في أول أعدادها للعام 2014 نشرت المجلة الأشهر (الفورين أفيرز) الأمريكية مجموعة من التحليلات حول ستة أسواق تستحق المتابعة والاهتمام من قبل الحكومات ومن قبل الشركات الاستثمارية الكبرى.
تشمل هذه الأسواق كلاً من كوريا الجنوبية، والمكسيك، وبولندا، بالإضافة إلى تركيا وإندونيسيا والفلبين. طبعاً التحليلات تشير إلى تطور رهيب في نمو هذه الأسواق ووجود كم هائل من الفرص الواعدة حالياً ومستقبلاً، ولكنها في الوقت نفسه تركز على أن هذه الأسواق تتميز بوجود حكومات فاعلة ونشطة وتتمتع بمرونة وكفاءة عالية ساهمت في تحقيق هذه الإنجازات.
قبل عدة سنوات كانت المجلة نفسها، وغيرها من المحللين المتخصصين في العلاقات الدولية خلال النصف الثاني من القرن العشرين يشيرون إلى أسواق ودول أخرى، مثل الصين، والهند، والبرازيل وجنوب إفريقيا باعتبارها تمثل القوى الدولية الكبرى الجديدة. أما اليوم فاختلف الوضع، لأن الدول التي كانت مرشحة لأن تكون دولاً كبرى تحولت بالفعل إلى دول كبرى، وهي مرشحة لأن تكون دول عظمى قريباً.
اللافت أن جميع الدول المرشحة لأن تكون أسواقاً واعدة أو قوى كبرى مستقبلاً لم تكن في يوم ما من بلدان الشرق الأوسط باستثناء تركيا التي يبدو أنها مرشحة لدخول المنافسة الإقليمية والدولية سريعاً، خاصة بعد دورها فيما يسمى بأحداث الربيع العربي. وعلى وجه الخصوص لا توجد دولة عربية مرشحة لأن يكون سوقها سوقاً يستحق المتابعة والاهتمام، ولا توجد دولة عربية مرشحة لأن تكون قوة كبرى مستقبلاً.
نتفهم جيداً الأوضاع الدامية في معظم البلدان العربية اليوم، ولكننا لا نتفهم لماذا لا تكون دول مجلس التعاون على الأقل قوة كبرى مستقبلاً، فهي تملك أضخم احتياطي للنفط والغاز في العالم، ولديها سوق استهلاكية جيدة، واستطاعت تحويل المجتمعات الصحراوية إلى مجتمعات منتجة وإن كانت دون الطموح حتى صارت محل استقطاب وهجرات عالمية مازالت مستمرة!
الحقيقة الغائبة في هذا كله، أنه لا توجد جهة تحدد ما هي الشروط التي يجب أن تتمتع بها الدولة حتى تكون قوة كبرى، ولا توجد حاجة للانتظار لصدور قائمة تبيّن أن دول مجلس التعاون الخليجي من البلدان المرشحة لأن تكون قوى كبرى مستقبلاً. بل لابد من التحرك الذاتي والعمل على تهيئة كافة الظروف، والقيام بأدوار إقليمية ودولية نشطة لإثبات حجم القوة الدولية التي تتمتع بها هذه الدول.
بالإضافة إلى ذلك فإن سيكولوجيا الدبلوماسيات الخليجية مازالت بعيدة عن سيكولوجية القوة الإقليمية والدولية، وهذا مطلب من الأهمية بمكان الانتباه إليه إذا كانت هناك مساعي نحو قوة خليجية كبرى مستقبلاً.
{{ article.visit_count }}
تشمل هذه الأسواق كلاً من كوريا الجنوبية، والمكسيك، وبولندا، بالإضافة إلى تركيا وإندونيسيا والفلبين. طبعاً التحليلات تشير إلى تطور رهيب في نمو هذه الأسواق ووجود كم هائل من الفرص الواعدة حالياً ومستقبلاً، ولكنها في الوقت نفسه تركز على أن هذه الأسواق تتميز بوجود حكومات فاعلة ونشطة وتتمتع بمرونة وكفاءة عالية ساهمت في تحقيق هذه الإنجازات.
قبل عدة سنوات كانت المجلة نفسها، وغيرها من المحللين المتخصصين في العلاقات الدولية خلال النصف الثاني من القرن العشرين يشيرون إلى أسواق ودول أخرى، مثل الصين، والهند، والبرازيل وجنوب إفريقيا باعتبارها تمثل القوى الدولية الكبرى الجديدة. أما اليوم فاختلف الوضع، لأن الدول التي كانت مرشحة لأن تكون دولاً كبرى تحولت بالفعل إلى دول كبرى، وهي مرشحة لأن تكون دول عظمى قريباً.
اللافت أن جميع الدول المرشحة لأن تكون أسواقاً واعدة أو قوى كبرى مستقبلاً لم تكن في يوم ما من بلدان الشرق الأوسط باستثناء تركيا التي يبدو أنها مرشحة لدخول المنافسة الإقليمية والدولية سريعاً، خاصة بعد دورها فيما يسمى بأحداث الربيع العربي. وعلى وجه الخصوص لا توجد دولة عربية مرشحة لأن يكون سوقها سوقاً يستحق المتابعة والاهتمام، ولا توجد دولة عربية مرشحة لأن تكون قوة كبرى مستقبلاً.
نتفهم جيداً الأوضاع الدامية في معظم البلدان العربية اليوم، ولكننا لا نتفهم لماذا لا تكون دول مجلس التعاون على الأقل قوة كبرى مستقبلاً، فهي تملك أضخم احتياطي للنفط والغاز في العالم، ولديها سوق استهلاكية جيدة، واستطاعت تحويل المجتمعات الصحراوية إلى مجتمعات منتجة وإن كانت دون الطموح حتى صارت محل استقطاب وهجرات عالمية مازالت مستمرة!
الحقيقة الغائبة في هذا كله، أنه لا توجد جهة تحدد ما هي الشروط التي يجب أن تتمتع بها الدولة حتى تكون قوة كبرى، ولا توجد حاجة للانتظار لصدور قائمة تبيّن أن دول مجلس التعاون الخليجي من البلدان المرشحة لأن تكون قوى كبرى مستقبلاً. بل لابد من التحرك الذاتي والعمل على تهيئة كافة الظروف، والقيام بأدوار إقليمية ودولية نشطة لإثبات حجم القوة الدولية التي تتمتع بها هذه الدول.
بالإضافة إلى ذلك فإن سيكولوجيا الدبلوماسيات الخليجية مازالت بعيدة عن سيكولوجية القوة الإقليمية والدولية، وهذا مطلب من الأهمية بمكان الانتباه إليه إذا كانت هناك مساعي نحو قوة خليجية كبرى مستقبلاً.