من يسمون أنفسهم بالقيادات في البحرين ودول الشرق الأوسط اليوم، ليسوا في الحقيقة قيادات، بل هم شخصيات حظوا برعاية من الولايات المتحدة والغرب، وما يدعم ذلك كلمة السفير الأمريكي بالمنامة توماس كراجيسكي عندما قال قبيل عيد الأضحى: «العديد من القادة الأكثر تأثيراً في البحرين تخرجوا من الجامعات الأمريكية أو شاركوا في برامج التبادل الثقافي التي ترعاها السفارة».
الاعتراف بات صريحاً من الإدارة الأمريكية بأنها ترعى الشخصيات الأكثر تأثيراً في البحرين، وبزيارة واحدة لإحدى فعاليات السفارة يمكن التعرف على هذه الشخصيات.
لا تكترث واشنطن بالدور الذي يمكن أن تقوم به هذه الشخصيات، ولكنها تهتم كثيراً بما يمكن أن تحققه خدمة للمصالح الأمريكية، وهو ما يفسر حماس الإدارة الأمريكية للدفاع عن الشخصيات الراديكالية في المملكة رغم مطالبتها بإسقاط النظام منذ عامين.
هذا المشهد يرتبط به مشهد أوسع في بلدان الشرق الأوسط، فالدول التي شهدت ثورات واحتجاجات واسعة لم تتغير أنظمة الحكم فيها، بل تغيّرت نخبها الحاكمة فقط، ولم تظهر تلك النخب التي تمثل الإرادة الشعبية بكل حرية وديمقراطية، بل جاءت نخب مصطنعة قام بإعدادها وتحضيرها الغرب استعداداً لمثل هذه الأيام.
في العراق أعدت واشنطن المعارضة العراقية في لندن وقامت بتمويلها، فصار العراق تحت السيطرة الإيرانية بعد سقوط نظام صدام حسين، وفي مصر كان صعود تنظيم الإخوان المسلمين لسدة الحكم بدعم أمريكي ضخم بعد الدراسات الشهيرة لمؤسسة راند الأمريكية. هذه مجرد أمثلة بسيطة للتحول الذي تشهده المنطقة في النخب الحاكمة التي باتت مصطنعة، وهناك المزيد منها خلال الفترة المقبلة، فكم عدد البحرينيين الذين يتم إعدادهم ليكونوا مشروع نخبة مصطنعة (عميلة) في واشنطن أو لندن؟
من تجارب ما بعد الربيع العربي، فإن هناك منهجين للتعامل مع هذه النخب المصطنعة:
المنهج الأول: التجاهل، وهو يقود إلى مزيد من العنف وعدم الاستقرار كما يشهده العراق اليوم.
المنهج الثاني: الاستهداف المباشر والمواجهة، بحيث يتم من خلاله استهداف الجماعة أو النخبة المصطنعة بالقانون وملاحقتها قضائياً إلى حد التصفية القانونية والسياسية. وما يمثل هذا المنهج الحكومة المصرية المؤقتة.
من هذين المنهجين، نحتاج إلى تحديد خياراتنا البحرينية، وأعتقد أن الخيار الثاني هو الأنسب لمواجهة تحدياتنا الداخلية، ومواجهة نخبة مصطنعة تحاول ممارسة دوراً قيادياً في المجتمع لتحقيق أجندة خاصة وأجندة خارجية في نفس الوقت.
الاعتراف بات صريحاً من الإدارة الأمريكية بأنها ترعى الشخصيات الأكثر تأثيراً في البحرين، وبزيارة واحدة لإحدى فعاليات السفارة يمكن التعرف على هذه الشخصيات.
لا تكترث واشنطن بالدور الذي يمكن أن تقوم به هذه الشخصيات، ولكنها تهتم كثيراً بما يمكن أن تحققه خدمة للمصالح الأمريكية، وهو ما يفسر حماس الإدارة الأمريكية للدفاع عن الشخصيات الراديكالية في المملكة رغم مطالبتها بإسقاط النظام منذ عامين.
هذا المشهد يرتبط به مشهد أوسع في بلدان الشرق الأوسط، فالدول التي شهدت ثورات واحتجاجات واسعة لم تتغير أنظمة الحكم فيها، بل تغيّرت نخبها الحاكمة فقط، ولم تظهر تلك النخب التي تمثل الإرادة الشعبية بكل حرية وديمقراطية، بل جاءت نخب مصطنعة قام بإعدادها وتحضيرها الغرب استعداداً لمثل هذه الأيام.
في العراق أعدت واشنطن المعارضة العراقية في لندن وقامت بتمويلها، فصار العراق تحت السيطرة الإيرانية بعد سقوط نظام صدام حسين، وفي مصر كان صعود تنظيم الإخوان المسلمين لسدة الحكم بدعم أمريكي ضخم بعد الدراسات الشهيرة لمؤسسة راند الأمريكية. هذه مجرد أمثلة بسيطة للتحول الذي تشهده المنطقة في النخب الحاكمة التي باتت مصطنعة، وهناك المزيد منها خلال الفترة المقبلة، فكم عدد البحرينيين الذين يتم إعدادهم ليكونوا مشروع نخبة مصطنعة (عميلة) في واشنطن أو لندن؟
من تجارب ما بعد الربيع العربي، فإن هناك منهجين للتعامل مع هذه النخب المصطنعة:
المنهج الأول: التجاهل، وهو يقود إلى مزيد من العنف وعدم الاستقرار كما يشهده العراق اليوم.
المنهج الثاني: الاستهداف المباشر والمواجهة، بحيث يتم من خلاله استهداف الجماعة أو النخبة المصطنعة بالقانون وملاحقتها قضائياً إلى حد التصفية القانونية والسياسية. وما يمثل هذا المنهج الحكومة المصرية المؤقتة.
من هذين المنهجين، نحتاج إلى تحديد خياراتنا البحرينية، وأعتقد أن الخيار الثاني هو الأنسب لمواجهة تحدياتنا الداخلية، ومواجهة نخبة مصطنعة تحاول ممارسة دوراً قيادياً في المجتمع لتحقيق أجندة خاصة وأجندة خارجية في نفس الوقت.