البيان الذي أصدره ما سمي بـ «صوت اللؤلؤة الإعلامي» قبل أيام، ونشر على نطاق واسع وأعلن فيه «دعمه الكامل لجميع العمليات التي تدخل تحت مسمى «المقاومة والدفاع المقدس» بشروطها الشرعية، والتي تستهدف مصالح (النظام الظالم) فقط و(تقتل مرتزقته)، واعتبر النظام هو المعتدي الذي يجب شرعاً الاعتداء عليه بمثل ما اعتدى. هذا البيان ينبغي ألا يمر مرور الكرام لأنه بيان خطير مليء بالتحريض وأساس لنشر الأحقاد في المجتمع، والسكوت عنه يؤدي إلى إحداث فوضى.
غير معروف -على الأقل بالنسبة لي- الجهة التي ينتمي إليها هذا «الصوت» ولكنه في كل الأحوال يجد القبول من الأطراف التي تعتبر نفسها «قوى معارضة» لذا أسهم الكثيرون، وخصوصاً أولئك الذين اختاروا العيش في الخارج ويمارسون التحريض في نشره والترويج له عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها.
في هذا البيان تظهر «المعارضة» نفسها على أنها ملتزمة بشرع الله ، لذا حرصت على القول إنها تدعم «المقاومة والدفاع المقدس» بشروطها الشرعية (...) واشترطت أن يتم استهداف مصالح النظام دون غيره (...) وأن القتل الذي تدعو إليه ينبغي أن يطال رجال الأمن فقط (...)!
لا أدري إن كان من شرع الله مهاجمة رجال الأمن بزجاجات المولوتوف الحارقة والعمل على قتلهم، ولا أعرف كيف يمكن أن يتم استهداف مصالح النظام فقط دون أن يتأثر المواطنون الذين هم في كل الأحوال جزء من النظام، لكن ما أنا متأكد منه هو أن هؤلاء لا يعرفون كوعهم من بوعهم في مسائل الشرع.. الشرع الذي يحرم قتل النفس إلا بالحق ويمنع تعطيل حياة المواطنين ويحث على السلمية في المطالبات وينبذ العنف ولا يحض على التخريب والإساءة إلى الأبرياء وتعريض حياتهم للخطر.
صوت اللؤلؤة و»قوى المعارضة» بأنواعها يرون أن عليهم «دعم المقاومة وعملياتها بكل الطرق والوسائل» وتسخير كل الطاقات والكوادر لهذا الغرض باعتبار أنه»واجب شرعي وأخلاقي». البيان اهتم أيضاً بضرورة «إزالة النظام القاتل لأبناء شعبنا.. وعدم القبول بوجوده ومحاورته»، كما لم ينس العزف على الوتر العاطفي لشحن العامة بالاستشهاد بحوادث معينة وتوجيه سلسلة من الاتهامات للنظام. البيان اهتم أيضاً بالتأكيد على «إرهاب العدو» و»التقدم عليه».. ووعد العامة بالنصر المؤزر.
كل ما جاء في البيان يؤكد أن فكرة حركة «تمرد» التي تم اختيار يوم 14 أغسطس لانطلاقها لا علاقة لها بما يؤكده الدستور فيما يتعلق بحق التعبير عن الرأي والتظاهر، ذلك أن الحركة تدعو إلى تفعيل «الدفاع المقدس» وقتل رجال الأمن واستهداف مصالح النظام، وهذا يعني أن الموضوع بعيد عن كل هذه الحقوق المشروعة وبعيد عن السلمية وأنه من أوله إلى آخره دعوة صريحة إلى ممارسة العنف والتخريب وتعطيل الحياة.
لو كان الأمر محصوراً في التعبير عن حرية الرأي وممارسة حقوق دستورية لما اهتمت به الحكومة ولما أصدرت وزارة الداخلية بيانها التحذيري الناصح ولتم الترتيب لتنظيم التظاهرات وحمايتها من قبل رجال الأمن، لكنه للأسف ليس كذلك، إنه دعوة للشر تهدف إلى إغراق البلاد في الفوضى من جديد بغية تحقيق أهداف تم رسمها بدقة في أجندة خاصة يستفيد منها الذين خططوا لها.. وبعض المنفذين.
دعوة الشر هذه لا بد من محاصرتها قبل أن تنطلق، ولا بد من وضع حد لهذا الاستهتار بحياة المواطنين والمقيمين الذين لا يزال الكثيرون منهم سلبيين ويفضلون التفرج بدل أن يتخذوا موقفاً واضحاً ويدافعوا عن حياتهم واستقرارهم ومستقبل أبنائهم.
الوقوف في وجه الدعوة إلى فوضى 14 أغسطس ينبغي ألا يقتصر على الحكومة، إنه واجب كل فرد في هذا الوطن ومسؤوليته.
{{ article.visit_count }}
غير معروف -على الأقل بالنسبة لي- الجهة التي ينتمي إليها هذا «الصوت» ولكنه في كل الأحوال يجد القبول من الأطراف التي تعتبر نفسها «قوى معارضة» لذا أسهم الكثيرون، وخصوصاً أولئك الذين اختاروا العيش في الخارج ويمارسون التحريض في نشره والترويج له عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها.
في هذا البيان تظهر «المعارضة» نفسها على أنها ملتزمة بشرع الله ، لذا حرصت على القول إنها تدعم «المقاومة والدفاع المقدس» بشروطها الشرعية (...) واشترطت أن يتم استهداف مصالح النظام دون غيره (...) وأن القتل الذي تدعو إليه ينبغي أن يطال رجال الأمن فقط (...)!
لا أدري إن كان من شرع الله مهاجمة رجال الأمن بزجاجات المولوتوف الحارقة والعمل على قتلهم، ولا أعرف كيف يمكن أن يتم استهداف مصالح النظام فقط دون أن يتأثر المواطنون الذين هم في كل الأحوال جزء من النظام، لكن ما أنا متأكد منه هو أن هؤلاء لا يعرفون كوعهم من بوعهم في مسائل الشرع.. الشرع الذي يحرم قتل النفس إلا بالحق ويمنع تعطيل حياة المواطنين ويحث على السلمية في المطالبات وينبذ العنف ولا يحض على التخريب والإساءة إلى الأبرياء وتعريض حياتهم للخطر.
صوت اللؤلؤة و»قوى المعارضة» بأنواعها يرون أن عليهم «دعم المقاومة وعملياتها بكل الطرق والوسائل» وتسخير كل الطاقات والكوادر لهذا الغرض باعتبار أنه»واجب شرعي وأخلاقي». البيان اهتم أيضاً بضرورة «إزالة النظام القاتل لأبناء شعبنا.. وعدم القبول بوجوده ومحاورته»، كما لم ينس العزف على الوتر العاطفي لشحن العامة بالاستشهاد بحوادث معينة وتوجيه سلسلة من الاتهامات للنظام. البيان اهتم أيضاً بالتأكيد على «إرهاب العدو» و»التقدم عليه».. ووعد العامة بالنصر المؤزر.
كل ما جاء في البيان يؤكد أن فكرة حركة «تمرد» التي تم اختيار يوم 14 أغسطس لانطلاقها لا علاقة لها بما يؤكده الدستور فيما يتعلق بحق التعبير عن الرأي والتظاهر، ذلك أن الحركة تدعو إلى تفعيل «الدفاع المقدس» وقتل رجال الأمن واستهداف مصالح النظام، وهذا يعني أن الموضوع بعيد عن كل هذه الحقوق المشروعة وبعيد عن السلمية وأنه من أوله إلى آخره دعوة صريحة إلى ممارسة العنف والتخريب وتعطيل الحياة.
لو كان الأمر محصوراً في التعبير عن حرية الرأي وممارسة حقوق دستورية لما اهتمت به الحكومة ولما أصدرت وزارة الداخلية بيانها التحذيري الناصح ولتم الترتيب لتنظيم التظاهرات وحمايتها من قبل رجال الأمن، لكنه للأسف ليس كذلك، إنه دعوة للشر تهدف إلى إغراق البلاد في الفوضى من جديد بغية تحقيق أهداف تم رسمها بدقة في أجندة خاصة يستفيد منها الذين خططوا لها.. وبعض المنفذين.
دعوة الشر هذه لا بد من محاصرتها قبل أن تنطلق، ولا بد من وضع حد لهذا الاستهتار بحياة المواطنين والمقيمين الذين لا يزال الكثيرون منهم سلبيين ويفضلون التفرج بدل أن يتخذوا موقفاً واضحاً ويدافعوا عن حياتهم واستقرارهم ومستقبل أبنائهم.
الوقوف في وجه الدعوة إلى فوضى 14 أغسطس ينبغي ألا يقتصر على الحكومة، إنه واجب كل فرد في هذا الوطن ومسؤوليته.