من يتابع تصريحات من ينتمون إلى القوى المعارضة بشكل دقيق خلال الفترة الماضية، سيعي جيداً أنه لا توجد بوصلة توجه مسارهم، بل هناك بوصلة ضائعة وتضارب كبير في التصريحات.
فعلى سبيل المثال، قررت الجمعية العمومية الأخيرة للوفاق الدخول في أي معترك انتخابي بقائمة وطنية موحدة، وهذا وحده يعطي عدة تحليلات نسردها سريعاً قبل أن نورد النقيض منها، فهذا التوجه هو اعتراف ضمني أن قوائم الوفاق السابقة كلها كانت طائفية في كل الانتخابات السابقة، وكذلك فإن هذا القرار يعطي انطباعاً أن الوفاق ستشارك في أي انتخابات مقبلة بل هو حث للأمانة العامة على ذلك!. أما النقيض من هذا التصريح هو خروج رئيس جمعية الوفاق قبل مدة قصيرة والدعوة إلى مقاطعة الانتخابات النيابية في 2014، والتهديد باستخدام العنف لتعطيل ذلك اليوم!.
كذلك يخرج رئيس جمعية المنبر التقدمي ويصرح في لقاء مطول ويقول إن الحل السياسي قريب، وفي ذات اليوم يخرج عيسى قاسم في خطبة الجمعة ويقول «ما يسرب عن نية الحل ما هو إلا تمويه وسراب»!.
قبل مدة وفي موقف معروف، نادى عيسى قاسم بإسقاط العلمانية، وكانت إشارة واضحة إلى جمعية وعد، وقبل مدة يخرج تلميذه ليصرح من داخل جمعية وعد حرفياً: «لنتخلى عن بعض المأزومين في الوفاق ووعد وغيرهما والذين يعيشون في حقب تاريخية مختلفة، والذين يسعون لنكء الجراحات بين الإسلام السياسي والعلمانية الذي تجاوزه الواقع بأشواط وأشواط». وإن كان هذا التناقض يدل على شيء فيدل على أن وعد والوفاق وجهان لعملة واحدة.
هذه بعض التناقضات أعلاه، وهناك الكثير منها سيرصدها المتمعن والمتابع، ومن سيدقق سيجد أن بعض هذه التناقضات كبيرة الحجم، ومن سيدقق أكثر سيحاول معرفة سبب هذه التناقضات ولمَ توجد؟..
إذا كانت هناك تناقضات من قبل عيسى قاسم نفسه، وهو أعلى هرم في الوفاق كونه نائب المرشد في البحرين، فهذا يدل على أن القرار الذي تتخذه تلك القوى ليس قراراً ذاتياً، بل قراراً يأتي من جهة أخرى، حيث إنك ترى توجهاً معيناً داخل الجمعية وتصريحات معينة من المسؤول الفلاني من الجمعية، إلا أنك في النهاية ترى قراراً مختلفاً عن التوجه وعن المسؤول، ولا نذيع سراً لو قلنا أن هذا القرار يصدر من المسؤول الأعلى في طهران.
حسب بعض التسريبات، نصح السفير الأمريكي جمعية الوفاق بإيجاد طريقة أو أخرى للخروج من الصبغة الطائفية التي انطلت عليها ولم تستطع الفكاك منها نظراً لأنها أصبحت محسوبة على إيران على الصعيد الدولي، فبعد أن نصح السفير السابق الوفاق بالتخلي عن أعلام حزب الله في التظاهرات، تأتي هذه النصيحة من السفير الثاني لتترجم وفاقياً بشكل سريع.. وهذا ما وجدناه بالفعل على أرض الواقع بين الجمعيات الخمس، الأمر الذي قال عبر رئيس المنبر التقدمي بالقول «إن المعارضة في البحرين في حالة تنسيق وتعاون غير مسبوقة»، وما ذلك إلا لوصول الوفاق لمرحلة الحاجة الكبرى لقلع اللباس الطائفي البغيض الذي لبسته طوال أحداث فبراير 2011 وحتى الآن.
بل الأوضح من ذلك ما عبر عنه رئيس الوفاق قائلاً: «أدعو الوفاق قبل غيرها، إلى أن تكون ضمن قائمة وطنية تضم كل الألوان الوطنية التي لا فارق بينها، من أجل بناء دولة المواطنة».. ولا نعلم من أين ولماذا وكيف ظهرت هذه المواطنة فجأة بعد انتخابات 2006-2010!.
فعلى سبيل المثال، قررت الجمعية العمومية الأخيرة للوفاق الدخول في أي معترك انتخابي بقائمة وطنية موحدة، وهذا وحده يعطي عدة تحليلات نسردها سريعاً قبل أن نورد النقيض منها، فهذا التوجه هو اعتراف ضمني أن قوائم الوفاق السابقة كلها كانت طائفية في كل الانتخابات السابقة، وكذلك فإن هذا القرار يعطي انطباعاً أن الوفاق ستشارك في أي انتخابات مقبلة بل هو حث للأمانة العامة على ذلك!. أما النقيض من هذا التصريح هو خروج رئيس جمعية الوفاق قبل مدة قصيرة والدعوة إلى مقاطعة الانتخابات النيابية في 2014، والتهديد باستخدام العنف لتعطيل ذلك اليوم!.
كذلك يخرج رئيس جمعية المنبر التقدمي ويصرح في لقاء مطول ويقول إن الحل السياسي قريب، وفي ذات اليوم يخرج عيسى قاسم في خطبة الجمعة ويقول «ما يسرب عن نية الحل ما هو إلا تمويه وسراب»!.
قبل مدة وفي موقف معروف، نادى عيسى قاسم بإسقاط العلمانية، وكانت إشارة واضحة إلى جمعية وعد، وقبل مدة يخرج تلميذه ليصرح من داخل جمعية وعد حرفياً: «لنتخلى عن بعض المأزومين في الوفاق ووعد وغيرهما والذين يعيشون في حقب تاريخية مختلفة، والذين يسعون لنكء الجراحات بين الإسلام السياسي والعلمانية الذي تجاوزه الواقع بأشواط وأشواط». وإن كان هذا التناقض يدل على شيء فيدل على أن وعد والوفاق وجهان لعملة واحدة.
هذه بعض التناقضات أعلاه، وهناك الكثير منها سيرصدها المتمعن والمتابع، ومن سيدقق سيجد أن بعض هذه التناقضات كبيرة الحجم، ومن سيدقق أكثر سيحاول معرفة سبب هذه التناقضات ولمَ توجد؟..
إذا كانت هناك تناقضات من قبل عيسى قاسم نفسه، وهو أعلى هرم في الوفاق كونه نائب المرشد في البحرين، فهذا يدل على أن القرار الذي تتخذه تلك القوى ليس قراراً ذاتياً، بل قراراً يأتي من جهة أخرى، حيث إنك ترى توجهاً معيناً داخل الجمعية وتصريحات معينة من المسؤول الفلاني من الجمعية، إلا أنك في النهاية ترى قراراً مختلفاً عن التوجه وعن المسؤول، ولا نذيع سراً لو قلنا أن هذا القرار يصدر من المسؤول الأعلى في طهران.
حسب بعض التسريبات، نصح السفير الأمريكي جمعية الوفاق بإيجاد طريقة أو أخرى للخروج من الصبغة الطائفية التي انطلت عليها ولم تستطع الفكاك منها نظراً لأنها أصبحت محسوبة على إيران على الصعيد الدولي، فبعد أن نصح السفير السابق الوفاق بالتخلي عن أعلام حزب الله في التظاهرات، تأتي هذه النصيحة من السفير الثاني لتترجم وفاقياً بشكل سريع.. وهذا ما وجدناه بالفعل على أرض الواقع بين الجمعيات الخمس، الأمر الذي قال عبر رئيس المنبر التقدمي بالقول «إن المعارضة في البحرين في حالة تنسيق وتعاون غير مسبوقة»، وما ذلك إلا لوصول الوفاق لمرحلة الحاجة الكبرى لقلع اللباس الطائفي البغيض الذي لبسته طوال أحداث فبراير 2011 وحتى الآن.
بل الأوضح من ذلك ما عبر عنه رئيس الوفاق قائلاً: «أدعو الوفاق قبل غيرها، إلى أن تكون ضمن قائمة وطنية تضم كل الألوان الوطنية التي لا فارق بينها، من أجل بناء دولة المواطنة».. ولا نعلم من أين ولماذا وكيف ظهرت هذه المواطنة فجأة بعد انتخابات 2006-2010!.