من الخدع التي يحاول البعض الترويج لها منذ ما لا يقل عن 8 سنوات فكرة «المعارضة السنية» ويقصد بها من يحاول تكوينها كصورة نمطية بأن هناك معارضة سنية كما هو الحال بالنسبة للمعارضة الشيعية.
يقول أحدهم «الشيعة حققوا جزءاً كبيراً من مطالبهم رغم خسارتهم للكثير، وحان الوقت لمعارضة سنية قوية حتى وإن قدمت الكثير من التضحيات والخسائر»!
رغم حجم الخبرات السياسية المتراكمة في البحرين وهي نتاج ما يقارب القرن، إلا أنه من الواضح أن الأدبيات السياسية البحرينية لم تشرح بعد ما معنى مفهوم «المعارضة»، فهناك من يرى أن كل من يعارض الحكومة أو سياساتها فهو معارض، سواء كان هذا الاختلاف معها جزئياً أو كلياً، وفي ضوء هذا المفهوم القاصر فإن جميع من في البحرين معارض لأنه لا يخلو فرد أو مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني من نقد أو وجهة نظر تجاه الحكومة أو سياساتها.
نظامنا السياسي لا يقوم على وجود معارضة بالمفهوم الغربي الذي يطرح برنامجاً ليحل محل الحكومة. نظامنا السياسي مختلف لأنه يحتوي كافة الآراء والاختلافات ولديه الآليات اللازمة لاحتواء التضارب في المصالح وصولاً إلى التفاهمات.
السبب الرئيس الذي يدعونا للقول باستحالة ظهور معارضة حقيقية في البحرين أن نزعات التطرف لدى كافة مكونات المجتمع تدفع لطرح الأجندة الخاصة بها دون طرح برنامج وطني يتقاطع مع المصلحة الوطنية. لذلك شاهدنا ما فعلته ما تسمي نفسها بالمعارضة خلال العام 2011.
لذلك متى ما انتهت نزعات التطرف، وصار لدى جميع مكونات المجتمع القدرة على تغليب المصلحة الوطنية بعيداً عن المصالح الضيقة من خلال برنامج وطني واضح وفعال، حينها يمكن القول إن هناك معارضة حقيقية.
وهذه النزعات من المستبعد أن تنتهي حالياً، فالمجتمع المحلي للتو خرج من أزمة عميقة من الطبيعي أن تعقبها نزعات متطرفة تستمر لفترات طويلة زمنياً. إضافة إلى الوضع الإقليمي الذي يشهد نزعات من التطرف في الشرق الأوسط.
من يحاول بيع الوهم، وخداع الرأي العام عليه أن يفهم دوره جيداً قبل الادعاء بتمثيل الشعب وقبل مفاجأته بوجود «المعارضة السنية».