من الأمور التي تسهم في تعقيد وتعميق مشكلتنا في البحرين أن الآخرين، الممتلئين بالعيوب، يعيبون علينا، وعوضاً عن مداواة «قرعتهم» التي وصلت حداً من القبح الذي لا يحتمل يصفون لنا الأدوية التي لا نحتاجها أساساً ويقترحون علينا ما ينبغي أن يأخذوا هم به لأنهم الأحوج إليه، لهؤلاء نقول إن قرعتنا ليست بحجم قرعتهم بل إننا لم نصل بعد إلى مرحلة «التقرع» ولعلنا لا نصل إليها!
هنا بعض الأمثلة للتوضيح؛ تأتي بريطانيا لتقول إن البحرين تقسو على المحتجين وإنه لا يجوز التعامل مع المتظاهرين بهذه الوسيلة ولا بتلك ولا يجوز كذا ولا كذا وينبغي فعل كذا وكذا. لكن عندما أحست بريطانيا ذات مرة أن المتظاهرين في بعض المدن البريطانية صاروا يشكلون خطراً وإزعاجاً لم يتركوا أداة من أدوات القمع لم يستخدموها بما في ذلك الخيول والكلاب، بينما اعتبر رئيس وزرائهم كل من حمل حجراً ورمى به رجال الأمن واقعاً تحت طائلة القانون، وإن كان دون السن القانونية! (ترى كيف ستتعامل بريطانيا مع مجموعة من مواطنيها أو المقيمين لديها إن خرجوا في مظاهرة غير مرخص لها؟ أو كيف ستتعامل معهم لو خرجوا في مظاهرة مرخص لها وتم خلالها أو في ختامها ممارسة أعمال عنف.. ومحاولات للوصول إلى «الدوار»؟).
تأتي إيران لتقول؛ إن البحرين تميز بين مواطنيهـــا وتقسو على الشيعة الذين خرجوا للمطالبة بحقوقهم التي تحرمهم منها، وإنها تضيق عليهم وتزج بهم في المعتقلات والسجون وتحرمهم من البعثات، ولا تتردد عن كيل ما لذ لها وطاب من اتهامات للدولة هنا عبر مجموعة الفضائيات المسخرة لهذا الغرض. لكن السلطات الإيرانية لا تسمح لأحد ولا لنفسها القول إنها لم تتردد في العديد من المرات عن التعامل بأقصى درجات القسوة مع المحتجين الذين شعرت أنهـــم (قد) يشكلون خطراً على المقاعــــد المشغولة بشاغليها الحاليين، فأنزلت مئات الدراجات النارية إلى الشوارع لتصدم المتظاهرين وتضربهم بالعصي الكهربائية، التي من الواضح أنها حصلت من يفتي بجواز استخدامها!
تأتي الولايات المتحدة لتقول عن البحرين ما تقول وتفسح المجال كله لمن ينتمي إلى «المعارضة» ليقابل من يشاء من مسؤوليها وصولاً إلى أوباما نفسه وتدعمهم بكل ما هو ممكن ولا تتردد عن توجيه النصح والتعبير عن «قلقها» في كل يوم بل في كل ساعة عما يجري في البحرين من أحداث تتطور، لكنها لا تسمح لأحد بانتقاد الكثير من ممارساتها الخاطئة، والتي منها على سبيل المثال لا الحصر الفضيحة الأخيرة التي تأكد فيها ابتعادها عن أبسط المبادئ الإنسانية، حيث منعت امرأة على وشك الولادة من دخول المستشفى لأنها من الأقليات فاضطرت أن تلد على العشب في حديقة المستشفى. صورة هذه المرأة (الإنسانة) وهي تلد لوحدها على العشب انتشرت لتفضح الدولة التي ترفع الشعارات والمبادئ الإنسانية ولا تتوانى عن تقديم النصح وتوجيه النقد لدول تفوقها إنسانية والتزاما بالمبادئ والأعراف والأخلاق.
ترى كيف ستتعامل السلطات في بريطانيا وإيران الإسلامية والولايات المتحدة مع مجموعات من مواطنيها ترمي رجال الأمن بالحجارة وبالأسياخ الحديدية وبزجاجات المولوتوف وتختطف الشوارع وتقطعها بإشعال النيران في إطارات السيارات وتعطل حياة المواطنين فيها والمقيمين وتعرضهم للخطر؟ كيف ستتعامل مع مجموعات تسبها في كل حين وتنادي بإسقاطها وتقول لها «ارحل»؟ كيف ستتعامل مع مجموعات من مواطنيها تريد أن تزيحها عن السلطة لتتسلط؟
هذه الأمثلة تبين جانباً مهما من مشكلتنا في البحرين، حيث الكل صار ينعت لنا الدواء ويعتبر نفسه سليماً خالياً من الأمراض والعيوب. أما نحن فنقول لكل هؤلاء وفروا نصائحكم واستفيدوا من أدويتكم لتداوا بها قرعتكم فهي الأكثر حاجة لدوائكم.. والأولى بالرعاية!
هنا بعض الأمثلة للتوضيح؛ تأتي بريطانيا لتقول إن البحرين تقسو على المحتجين وإنه لا يجوز التعامل مع المتظاهرين بهذه الوسيلة ولا بتلك ولا يجوز كذا ولا كذا وينبغي فعل كذا وكذا. لكن عندما أحست بريطانيا ذات مرة أن المتظاهرين في بعض المدن البريطانية صاروا يشكلون خطراً وإزعاجاً لم يتركوا أداة من أدوات القمع لم يستخدموها بما في ذلك الخيول والكلاب، بينما اعتبر رئيس وزرائهم كل من حمل حجراً ورمى به رجال الأمن واقعاً تحت طائلة القانون، وإن كان دون السن القانونية! (ترى كيف ستتعامل بريطانيا مع مجموعة من مواطنيها أو المقيمين لديها إن خرجوا في مظاهرة غير مرخص لها؟ أو كيف ستتعامل معهم لو خرجوا في مظاهرة مرخص لها وتم خلالها أو في ختامها ممارسة أعمال عنف.. ومحاولات للوصول إلى «الدوار»؟).
تأتي إيران لتقول؛ إن البحرين تميز بين مواطنيهـــا وتقسو على الشيعة الذين خرجوا للمطالبة بحقوقهم التي تحرمهم منها، وإنها تضيق عليهم وتزج بهم في المعتقلات والسجون وتحرمهم من البعثات، ولا تتردد عن كيل ما لذ لها وطاب من اتهامات للدولة هنا عبر مجموعة الفضائيات المسخرة لهذا الغرض. لكن السلطات الإيرانية لا تسمح لأحد ولا لنفسها القول إنها لم تتردد في العديد من المرات عن التعامل بأقصى درجات القسوة مع المحتجين الذين شعرت أنهـــم (قد) يشكلون خطراً على المقاعــــد المشغولة بشاغليها الحاليين، فأنزلت مئات الدراجات النارية إلى الشوارع لتصدم المتظاهرين وتضربهم بالعصي الكهربائية، التي من الواضح أنها حصلت من يفتي بجواز استخدامها!
تأتي الولايات المتحدة لتقول عن البحرين ما تقول وتفسح المجال كله لمن ينتمي إلى «المعارضة» ليقابل من يشاء من مسؤوليها وصولاً إلى أوباما نفسه وتدعمهم بكل ما هو ممكن ولا تتردد عن توجيه النصح والتعبير عن «قلقها» في كل يوم بل في كل ساعة عما يجري في البحرين من أحداث تتطور، لكنها لا تسمح لأحد بانتقاد الكثير من ممارساتها الخاطئة، والتي منها على سبيل المثال لا الحصر الفضيحة الأخيرة التي تأكد فيها ابتعادها عن أبسط المبادئ الإنسانية، حيث منعت امرأة على وشك الولادة من دخول المستشفى لأنها من الأقليات فاضطرت أن تلد على العشب في حديقة المستشفى. صورة هذه المرأة (الإنسانة) وهي تلد لوحدها على العشب انتشرت لتفضح الدولة التي ترفع الشعارات والمبادئ الإنسانية ولا تتوانى عن تقديم النصح وتوجيه النقد لدول تفوقها إنسانية والتزاما بالمبادئ والأعراف والأخلاق.
ترى كيف ستتعامل السلطات في بريطانيا وإيران الإسلامية والولايات المتحدة مع مجموعات من مواطنيها ترمي رجال الأمن بالحجارة وبالأسياخ الحديدية وبزجاجات المولوتوف وتختطف الشوارع وتقطعها بإشعال النيران في إطارات السيارات وتعطل حياة المواطنين فيها والمقيمين وتعرضهم للخطر؟ كيف ستتعامل مع مجموعات تسبها في كل حين وتنادي بإسقاطها وتقول لها «ارحل»؟ كيف ستتعامل مع مجموعات من مواطنيها تريد أن تزيحها عن السلطة لتتسلط؟
هذه الأمثلة تبين جانباً مهما من مشكلتنا في البحرين، حيث الكل صار ينعت لنا الدواء ويعتبر نفسه سليماً خالياً من الأمراض والعيوب. أما نحن فنقول لكل هؤلاء وفروا نصائحكم واستفيدوا من أدويتكم لتداوا بها قرعتكم فهي الأكثر حاجة لدوائكم.. والأولى بالرعاية!