المواكب العزائية.. حرية دينية، المجسمات في الساحات والشوارع.. حرية دينية، الأعلام السوداء بالطول والعرض وعلى كل عمود إنارة وإشارة.. حرة دينية، لافتات ومعلقات على الجدران وبين أغصان الأشجار.. حرية دينية، مكبرات الصوت تشتغل ليل ونهار على المآتم.. حرية دينية، مجلس علمائي يفتي بجواز وعدم جواز وتصريحات وتسقيطات وتهديدات.. حرية دينية، مسيرات واحتجاجات كل إجازة ومناسبة وغير مناسبة.. حرية تعبير، قطع الشوارع وحرق الإطارات.. حرية تعبير، ملوتوفات وحرق سيارات وحاويات.. حرية تعبير، قتل رجال الأمن ودهسهم.. حرية تعبير، تهريب أسلحة ومتفجرات.. حرية تعبير، تسقيط وشتم الدولة.. حرية تعبير، حرق المدارس ومراكز الشرطة.. حرية تعبير..
إذاً بعد كل هذه الحريات ماذا بقى لشعب البحرين الأصيل من حرية بعدما اختطفت حريته باسم الحرية التي تدعيها الأحزاب المعارضة التي تريد أن تسلب البلاد وتسلمها لحاكم طهران، فماذا بقى بعدها للدولة ولشعب البحرين الأصيل من حرية؟
ماذا بقى لشعب البحرين من حرية بعد أن ضاقت به الدنيا على وسعها، وبعد أن فرضت عليه المواكب العزائية أمام بيته ودكانه وفي طريقه وشارعه وفي قريته ومدينته، وقيدت أقدامه حتى أنه لا يستطيع يتجاوز هذه المواكب فهي خطوط حمراء، ولا يمكن للمواطن أن يحتج عليها أو يجادل فيه لا دولته التي لا يمكن لها تحريكها أو تغيير خط مسيرها أو ساعة مرورها، أما بدعة المجسمات التي خرجت لتغطي الساحات والمساحات وبلغت طولها وعرضها عشرات من الأمتار، وأصبح إزالتها تضيق على الحريات الدينية وتحاسب فيها الدولة حتى تعهد مسؤوليها بعدم المساس بها وتقديرها، وتعقد لأجلها اجتماعات بين كبار الضباط ومن يرعى هذه المجسمات كي لا يزال مجسم وقد يبقى أبدياً، كما بقيت التلال والعشيش التي أصبحت بعدها مساجد ومزارات أثرية تخرج ملكيتها عن الدولة حتى لو لم يكون لها وثيقة رسمية.
أما الأعلام السوداء التي تغطي الشوارع وأعمدة الإنارة وإن حجبت الرؤية أو ضايقت المارة أو سدت الطريق، فتبقى شهوراً لا تمس أو تقرب، وإن أزالتها البلدية فهو تعد على الحرية ومضايقات دينية تستحق تدخلات أممية، وأما اللافتات والمعلقات، ومهما كتب عليها من عبارات ثأر ونغزات ولمزات وتهديد ووعيد، فهي أيضاً حرية، وأما مكبرات الصوت وإن كان هناك مريض يأن وطفل مستغرق في النوم، وطلاب يراجعون الامتحانات، وأفراح عند الجيران، فيبقى المكبر له الأولوية والباقـــي ليـــس لهـم حتى جزء من الحريـــة، وأما المجلس العلمائي فحله من المحرمات الكبيرة، التي توجب على العلماء الشيعة رفع عريضة تدعو الأمم المتحدة للتدخل بأي وسيلة وطريقة، فحل المجلس أكبر حرمة من انتهاك سيادة بلد واحتلال أرضها، فماذا بقى لشعب البحرين بعدها من حرية وماذا بقى للدولة بعدها من سيادة وملكية؟.
نأتي لحرية التعبير التي تجاوزت المعقول حتى أصبح شعب البحرين مسجوناً لا يستطيع أن يسير في شوارعه بأمان، ولا يمكن أن يتجول في كل مكان، وأصبحت شوارعه تحاصرها النيران، وسيارته تسير على الجمر والدخان، ورجـــال أمنه يذبحون ويسلخون وسجلاتهـــم في طي الكتمان، ومركباتهم تتفحم وأجزاؤها تتبعثر بين الجدران والفرجان، كما أصبح تهريب الأسلحة والمتفجرات مشروع ويجوز، واعتراض المهربين والإرهابيين فيه أثم وفجور، وتكون فيه الدولة متهمة تحاصرها المنظمات الدولية من الشمال للجنوب، أما حرق المدارس أصبح أمر معتاد، فالحرية صـــارت هي المبرر لكل جريمة؛ وإن احترقـــت البلاد أو صارت تحت الاحتلال فسيكون التعليل والتبرير من أجل حرية التعبير، حرية التعبير التي لم تبق شيء من الشيء لشعب البحرين، ولم يبق للدولة شيء بعدما سلبت سيادتها بحرية التعبير.
وها هي العريضة اليوم تذهب للأمم المتحدة، فيها يشتكون على البحرين رغم ما قدمت لهم الدولة من تسهيلات فاقت كل الوصوف، تسهيلات ليس مثلها ولم يحوز عليها حتى شيعة إيران الذين لا زال يعيش بعضهم في مغارات وفي الجبال والكهوف، اليوم يتراكض رجال الدين بكل حرية ويوقعون على العرائض وكتبوا فيه «نضعكم أمام جريمة إنسانية تتمثل في حكم قضائي صادر من محاكم البحرين بحل المجلس الإسلامي العلمائي، وندعوكم للقيام بدوركم حيال هذه الجريمة، وحث السلطات البحرينية للكف عن الاستمرار في التضييق على الحريات الدينية وحرية التعبير، وأنه إجراء غير قانوني ومتناقض مع التعهدات الدولية».
هنا يدور في بالنا عشرات الأسئلة؛ هل حل مجلس ليس له شخصية ولا صفة رسمية هو جريمة إنسانية؟ وأمام اغتصاب دولة وإسقاط حكومة واعتداء على شعب آمن هو حضارة وتمدن وإجراء قانوني ونصت عليه التعهدات الدولية؟ هل حله بدعة ليس مثلها في قارة أفريقيا ولا قارة أسترالية ولا أمريكية ولا هندية ولا حتى في أقدم التاريخ جاء بمثلها هو جريمة إنسانية؛ بينما قتل شعب وإحراق أرضه والاعتداء على أمة محمد الآمنة في بلادها، والتي يتداعى اليوم أعداؤها لقتلهـــــا بأكذوبة حرية التعبير وأكذوبة حرية ممارسة الطقوس الدينية التي سلبت شعب البحرين حريته وجعلته يتحرك في شوارعه ومناطقه وكأنه أسير يخاف أن يلتفـــت يميناً أو يساراً، لأن رجال الأمن والمرور أغلقوا الشوارع كي تمر المواكب العزائية، والويل لمن اعترض طريقها أو طاف من أمامها، حرية التعبير التي جعلت من شعب البحرين أخرساً عندما طغت أصوات المسيرات والاحتجاجات وأصوات المكبرات حتى صار يتحدث مع نفسه ويقــــول؛ ماذا أفعـــل، ومـــن إليه أذهب وأشتكي في هذه البلاد التي فيها سرقت حريتي وضاقت علي دنيتي وصرت غريب في بلدي، فالحريـــة قـــــــد سلبـــت مني عندما طغــــت حريـــــة التعبير وحرية الدين لجماعة حتى أصبحــــت أسيراً وأنا الشعـــب الأصيل صاحب الأرض وصاحب الحق.
وأبقـــــى أنا أسير حسير أنظر إلى المستقبـــــل وأقول هل يعقل أن يحدث هذا في بلد الرجال.. أرض الفاتح.. أرض التحريـــر والانتصــــار، أرض التاريــخ الأصيــل الذي يحاول اليــــوم أن يسلب سيادتهـــا ويحـــرق أرضهــــا ويشــــرد شعبهــــا، ذلك الذي جاء بعـدي.
إذاً بعد كل هذه الحريات ماذا بقى لشعب البحرين الأصيل من حرية بعدما اختطفت حريته باسم الحرية التي تدعيها الأحزاب المعارضة التي تريد أن تسلب البلاد وتسلمها لحاكم طهران، فماذا بقى بعدها للدولة ولشعب البحرين الأصيل من حرية؟
ماذا بقى لشعب البحرين من حرية بعد أن ضاقت به الدنيا على وسعها، وبعد أن فرضت عليه المواكب العزائية أمام بيته ودكانه وفي طريقه وشارعه وفي قريته ومدينته، وقيدت أقدامه حتى أنه لا يستطيع يتجاوز هذه المواكب فهي خطوط حمراء، ولا يمكن للمواطن أن يحتج عليها أو يجادل فيه لا دولته التي لا يمكن لها تحريكها أو تغيير خط مسيرها أو ساعة مرورها، أما بدعة المجسمات التي خرجت لتغطي الساحات والمساحات وبلغت طولها وعرضها عشرات من الأمتار، وأصبح إزالتها تضيق على الحريات الدينية وتحاسب فيها الدولة حتى تعهد مسؤوليها بعدم المساس بها وتقديرها، وتعقد لأجلها اجتماعات بين كبار الضباط ومن يرعى هذه المجسمات كي لا يزال مجسم وقد يبقى أبدياً، كما بقيت التلال والعشيش التي أصبحت بعدها مساجد ومزارات أثرية تخرج ملكيتها عن الدولة حتى لو لم يكون لها وثيقة رسمية.
أما الأعلام السوداء التي تغطي الشوارع وأعمدة الإنارة وإن حجبت الرؤية أو ضايقت المارة أو سدت الطريق، فتبقى شهوراً لا تمس أو تقرب، وإن أزالتها البلدية فهو تعد على الحرية ومضايقات دينية تستحق تدخلات أممية، وأما اللافتات والمعلقات، ومهما كتب عليها من عبارات ثأر ونغزات ولمزات وتهديد ووعيد، فهي أيضاً حرية، وأما مكبرات الصوت وإن كان هناك مريض يأن وطفل مستغرق في النوم، وطلاب يراجعون الامتحانات، وأفراح عند الجيران، فيبقى المكبر له الأولوية والباقـــي ليـــس لهـم حتى جزء من الحريـــة، وأما المجلس العلمائي فحله من المحرمات الكبيرة، التي توجب على العلماء الشيعة رفع عريضة تدعو الأمم المتحدة للتدخل بأي وسيلة وطريقة، فحل المجلس أكبر حرمة من انتهاك سيادة بلد واحتلال أرضها، فماذا بقى لشعب البحرين بعدها من حرية وماذا بقى للدولة بعدها من سيادة وملكية؟.
نأتي لحرية التعبير التي تجاوزت المعقول حتى أصبح شعب البحرين مسجوناً لا يستطيع أن يسير في شوارعه بأمان، ولا يمكن أن يتجول في كل مكان، وأصبحت شوارعه تحاصرها النيران، وسيارته تسير على الجمر والدخان، ورجـــال أمنه يذبحون ويسلخون وسجلاتهـــم في طي الكتمان، ومركباتهم تتفحم وأجزاؤها تتبعثر بين الجدران والفرجان، كما أصبح تهريب الأسلحة والمتفجرات مشروع ويجوز، واعتراض المهربين والإرهابيين فيه أثم وفجور، وتكون فيه الدولة متهمة تحاصرها المنظمات الدولية من الشمال للجنوب، أما حرق المدارس أصبح أمر معتاد، فالحرية صـــارت هي المبرر لكل جريمة؛ وإن احترقـــت البلاد أو صارت تحت الاحتلال فسيكون التعليل والتبرير من أجل حرية التعبير، حرية التعبير التي لم تبق شيء من الشيء لشعب البحرين، ولم يبق للدولة شيء بعدما سلبت سيادتها بحرية التعبير.
وها هي العريضة اليوم تذهب للأمم المتحدة، فيها يشتكون على البحرين رغم ما قدمت لهم الدولة من تسهيلات فاقت كل الوصوف، تسهيلات ليس مثلها ولم يحوز عليها حتى شيعة إيران الذين لا زال يعيش بعضهم في مغارات وفي الجبال والكهوف، اليوم يتراكض رجال الدين بكل حرية ويوقعون على العرائض وكتبوا فيه «نضعكم أمام جريمة إنسانية تتمثل في حكم قضائي صادر من محاكم البحرين بحل المجلس الإسلامي العلمائي، وندعوكم للقيام بدوركم حيال هذه الجريمة، وحث السلطات البحرينية للكف عن الاستمرار في التضييق على الحريات الدينية وحرية التعبير، وأنه إجراء غير قانوني ومتناقض مع التعهدات الدولية».
هنا يدور في بالنا عشرات الأسئلة؛ هل حل مجلس ليس له شخصية ولا صفة رسمية هو جريمة إنسانية؟ وأمام اغتصاب دولة وإسقاط حكومة واعتداء على شعب آمن هو حضارة وتمدن وإجراء قانوني ونصت عليه التعهدات الدولية؟ هل حله بدعة ليس مثلها في قارة أفريقيا ولا قارة أسترالية ولا أمريكية ولا هندية ولا حتى في أقدم التاريخ جاء بمثلها هو جريمة إنسانية؛ بينما قتل شعب وإحراق أرضه والاعتداء على أمة محمد الآمنة في بلادها، والتي يتداعى اليوم أعداؤها لقتلهـــــا بأكذوبة حرية التعبير وأكذوبة حرية ممارسة الطقوس الدينية التي سلبت شعب البحرين حريته وجعلته يتحرك في شوارعه ومناطقه وكأنه أسير يخاف أن يلتفـــت يميناً أو يساراً، لأن رجال الأمن والمرور أغلقوا الشوارع كي تمر المواكب العزائية، والويل لمن اعترض طريقها أو طاف من أمامها، حرية التعبير التي جعلت من شعب البحرين أخرساً عندما طغت أصوات المسيرات والاحتجاجات وأصوات المكبرات حتى صار يتحدث مع نفسه ويقــــول؛ ماذا أفعـــل، ومـــن إليه أذهب وأشتكي في هذه البلاد التي فيها سرقت حريتي وضاقت علي دنيتي وصرت غريب في بلدي، فالحريـــة قـــــــد سلبـــت مني عندما طغــــت حريـــــة التعبير وحرية الدين لجماعة حتى أصبحــــت أسيراً وأنا الشعـــب الأصيل صاحب الأرض وصاحب الحق.
وأبقـــــى أنا أسير حسير أنظر إلى المستقبـــــل وأقول هل يعقل أن يحدث هذا في بلد الرجال.. أرض الفاتح.. أرض التحريـــر والانتصــــار، أرض التاريــخ الأصيــل الذي يحاول اليــــوم أن يسلب سيادتهـــا ويحـــرق أرضهــــا ويشــــرد شعبهــــا، ذلك الذي جاء بعـدي.