في مارس 2011 أقيم في إيران معرض سمــــي بـ«معــرض الثـــورة» البحرينيـــة وعرضت فيه صور وفيديوهات ومجسمات أهين فيها رموز الحكم في البحرين وفي الخليج. وقبل يومين أقامت الوفاق في مقرها معرضاً بنفس الإسم وعرضت فيه أيضاً صوراً ومجسمات، ونجزم بأنها لولا «الخوف» لتجرأت على وضع مجسمات رموز البلاد والمشانق التي نصبت في الدوار.
طبيعي جداً أن تتحرك الأجهزة القضائية والأمنيــــة إزاء ذلك، إذ سكوتهـــا هــــو المستغرب. لكن المثير كان التفاعل القوي من قبل المواطنين المخلصين مع هذه الخطوة. الحق يقال بأن الناس تفاجأت من هذا التحرك لأنهم تعودوا على التعامل «الرخو» مع الوفاق.
الوفاق كتبت على تويتر بأنها قلقة على العاملين بداخل مقرها حينما وصلت قوات الأمن، بينما الحقيقة تعرفها الوفاق وغيرها بأنها هي وعناصرها من يتم التعامل معهم بأسلوب «يا دهينة لا تنكتين»، في مقابل أن الواقع يثبت بأن الوفاق هي الداعمة والحامية لمن يستهدف حياة الناس ورجال الأمن بالمولوتوف وكل مقومات الإرهاب.
المسألة هنا أكبر من كونها «مجرد معرض»، أو تجسيداً لكذبة أخرى يطلقها علي سلمان بأن المعرض هو عرض لبعض ما نشره تقرير بسيوني، إذ تقرير لجنة تقصي الحقائق لم ينشر صوراً وفيديوهات بالطريقة «الهولييودية» التي عرضتها الوفاق، بل التقرير نشر حقائق في كلا الجانبين، أي أنه لم يتغافل عن قتل رجال الأمن واستهداف الناس في السلمانية وفي المدارس والجامعة واختطاف الآسيويين، فهل وثقت الوفاق ذلك؟! طبعاً لا، ولا تنتظروا ذلك أبداً، فهذه الجمعية ذات النفس الطائفي الواضح الولائية لمرشد إيران الذي نصب وليها الفقيه، ستظل للأبد مشحونة بالكراهية تجاه الدولة ومن يقف منها موقف الخلاف والضد.
هذا المعرض وجد ليكون تحدياً صارخاً للدولــــة، و«دهساً» صريحاً للقانـــون، وبياناً بأن الوفاق صنعت دولة داخل دولة، بحيث تقيم في قلب مقرها فعالية هدفها دفع الناس لشتم الدولة وإيغار الصدور والتطاول على رموز البلد، بل وزادت على ذلك في بعض المجسمات حينما «حبكت» سيناريوهات بالمجسمات لاعترافات تحت التعذيب، وأنواع للمعاملة الجسدية، وغيرها من أمور يتوجب على الوفاق إثباتها بالأدلة وأمام القانون وإلا فإنها تكون متهمة بنشر أكاذيب وتضخيم لأحداث.
طبعاً سيقولون تقرير بسيوني، رغم أن التقرير لا يورد كثيراً مما يروجون له، وطبعاً سيقولون أقوال الناس، ومن سيشهد للعروس غير أمها هنا؟! لكن طبعاً الوفاق جوابها معروف بشأن إثبات الأدلة مثلما فعلت مؤخراً برمي المسألة على كاهل الناس والقول بأن المتضررين لا يريدون التبليغ! يا سلام لا يريدون التبليغ، فلماذا إذن تتاجرون بهم وبقضاياهم؟! وحينما تبرر الوفاق ذلك بأنه خوف من انتقام أو رد فعل من السلطة، فإن الاستغراب يسود، إذ كيف بشخص ما متضرر ويطالب بالعدالة وبالقانون يخاف ممن يطلبون منه منحهم الإثبات ليحقوا له الحق؟! كلها مناورات فقط لاستغلال ذلك إعلامياً في الخارج ولتشويه صورة البحرين.
إن كان هناك من سيستنكر الإجراء المتخذ ضد الوفاق ومعرضها، فإن عليه أن يجيب الناس أولاً عن أي دولة في العالم تقبل أن تقيم جمعية أو حزب فعالية تضمنها حالات ومشاهد لم يجزم بحقيقة حصولها بنفس الصيغة المعروضة لأنها تعرض من طرف مستفيد منها، أي أنها تعرض وقائع قد تجانب الصواب والواقع؟! أيضاً، أي دولة ستقبل بأن يتم تحديها بهذه الصورة ويتم اتهامها بحق أو بباطل ويتم التطاول على قانونها ونظامها في فعالية وداخل مقرها وهي تخضع لقانون الجمعيات؟!
السكـــوت مرات ومرات على الوفــاق وعلى تجاوزاتها وتعطيل القانون بحق المحرضين المحسوبين عليها، هو ما يدفعها لزيادة نسبة الاستفزاز للدولة وغالبية الشعب المخلص، هو ما يدفعها للتفلسف على الدولة بشأن الحوار لتصدر بياناً مضللاً كاذباً تنكر فيه مسؤوليتها عن تعطيل الحوار ثم تقرر «تعليق» المشاركة حتى أجل مسمى، مد الخيط ومنحهم الفرص تلو الأخرى هو ما سيدفع الوفاق لإقامة فعاليات أكثر استفزازاً للدولة.
للمرة المليون نكررها ونقول: «من أمن العقوبة أساء الأدب»! لكن المشكلة أن من يفترض بهم تطبيق القانون يقولون هذه المقولة أيضاً، لكن شتان بين الكلام والفعل.
بالتالي لا تتضايقوا من الوفاق، لا تنزعجوا مما تفعله، هي تملك هدفاً ومطمعاً تعتبره قضية دائمة، هي تتحرك بناء على ما يفرضه الواقع، وحينما ترى الوضع يتيح لها محاربة الدولة ورموزها وحتى شتمهم دون توقع رادع أو رد فعل، فما الذي يمنعها حينها عن استغلال الفرصة؟!
{{ article.visit_count }}
طبيعي جداً أن تتحرك الأجهزة القضائية والأمنيــــة إزاء ذلك، إذ سكوتهـــا هــــو المستغرب. لكن المثير كان التفاعل القوي من قبل المواطنين المخلصين مع هذه الخطوة. الحق يقال بأن الناس تفاجأت من هذا التحرك لأنهم تعودوا على التعامل «الرخو» مع الوفاق.
الوفاق كتبت على تويتر بأنها قلقة على العاملين بداخل مقرها حينما وصلت قوات الأمن، بينما الحقيقة تعرفها الوفاق وغيرها بأنها هي وعناصرها من يتم التعامل معهم بأسلوب «يا دهينة لا تنكتين»، في مقابل أن الواقع يثبت بأن الوفاق هي الداعمة والحامية لمن يستهدف حياة الناس ورجال الأمن بالمولوتوف وكل مقومات الإرهاب.
المسألة هنا أكبر من كونها «مجرد معرض»، أو تجسيداً لكذبة أخرى يطلقها علي سلمان بأن المعرض هو عرض لبعض ما نشره تقرير بسيوني، إذ تقرير لجنة تقصي الحقائق لم ينشر صوراً وفيديوهات بالطريقة «الهولييودية» التي عرضتها الوفاق، بل التقرير نشر حقائق في كلا الجانبين، أي أنه لم يتغافل عن قتل رجال الأمن واستهداف الناس في السلمانية وفي المدارس والجامعة واختطاف الآسيويين، فهل وثقت الوفاق ذلك؟! طبعاً لا، ولا تنتظروا ذلك أبداً، فهذه الجمعية ذات النفس الطائفي الواضح الولائية لمرشد إيران الذي نصب وليها الفقيه، ستظل للأبد مشحونة بالكراهية تجاه الدولة ومن يقف منها موقف الخلاف والضد.
هذا المعرض وجد ليكون تحدياً صارخاً للدولــــة، و«دهساً» صريحاً للقانـــون، وبياناً بأن الوفاق صنعت دولة داخل دولة، بحيث تقيم في قلب مقرها فعالية هدفها دفع الناس لشتم الدولة وإيغار الصدور والتطاول على رموز البلد، بل وزادت على ذلك في بعض المجسمات حينما «حبكت» سيناريوهات بالمجسمات لاعترافات تحت التعذيب، وأنواع للمعاملة الجسدية، وغيرها من أمور يتوجب على الوفاق إثباتها بالأدلة وأمام القانون وإلا فإنها تكون متهمة بنشر أكاذيب وتضخيم لأحداث.
طبعاً سيقولون تقرير بسيوني، رغم أن التقرير لا يورد كثيراً مما يروجون له، وطبعاً سيقولون أقوال الناس، ومن سيشهد للعروس غير أمها هنا؟! لكن طبعاً الوفاق جوابها معروف بشأن إثبات الأدلة مثلما فعلت مؤخراً برمي المسألة على كاهل الناس والقول بأن المتضررين لا يريدون التبليغ! يا سلام لا يريدون التبليغ، فلماذا إذن تتاجرون بهم وبقضاياهم؟! وحينما تبرر الوفاق ذلك بأنه خوف من انتقام أو رد فعل من السلطة، فإن الاستغراب يسود، إذ كيف بشخص ما متضرر ويطالب بالعدالة وبالقانون يخاف ممن يطلبون منه منحهم الإثبات ليحقوا له الحق؟! كلها مناورات فقط لاستغلال ذلك إعلامياً في الخارج ولتشويه صورة البحرين.
إن كان هناك من سيستنكر الإجراء المتخذ ضد الوفاق ومعرضها، فإن عليه أن يجيب الناس أولاً عن أي دولة في العالم تقبل أن تقيم جمعية أو حزب فعالية تضمنها حالات ومشاهد لم يجزم بحقيقة حصولها بنفس الصيغة المعروضة لأنها تعرض من طرف مستفيد منها، أي أنها تعرض وقائع قد تجانب الصواب والواقع؟! أيضاً، أي دولة ستقبل بأن يتم تحديها بهذه الصورة ويتم اتهامها بحق أو بباطل ويتم التطاول على قانونها ونظامها في فعالية وداخل مقرها وهي تخضع لقانون الجمعيات؟!
السكـــوت مرات ومرات على الوفــاق وعلى تجاوزاتها وتعطيل القانون بحق المحرضين المحسوبين عليها، هو ما يدفعها لزيادة نسبة الاستفزاز للدولة وغالبية الشعب المخلص، هو ما يدفعها للتفلسف على الدولة بشأن الحوار لتصدر بياناً مضللاً كاذباً تنكر فيه مسؤوليتها عن تعطيل الحوار ثم تقرر «تعليق» المشاركة حتى أجل مسمى، مد الخيط ومنحهم الفرص تلو الأخرى هو ما سيدفع الوفاق لإقامة فعاليات أكثر استفزازاً للدولة.
للمرة المليون نكررها ونقول: «من أمن العقوبة أساء الأدب»! لكن المشكلة أن من يفترض بهم تطبيق القانون يقولون هذه المقولة أيضاً، لكن شتان بين الكلام والفعل.
بالتالي لا تتضايقوا من الوفاق، لا تنزعجوا مما تفعله، هي تملك هدفاً ومطمعاً تعتبره قضية دائمة، هي تتحرك بناء على ما يفرضه الواقع، وحينما ترى الوضع يتيح لها محاربة الدولة ورموزها وحتى شتمهم دون توقع رادع أو رد فعل، فما الذي يمنعها حينها عن استغلال الفرصة؟!