ثقافة القطيع إشكالية تواجهها المجتمعات العربية وترتبط بواقعهم الفكري والسياسي، تعتمدها بعض الجماعات والأحزاب السياسية للوصول لغاياتها.
يقال إن «شقرا» بقرة جميلة يملكها فلاح مع مجموعة خيول أصيلة، وكلما أطلق الخيول لتركض في المزرعة انطلقت «شقرا» معهم كأنها واحدة منهم، وعندما يراها الفلاح منطلقة معهم يبتسم ويقول لها «مع الخيل يا شقرا» فذهب عبارته مثلاً على سلوك الأشخاص الذين يتصرفون بسلوك الجماعة التي ينتمون لها دون تفكير.
لقد اعتمدت بعض الجماعات والأحزاب نشر ثقافة السير مع القطيع بين أفرادها وجمهورها، بل أصبحت جزءاً من أدبيات بعضها، فترى رأي قادتها يتبنى من جمهورها فوراً دون التفكير فيه ويصبح هذا الرأي مقدساً يدافعون عنه حيثما حلوا ونزلوا، وفي الغالب نجد أن هؤلاء هم الأقل مركزاً وتأثيراً في الجماعة إلا أنهم يميلون إلى التصرف بطريقة وسلوك من هم أعلى مركزاً وتأثيراً، هذه الثقافة إن كانت مناسبة لقطيع بلا عقل فإنها لا تناسب الإنسان الذي شرفه الله تعالى بالعقل، فبها يصبح إمعة لا يقدم ولا يؤخر، كما أن هذا النوع من البشر لن يثبت حتى مع الجماعة التي غذته بهذه الثقافة فهو إنسان لا رأي له ولا يعرف سوى تقليد الآخرين، ولا يغرنك أن بعض هؤلاء يحمل أعلى الشهادات إلا أنه أسير هذه الثقافة.
أذكر ذات يوم كنت أحدث أحدهم عن موقف سياسي لحزبه وبكلمات قليلة أثبت له خطأ موقفهم، فلما أسقط في يده، قال لي: عندنا قادة كبار عاشوا في أوروبا زمناً وهم أعلم منا وبالتأكيد قرارهم في صالح الناس، أي أنه غير مستعد حتى للتفكير في قضية يدافع عنها، الغريب أن حزبه بعد أيام اتخذ رأياً مخالفاً في القضية باتجاه الأسوأ والرجل تبعهم أيضاً، ثم قدر الله لي بعد سنيتن أن التقيت بأحد قادة هذا الحزب وجرى بيني وبينه حديث قبيل انتخابات يعتزمون خوضها، فقلت له ليس لكم أسهم في الشارع والناس يرفضونكم بعدما خيبتم أملهم فيكم، فقال لي دع عنك هذا الكلام، الشارع عاطفي ونحن نملك ماكنة إعلامية نشغلها قبل الانتخابات ونقلب الشارع معنا، وللأسف هذا ما حصل بالفعل.
شيوع هذه الثقافة لن يسمح بظهور العلماء والعظماء والمفكرين والقادة، فهؤلاء يرفضون الانقياد بهذه الطريقة ولهم شخصياتهم المستقلة، وكلهم حاولوا تغيير مجتمعاتهم ولم يسيروا مع القطيع.
الإشكالية اليوم تتعلق بطرفين أحدهما قبل أن تملى عليه ثقافة القطيع لا ثقافة الشريك وعطل عقله، والآخر افتقد الرشد وتعامل مع جمهوره بما لا يليق بعقل الإنسان، ولا خلاص من هذه المشكلة إلا إذا تحلى الإنسان بالعزيمة وامتلك الرأي وسعى للتفكير وعدم التقليد قبل القيام بأي عمل.
يقال إن «شقرا» بقرة جميلة يملكها فلاح مع مجموعة خيول أصيلة، وكلما أطلق الخيول لتركض في المزرعة انطلقت «شقرا» معهم كأنها واحدة منهم، وعندما يراها الفلاح منطلقة معهم يبتسم ويقول لها «مع الخيل يا شقرا» فذهب عبارته مثلاً على سلوك الأشخاص الذين يتصرفون بسلوك الجماعة التي ينتمون لها دون تفكير.
لقد اعتمدت بعض الجماعات والأحزاب نشر ثقافة السير مع القطيع بين أفرادها وجمهورها، بل أصبحت جزءاً من أدبيات بعضها، فترى رأي قادتها يتبنى من جمهورها فوراً دون التفكير فيه ويصبح هذا الرأي مقدساً يدافعون عنه حيثما حلوا ونزلوا، وفي الغالب نجد أن هؤلاء هم الأقل مركزاً وتأثيراً في الجماعة إلا أنهم يميلون إلى التصرف بطريقة وسلوك من هم أعلى مركزاً وتأثيراً، هذه الثقافة إن كانت مناسبة لقطيع بلا عقل فإنها لا تناسب الإنسان الذي شرفه الله تعالى بالعقل، فبها يصبح إمعة لا يقدم ولا يؤخر، كما أن هذا النوع من البشر لن يثبت حتى مع الجماعة التي غذته بهذه الثقافة فهو إنسان لا رأي له ولا يعرف سوى تقليد الآخرين، ولا يغرنك أن بعض هؤلاء يحمل أعلى الشهادات إلا أنه أسير هذه الثقافة.
أذكر ذات يوم كنت أحدث أحدهم عن موقف سياسي لحزبه وبكلمات قليلة أثبت له خطأ موقفهم، فلما أسقط في يده، قال لي: عندنا قادة كبار عاشوا في أوروبا زمناً وهم أعلم منا وبالتأكيد قرارهم في صالح الناس، أي أنه غير مستعد حتى للتفكير في قضية يدافع عنها، الغريب أن حزبه بعد أيام اتخذ رأياً مخالفاً في القضية باتجاه الأسوأ والرجل تبعهم أيضاً، ثم قدر الله لي بعد سنيتن أن التقيت بأحد قادة هذا الحزب وجرى بيني وبينه حديث قبيل انتخابات يعتزمون خوضها، فقلت له ليس لكم أسهم في الشارع والناس يرفضونكم بعدما خيبتم أملهم فيكم، فقال لي دع عنك هذا الكلام، الشارع عاطفي ونحن نملك ماكنة إعلامية نشغلها قبل الانتخابات ونقلب الشارع معنا، وللأسف هذا ما حصل بالفعل.
شيوع هذه الثقافة لن يسمح بظهور العلماء والعظماء والمفكرين والقادة، فهؤلاء يرفضون الانقياد بهذه الطريقة ولهم شخصياتهم المستقلة، وكلهم حاولوا تغيير مجتمعاتهم ولم يسيروا مع القطيع.
الإشكالية اليوم تتعلق بطرفين أحدهما قبل أن تملى عليه ثقافة القطيع لا ثقافة الشريك وعطل عقله، والآخر افتقد الرشد وتعامل مع جمهوره بما لا يليق بعقل الإنسان، ولا خلاص من هذه المشكلة إلا إذا تحلى الإنسان بالعزيمة وامتلك الرأي وسعى للتفكير وعدم التقليد قبل القيام بأي عمل.