مباشرة بعد التطورات الدراماتيكية في العلاقة بين إيران والولايات المتحدة والاتفاق الخاص بالملف النووي الإيراني الممهد لمصالحة كبيرة بين الشيطانين الأكبر والأصغر، والذي أعلن عنه أخيراً؛ اتخذت فضائية «العالم» الإيرانية قراراً بوقف البرنامج اليومي المباشر الذي خصصته ليكون منبراً لسب وشتم البحرين يستفيد منه «المعارضون» من البحرينيين وغير البحرينيين الذين اتخذوا من الحكم موقفاً سالباً، حيث استبدلته ببرنامج (مسجل) مدته نصف ساعة يعرض في وقت مختلف عن الوقت الذي كان يعرض فيه ذلك البرنامج ولمدة ستة أيام في الأسبوع (فقط) بدلاً عن سبعة، بما يتيح التحكم فيه وحذف ما يحتويه من شتائم وكلام مقيت قبل عرضه، وهو ما يعد لافتاً ويفهم على أنه التزام بقرار للتهدئة تم الاتفاق عليه مع أطراف في المنطقة.
هذا القرار وإن جاء متأخراً جداً وبعد أن أفرغ المشاركون فيه كل ما احتواه قاموسهم البذيء من شتائم على مدى ثلاث سنوات وأخرجت من خلاله إيران كل ما في قلبها من ضغينة على البحرين، إلا أنه يعتبر خطوة جيدة لعلها تسهم في تصحيح نظرة ذلك البعض للأمور، وهي فرصة ليتأكد الجميع من أنه لا الشتائم ولا الكلام البذيء والانحراف عن الأخلاق يمكن أن يؤثر في البحرين وقيادتها وحكومتها وشعبها أو أنها تفرط في ذرة من حقها.
منذ فبراير 2011 لم تتوقف هذه الفضائية عن بث كل ما تعتقد أنه يمكن أن يسيء إلى البحرين واستغلت «البحرينيين» الذين اعتبروا أنفسهم «معارضة» وفي حالة «ثورة» ليعينوها على تحقيق هذا الهدف، حيث استمرت على مدى الثلاثين شهراً ونيف تنصب في الواحدة ظهراً بتوقيت البحرين يومياً سرادق السب والشتم وتدعو كل من اتخذ من الحكم موقفاً إلى الاستفادة من تلك المساحة ليخرج ما في داخله من أضغان وعقد، متجاوزة بذلك كل خطوط الأخلاق والقيم والأعراف وحق الجيرة.
هذا القرار عبارة عن درس ينبغي من أولئك الذين اعتبروا ذلك البرنامج مساحة لنشر الشتائم والتجاوز على الأخلاق والأعراف أن يستفيدوا منه وأن يعرفوا أن إيران لا يمكن أن تقف إلا إلى جانب مصلحتها وأنه طالما أن مصلحتها تغيرت فإنها يمكن أن تتخلى عن كل شيء وتتحالف مع كل شيطان ولا تتردد عن لفظ كل ما قد يقف في طريق مصلحتها.
لا علم لي بالاتفاقات أو التفاهمات التي بالتأكيد تمت ويقوم بها المعنيون تحت الأرض، ولكني كنت أتمنى أن تتخذ «العالم» قراراً بالتوقف كلياً عن ذلك البرنامج ومنع المستفيدين منه من المشاركة في أي برنامج تبثه على الهواء أو مسجلاً كي تثبت أنها عادت إلى رشدها وأنها لم تعد «طرفاً» في المشكلة وأنها وضعت بالفعل نقطة في نهاية السطر وقالت لأولئك الشتامين كفى.
لم أشاهد بعد البرنامج (أبو نصف ساعة) في صيغته الجديدة ولكن المرجو أن يدفع وتدفع هذه الفضائية -التي للأسف يعتبرها بعض أهل البحرين صادقة في كل ما تقول وتفعل- نحو التهدئة وأن تحث على التوقف عن كل ما قد يعيق حل المشكلة البحرينية الذي يأتي من الداخل وليس من الخارج.
بالمناسبــة، بـــدأ المعبـــرون عـن بعــــض الجمعيات السياسية التي تعمل في إطار القانون «المجاهرة» بالقول إن ما جرى ويجـــري في البحرين «ليس ثورة» ولكنـــه كان دعوة للإصلاح، وهو ما يتناقض مع ما كانت تقول به فضائية العالم الإيرانية، والتي كانوا لا يستطيعون مقاومة سحرها فيستجيبون لها في كل ساعة وكل حين ويقولون ما تطمح أن يقولوا.
في كل الأحوال؛ ما يتم من خطوات أمر إيجابي لكنه يحتاج إلى تعزيز، ومن المهم ألا يكون الأمر عرضة لردود الأفعال فتعود «العليمة» إلى عادتها القديمة!
{{ article.visit_count }}
هذا القرار وإن جاء متأخراً جداً وبعد أن أفرغ المشاركون فيه كل ما احتواه قاموسهم البذيء من شتائم على مدى ثلاث سنوات وأخرجت من خلاله إيران كل ما في قلبها من ضغينة على البحرين، إلا أنه يعتبر خطوة جيدة لعلها تسهم في تصحيح نظرة ذلك البعض للأمور، وهي فرصة ليتأكد الجميع من أنه لا الشتائم ولا الكلام البذيء والانحراف عن الأخلاق يمكن أن يؤثر في البحرين وقيادتها وحكومتها وشعبها أو أنها تفرط في ذرة من حقها.
منذ فبراير 2011 لم تتوقف هذه الفضائية عن بث كل ما تعتقد أنه يمكن أن يسيء إلى البحرين واستغلت «البحرينيين» الذين اعتبروا أنفسهم «معارضة» وفي حالة «ثورة» ليعينوها على تحقيق هذا الهدف، حيث استمرت على مدى الثلاثين شهراً ونيف تنصب في الواحدة ظهراً بتوقيت البحرين يومياً سرادق السب والشتم وتدعو كل من اتخذ من الحكم موقفاً إلى الاستفادة من تلك المساحة ليخرج ما في داخله من أضغان وعقد، متجاوزة بذلك كل خطوط الأخلاق والقيم والأعراف وحق الجيرة.
هذا القرار عبارة عن درس ينبغي من أولئك الذين اعتبروا ذلك البرنامج مساحة لنشر الشتائم والتجاوز على الأخلاق والأعراف أن يستفيدوا منه وأن يعرفوا أن إيران لا يمكن أن تقف إلا إلى جانب مصلحتها وأنه طالما أن مصلحتها تغيرت فإنها يمكن أن تتخلى عن كل شيء وتتحالف مع كل شيطان ولا تتردد عن لفظ كل ما قد يقف في طريق مصلحتها.
لا علم لي بالاتفاقات أو التفاهمات التي بالتأكيد تمت ويقوم بها المعنيون تحت الأرض، ولكني كنت أتمنى أن تتخذ «العالم» قراراً بالتوقف كلياً عن ذلك البرنامج ومنع المستفيدين منه من المشاركة في أي برنامج تبثه على الهواء أو مسجلاً كي تثبت أنها عادت إلى رشدها وأنها لم تعد «طرفاً» في المشكلة وأنها وضعت بالفعل نقطة في نهاية السطر وقالت لأولئك الشتامين كفى.
لم أشاهد بعد البرنامج (أبو نصف ساعة) في صيغته الجديدة ولكن المرجو أن يدفع وتدفع هذه الفضائية -التي للأسف يعتبرها بعض أهل البحرين صادقة في كل ما تقول وتفعل- نحو التهدئة وأن تحث على التوقف عن كل ما قد يعيق حل المشكلة البحرينية الذي يأتي من الداخل وليس من الخارج.
بالمناسبــة، بـــدأ المعبـــرون عـن بعــــض الجمعيات السياسية التي تعمل في إطار القانون «المجاهرة» بالقول إن ما جرى ويجـــري في البحرين «ليس ثورة» ولكنـــه كان دعوة للإصلاح، وهو ما يتناقض مع ما كانت تقول به فضائية العالم الإيرانية، والتي كانوا لا يستطيعون مقاومة سحرها فيستجيبون لها في كل ساعة وكل حين ويقولون ما تطمح أن يقولوا.
في كل الأحوال؛ ما يتم من خطوات أمر إيجابي لكنه يحتاج إلى تعزيز، ومن المهم ألا يكون الأمر عرضة لردود الأفعال فتعود «العليمة» إلى عادتها القديمة!