من يظن أن الأمور طيبة في البحرين وأن حياة المواطنين المعيشية في ارتقاء وأن الأمن والأمان قد عادا كالسابق؛ فهو يكذب على نفسه وليس علينا.
الله ميزنا بعقل يختلف عن عقول البهائم المسيرة، نستطيع أن نقدر بها مجريات الأمور من حولنا. الأيام تمر بالمواطن وتنطوي من غير تغيير جذري وحقيقي لإيجاد حلول فعلية لتغيير حياته نحو الأفضل. فالحاجة للتغيير في سائر حياتنا ومعاملتنا هي خطوة صحيحة وصريحة والتي تبدأ بالاعتراف بوجود مشاكل وتقصير سواء كان من الافراد او من الحكومة، فأساس الإصلاح هو التغيير الإيجابي للواقع الذي نعيشه.
في ضوء المشاكل الراهنة لا بد من التغيير للأحسن حتى يتمتع المجتمع بسائر حقوقه سواء كانت حقوقاً شخصية أو عامة، وألا يكون التغيير مجرد شعارات غير قابلة للتطبيق أو التنفيذ. فهناك خلل ونقاط ضعف لابد من الاعتراف بذلك بكل شفافية، وهذا الخلل أودى بالبحرين إلى هذا المنعطف من التأخر في الحياة المعيشية والتأزيم السياسي، ولا يمكن أن يحدث التغيير الصحيح بوجود عقليات لا تحبذ التغيير، فعلى سبيل المثال لا يمكن أن تقوم الحكومة بتدوير الوزراء على وزارات أخرى، فاذا كان هذا الوزير لم يغير في وزارته الأولى نحو الأفضل والارتقاء بموظفيه وبمجتمعه فكيف له أن يغير وزارة أخرى بنفس العقلية الجامدة، فالنتيجة ستكون واحدة، الفشل في الوزارة الاخرى، وكذلك الحال بالنسبة للمستشاريين والمدراء في القطاعات المختلفة.
ان كانت مصيبتنا في نوابنا الأفاضل الذين يتناولون مشاكل المواطن بأريحية السلحفاة في قضاء حوائجهم، فأملنا بوزرائنا الكرام بالنظر بعين بصيرة لهموم الشارع ومشاكله، فان كنا قد اخفقنا في اختيار صوت الشعب، نتمنى من حكومتنا الرشيدة ان تضع الوزير المناسب في الوزارة المناسبة، وإن كان لا يصلح للوزارة فلا تتعب ميزانية الدولة بصرف رواتب لهم على حساب شقائنا.
امارة دبي مثال حي للتغيير والاصلاح الحقيقي نحو الارتقاء ببلد على مستوى دولي والارتقاء بالمواطن على جميع المستويات. إمارة دبي كانت في يوم من الأيام صحراء لا مورد لها. أصبحت اليوم لها شأناً دولياً عظيماً، وذلك بفضل التغيير الذي آمن به الجميع بدءاً من حاكم إمارة دبي والمواطنين من بعده، ففكرة التغيير الحقيقي والإيجابي والفعلي هي التي جسدت دبي اليوم. فهل تختلف عقلية البحريني في تطوير وإصلاح البلاد عنهم، بالتأكيد لا ولكن يتطلب ذلك الإيمان بالتغيير نحو الافضل، وبوجود أفراد هاجسها الأول المواطن وليس نفسه.
التغيير الإيجابي المدعم بالإصلاح هو أولى خطوات الديمقراطية الحق، التغيير الحقيقي لا تكفي فيه النية وإنما يتطلب الفعل والعمل على التغيير، ولا بد من التغيير.