عنوان المقال يصرح بوجود حالة حرب بين إيـــران والعرب، وهذه حقيقة تتجسد معالمها في الحروب بالنيابة والاستقطاب السياسي في كل من لبنان وسوريا، وفي الحالات الطائفية في كل من الخليج واليمن. وبعد المعارك الطاحنة لأكثر من ثلاثين عاماً بين العرب، في الخليج خصوصاً، وبين إيران، يخرج العرب مهشمين مثقلين بالتمزق وتخرج إيران قوية متماسكة مكللة بغزل أمريكي صريح.
حقيقة مهمة وساطعة مثل الشمس لم يتعلمها العرب ويبدو أنهم لا يريدون تعلمها حتى الآن، وهي أن أمريكا والغرب يتعاملون مع العرب باعتبارهم دولاً تابعة تنازلت حكوماتها عن 99% من أوراق اللعب في بلدانها لصالح الغرب، ويتعاملون مع إيران باعتبارها دولة « نداً»، ذات اقتصاد إنتاجي قوي وصاحبة حنكة سياسية ورؤية استراتيجية واضحة ومتقدمة، وتمتلك شبكة تحالفات مع روسيا والصين ودول أفريقيا وأمريكا اللاتينية بأسلوب دبلوماسي واستراتيجي بليغ يعجز الغرب أمامه عن إحكام الحظر الاقتصادي المفروض على إيران منذ سنوات والذي تمكنت إيران من استغلاله لصالحها أمثـــل استغــلال.
ربما أصيب الكثير من العرب بالإحباط بعد الخطاب الأخير للرئيس الأمريكي باراك أوباما أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة الذي أشار فيه إلى ضرورة إنفاذ الحل الدبلوماسي للنزاعات الأمريكية - الإيرانية، لافتاً إلى أن الوصول إلى حل بشأن القضية النووية الإيرانية من الممكن أن يحقق تحسناً في العلاقات الفاترة بين البلدين. فالعرب يدركون أنهم دفعوا ضريبة ثمينة كي تدعم أمريكا مواقفهم في مواجهة إيران ولم يتكبدوا ضريبتهم كي تجني إيران العقلانية الأمريكية الأخيرة. أما الإيرانيون فقد كانوا أكثر وعياً بإنجازهم وأكثر إدراكاً له حيث صرح الميجور جنرال يحيى رحيم سفافي كبير المستشارين العسكريين للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية عن حقيقة القناعة الأمريكية التي وصلت إليها قائلاً «يبدو أن الأمريكيين قد أدركوا أن إيران دولة قوية ومستقرة الأمر الذي يستتبعه التزامها أسلوباً عقلانياً وذكياً في التعامل مع أعدائها». وأشار إلى تحول في السياسة الأمريكية تجاه النظام الإيراني بعد أكثر من ثلاثين عاماً من العداء قائلاً: «للمرة الأولى يعلن أوباما أن بلاده لا تسعى إلى تغيير النظام في إيران فضلاً عن إعلانه احترامه لحق إيران في الحصول على الطاقة النووية السلمية». وهذا التصريح وما يحمله من فهم للواقع الجديد، الناتج عن سلسلة من التخبطات والإخفاقات العربية، وسلسلة مقابلة من التفوق الإيراني، لن يمر دون أن تستثمره السياسة الإيرانية أفضل استثمار لصالحها وضد العرب طبعاً.
آخر ميادين الحرب العربية - الإيرانية وأشدها قسوة كانت على الأراضي السورية، فتفسير كثير من مجريات الأزمة السورية مرده إلى رغبة أمريكا وحلفائها في كسر أحد أعمدة إيران والإجهاز على أهم حلفائها وهو النظام السوري وحزب الله، لذلك دخلت إيران بثقلها لنصرة نظام بشار الأسد وعززت تحالفها مع روسيا واستعانت بحزب الله في معركة القصير التي كان هو المستهدف الأول منها تحديداً، حيث تتركز العديد من تحصينات حزب الله وذخيرته في تلك المنطقة، بينما استمرأ العرب تحويل الحالة السورية إلى حالة طائفية لمواجهة الحلف السور الإيراني، وسمحوا بضخ عشرات الآلاف من الجهاديين إلى سوريا تحت ذريعة الجهاد الطائفي. وعلى الرغم من رفضنا لتدخل جميع الأطراف في القضية السورية إلا أن عملية تقييم الأداء السياسي كانت لصالح إيران التي ربحت المعارك الدبلوماسية والخطاب السياسي والقتال على الأرض في حين خسر العرب تلك المعارك جميعاً وخسروا فوق ذلك دولة عربية قوية ألقوا بمصيرها ومصير شعبها إلى المجهول!!
التكهنات القادمة تشير إلى سعي أمريكي وغربي للتقارب مع إيران والتفاهم معها، وربما تقاسم المغانم العربية بالأسلوب ذاته الذي تم به تقاسم «العراق» حين منحت أمريكا إيران الشعب والجغرافيا واحتفظت لنفسها بالبترول وتنازل العرب عن جميع حصصهم في العراق، فهل ستكون خاتمة المطاف أن إيران ربحت الحرب في سوريا ولبنان وغيرها من الساحات وثبتت موقفها وقوتها، وأن العرب يقفون على أنقاض بلدانهم التي عُبئت بالطائفية والإرهاب والفوضى؟ وهل يتعظ العرب من الدرس السوري الأخير الذي «فرْمَلَت» فيه أمريكا قرارها بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا وتوشك أن تُنهي فيه القضية بصفقة مع إيران أم أنهم بحاجة إلى ضربة أقسى من ضربتي العراق وسوريا؟!
حقيقة مهمة وساطعة مثل الشمس لم يتعلمها العرب ويبدو أنهم لا يريدون تعلمها حتى الآن، وهي أن أمريكا والغرب يتعاملون مع العرب باعتبارهم دولاً تابعة تنازلت حكوماتها عن 99% من أوراق اللعب في بلدانها لصالح الغرب، ويتعاملون مع إيران باعتبارها دولة « نداً»، ذات اقتصاد إنتاجي قوي وصاحبة حنكة سياسية ورؤية استراتيجية واضحة ومتقدمة، وتمتلك شبكة تحالفات مع روسيا والصين ودول أفريقيا وأمريكا اللاتينية بأسلوب دبلوماسي واستراتيجي بليغ يعجز الغرب أمامه عن إحكام الحظر الاقتصادي المفروض على إيران منذ سنوات والذي تمكنت إيران من استغلاله لصالحها أمثـــل استغــلال.
ربما أصيب الكثير من العرب بالإحباط بعد الخطاب الأخير للرئيس الأمريكي باراك أوباما أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة الذي أشار فيه إلى ضرورة إنفاذ الحل الدبلوماسي للنزاعات الأمريكية - الإيرانية، لافتاً إلى أن الوصول إلى حل بشأن القضية النووية الإيرانية من الممكن أن يحقق تحسناً في العلاقات الفاترة بين البلدين. فالعرب يدركون أنهم دفعوا ضريبة ثمينة كي تدعم أمريكا مواقفهم في مواجهة إيران ولم يتكبدوا ضريبتهم كي تجني إيران العقلانية الأمريكية الأخيرة. أما الإيرانيون فقد كانوا أكثر وعياً بإنجازهم وأكثر إدراكاً له حيث صرح الميجور جنرال يحيى رحيم سفافي كبير المستشارين العسكريين للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية عن حقيقة القناعة الأمريكية التي وصلت إليها قائلاً «يبدو أن الأمريكيين قد أدركوا أن إيران دولة قوية ومستقرة الأمر الذي يستتبعه التزامها أسلوباً عقلانياً وذكياً في التعامل مع أعدائها». وأشار إلى تحول في السياسة الأمريكية تجاه النظام الإيراني بعد أكثر من ثلاثين عاماً من العداء قائلاً: «للمرة الأولى يعلن أوباما أن بلاده لا تسعى إلى تغيير النظام في إيران فضلاً عن إعلانه احترامه لحق إيران في الحصول على الطاقة النووية السلمية». وهذا التصريح وما يحمله من فهم للواقع الجديد، الناتج عن سلسلة من التخبطات والإخفاقات العربية، وسلسلة مقابلة من التفوق الإيراني، لن يمر دون أن تستثمره السياسة الإيرانية أفضل استثمار لصالحها وضد العرب طبعاً.
آخر ميادين الحرب العربية - الإيرانية وأشدها قسوة كانت على الأراضي السورية، فتفسير كثير من مجريات الأزمة السورية مرده إلى رغبة أمريكا وحلفائها في كسر أحد أعمدة إيران والإجهاز على أهم حلفائها وهو النظام السوري وحزب الله، لذلك دخلت إيران بثقلها لنصرة نظام بشار الأسد وعززت تحالفها مع روسيا واستعانت بحزب الله في معركة القصير التي كان هو المستهدف الأول منها تحديداً، حيث تتركز العديد من تحصينات حزب الله وذخيرته في تلك المنطقة، بينما استمرأ العرب تحويل الحالة السورية إلى حالة طائفية لمواجهة الحلف السور الإيراني، وسمحوا بضخ عشرات الآلاف من الجهاديين إلى سوريا تحت ذريعة الجهاد الطائفي. وعلى الرغم من رفضنا لتدخل جميع الأطراف في القضية السورية إلا أن عملية تقييم الأداء السياسي كانت لصالح إيران التي ربحت المعارك الدبلوماسية والخطاب السياسي والقتال على الأرض في حين خسر العرب تلك المعارك جميعاً وخسروا فوق ذلك دولة عربية قوية ألقوا بمصيرها ومصير شعبها إلى المجهول!!
التكهنات القادمة تشير إلى سعي أمريكي وغربي للتقارب مع إيران والتفاهم معها، وربما تقاسم المغانم العربية بالأسلوب ذاته الذي تم به تقاسم «العراق» حين منحت أمريكا إيران الشعب والجغرافيا واحتفظت لنفسها بالبترول وتنازل العرب عن جميع حصصهم في العراق، فهل ستكون خاتمة المطاف أن إيران ربحت الحرب في سوريا ولبنان وغيرها من الساحات وثبتت موقفها وقوتها، وأن العرب يقفون على أنقاض بلدانهم التي عُبئت بالطائفية والإرهاب والفوضى؟ وهل يتعظ العرب من الدرس السوري الأخير الذي «فرْمَلَت» فيه أمريكا قرارها بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا وتوشك أن تُنهي فيه القضية بصفقة مع إيران أم أنهم بحاجة إلى ضربة أقسى من ضربتي العراق وسوريا؟!