناصر عبر عن نفس التوجه بصورة أكثر عمقاً لأنه مصري الجنسية وعربي الهوية كثقافة وأحلام وطموح، فإن التكالب الاستعماري ضد محمد علي تكرر ضد عبدالناصر، وأخشى أن أقول إنه يتجمع لإعادة نفس السيناريو ضد السيسي. ولعله من اللافت أن كلاً منهم خلفيته وثقافته عسكرية. وربما إن أياً من هؤلاء القادة الثلاثة لم يكن يفكر في هذا الحلم، أو هذا الدور، بل فرض عليه فرضاً بحكم الأقدار، وبحكم طبيعة المرحلة والتطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وبحكم التحديات التي أحاطت به وبمجتمعه.
إذ إن محمد علي جاء بعد إخفاق الحملة الفرنسية، وسعي الدولة العثمانية المحتلة لمصر والمنطقة العربية لعدة قرون تحت اسم الإسلام لإعادة سيطرتها على مصر والمنطقة العربية، وجمال عبدالناصر جاء بعد الحرب العالمية الثانية وبدء زوال الاستعمار البريطاني والفرنسي وظهور الاستعمار الأمريكي الحديث، وصراع الكتلتين اللتين تحالفتا أثناء الحرب العالمية الثانية. أما عبد الفتاح السيسي فقد جاء بعد زوال الحكم الاستبدادي في مصر الذي ظل طويلاً، وكان هناك المتربصون، وهما الفكر الديني في صورته العثمانية الجديدة والسعي الاستعماري في صورته الأحدث في القرن الحادي والعشرين في صورة القوة العظمى المهيمنة والمتفردة.
هل يمكن أن نقول إن العثمانية في عهد محمد علي، وفي صورتها الجديدة في عهد جمال عبدالناصر وفي صورتها الأحدث في عهد عبد الفتاح السيسي هي حليفة تقليدية للاستعمار والاستغلال الديني كأداة من أدوات السيطرة والهيمنة.
سنترك ذلك للمؤرخين يتعمقون فيه ونركز على النموذج العربي البحريني المعاصر وهو محي الدين عبدالله بهلول، ما لفت نظري أنه في عهد تراجع المد القومي العربي وصعود التيار الديني المتحالف مع الاستعمار، يعبر محي الدين بهلول في الكثير من كتاباته الصحافية وفي مواقفه وفي حياته الوظيفية عن هذا التوجه القومي العربي في نموذجه الناصري، ومن هنا بحثت عن محي الدين بهلول الإنسان لكي أتعرف عليه وأسعى لسبر بعض من أسباب تعلقه بالأمل في عصر أحبطت فيه كثير من الآمال العربية، وفي عهد يمكن وصفه بأنه عهد النفاق الديمقراطي المرتبط بحقوق الإنسان وبالدعاية الأمريكية، حيث تحول كثير من أصحاب الفكر الماركسي أو اليساري أو الفكر القومي العربي إلى دعاة للفكر الأمريكي في نسخته المعاصرة، وهي أطروحة الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وتنكر كثيرون لخلفياتهم ولتراثهم وتحولوا لما أسميه بالتحالف العثماني «الديني» مع الاستعمار المهيمن، وكانت أداة التحالف الفكرية هي الديمقراطية، أما الأداة العملية فهي الثروات الصاعدة لدى أشخاص ينتمون للطبقة الفقيرة أو المتوسطة الذين وعدتهم الديمقراطية الجديدة بالحرية والاستقلال وبالثراء، ولو تعمقوا في الأمر لوجدوا أن ذلك ليس إلا سراباً، فالقوة المهيمنة كثيراً ما تخلت عن حلفائها وأتباعها.
وأستعرض فيما يتعلق بمحي الدين بهلول كتابه المعنون «حصاد سنين.. الغرفة والإذاعة والرياضة»، أي أنه حصاد حياة عملية في مجالات ثلاثة، وإن كان جوهره فكرة واحدة تكمن خلف هذه الحياة، وهي المفهوم القومي العربي في صورته الناصرية، وبرز ذلك في مقالاته الصحافية في المناسبات الخاصة بحياة جمال عبدالناصر.
وقد عبر محي الدين بهلول عن الفكر القومي العربي في صورته البحرينية في حرصه على إبراز الانتماء الوطني الذي تجسد في استفتاء عام 1970، الذي أكد أن البحرين دولة عربية لغة وثقافة وتاريخاً وسياسة ومستقبلاً، وأن الأسر الحاكمة فيها أسر عربية أصيلة، وهذا ثابت في تاريخها العريق قبل الإسلام وبعده حتى الأسرة الخليفية، ومن هنا وضع صورة القيادة الحالية للدولة ممثلة في الملك ورئيس الوزراء وولي العهد في صدر كتابه، وأتساءل لماذا فعل ذاك؟ وهو لم يعد موظفاً ولا مسؤولاً؛ بل إنه تقاعد وكثيرون من أصحاب المناصب المهمة التي لم يصل إليها بهلول في مسيرته نكثوا عن مواقفهم التي اتخذوها عندما كانوا وزراء أو مسؤولين كبار، وأجد نفسي مدفوعاً في البحث لتفسير ذلك في أمور أولها أن بهلول يعبر عن أصالة الإنسان صاحب الرأي والفكر الذي لا يتغير، فهو ليس صاحب مصلحة مؤقتة ذات طابع انتهازي تزول بزوال الهدف والمنصب، وثانيها أن بهلول يجد في الأسرة الحاكمة الرمز العربي المعاصر لحماية عروبة البحرين كدولة وكشعب، فهي أسرة عربية أصيلة ولها تاريخ عريق يمتد لأكثر من مائتي عام، وثالثها أن بهلول رغم تقاعده إنما يعبر عن الأمل القائم المتجدد في حلم العروبة ونهضتها.
وأخيراً إن مسيرة بهلول في المواقع الثلاثة التي عمل بها تعبر عن حضارة وثقافة أية دولة وأي مجتمع في الماضي والحاضر والمستقبل، فالتجارة ممثلة في غرفة التجارة والصناعة تعبير عن الاقتصاد الذي هو أساس نهضة الأمم والشعوب، والإذاعة هي أداة إعلام وتواصل وهي محور الحفاظ على الهوية، والرياضة هي أساس القوة البدنية، وكما يقول المثل العربي «العقل السليم في الجسم السليم»، وبهذا يمكننا القول إن بهلول هو تجسيد للشخصية العربية القائمة على التجارة والثقافة والفروسية، إنني أكثر ميلاً لتفسير شخصية بهلول في هذا السياق، وأتمنى أن يوصل مسيرته الفكرية بصفته تجسيداً بحرينياً وطنياً عربياً أصيلاً. وقد تجلى ذلك في أن من قرؤوا كتابه وأثنوا على حياته ينتمون لمختلف طوائف الشعب البحريني.