ها نحن اليوم كلنا واقفين متأملين نناظر بعضنا بعضاً، نتفكر ونترقب، وبمستقبل مبهر وأيام جميلة نتطلع، وإذ بابتسامة مشرقة ترتسم على محيانا، ونظرة أمل تعتلي وجنتانا. بالورد الأحمر المحمدي ننهدي، وبعقد المشموم واليازجي نحتفي، أليس هذا اليوم بات من ذاكرتنا لا يتحرك؟ ألم نثبت وبكل قناعتنا وملء إرادتنا أن هذه الأرض تستحق منا كل عرفان وطيب جميل لا ينضب. ولما علينا أن ننبهر وننذهل إن كانت الأعداد أكثر بكثير من المتوقع! فما كان من التوقيع إلا إثبات حب عميق كاللؤلؤ والمرجان المختبئ في قعر المحيط وعندما شاء رب العالمين وبحكمة من قائد عرف بصوابه وحزمه وكيف للمصاعب بعقل متزن يتفكر وبوجه صبوح يتبصر، لذلك جاء التصديق ليظهر عن إخلاص شعب ووفاء أهلٍ وحكمة قيادة.
تحتفل مملكة البحرين اليوم بالذكرى الثالثة عشرة لميثاق العمل الوطني، والذي جاء ليمثل إنجازاً تاريخياً كبيراً، وهو مفخرة واعتزاز لكل أبناء هذا الوطن الغالي الذين صوتوا عليه بنسبة 98.4%، ذلك أن ميثاق العمل الوطني يمثل وثيقة للعهد بين الملك القائد والشعب، وهو علامة تحول بارزة في مسار العمل والأداء الوطني.
إن ميثاق العمل الوطني جاء ليجسد تطلعات عاهل البلاد المفدى ورؤيته السديدة لمستقبل البحرين المشرق، هذه التطلعات التي ارتكزت وبصورة مباشرة على المبادئ الدستورية والمشاركة الشعبية وتفعيل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، ومن خلال إيمان جلالته الراسخ بالعدالة والمساواة والتي هي نهج سياسته الحكيمة.
إن الإنجاز التاريخي بإقرار ميثاق العمل الوطني جعل من مملكة البحرين بلداً متميزاً وبلداً عصرياً منفتحاً على العالم برؤية سديدة وواضحة، وجعل المواطن البحريني حقاً يشعر بمكانته في منظومة العمل الوطني، وجعل منه عنصراً فاعلاً وشريكاً إيجابياً في عملية البناء والإنتاج، وقد جعل الميثاق العالم ينظر للبحرين على أنها بلد عصري بقيادة عصرية حكيمة، تؤمن بكل المبادئ الدستورية، وتؤمن بقيمة المواطن ومشاركته في الحياة العملية والسياسية.
فبلدنا أمانة في أعانقنا لحفظها وصونها من كل شيطان مارد، جائر وغاصب. ولكن لا بد أن يلقى له الرادع الذي ينهيه عن كل هول وفعل قاهر. لأن البلد بمن فيها ومن عليها أمانة غالية؛ شعبها وممتلكاتها، طرقاتها منازلها أشجارها مياها وحتى الهواء الذي نتنفسه على أرضها لا بد أن يكون نعمة لنا لا نقمة علينا.
ولكن ما ألاحظه أن البلد في تطور والعمران في تمدن والاقتصاد في ازدهار والتكنولوجيا موجودة مع الصغار والكبار والسياحة متنوعة كالألوان ولكن الناس حقيقة فقدت أمان زمان وحب زمان وأنس زمان بسبب ذلك الشيطان المعتدي الأثيم المانع للخير القاتل للحب الغاشم للتسامح قاطع كل محاور الإنصات ولا يسمع سوى تفكيره المعتل المريض..
ولا ننسى في هذه المناسبة توجيه التحية لرجال الأمن البواسل في تصديهم لمن أراد تعكير فرحتنا بهذه المناسبة.
وفيما قال امرؤ القيس عبرة نقتدي بها:
الحــــرب أول مــــا تكـــــون فتيـــــة
تبــدو بـــزينتهــــا لكـــل جهـــــول
حتــى إذا حميــــت وشــــب ضرامها
عـــادت عجـوزاً غيـــــر ذات حليــــل
وإذا أذيـــــت ببلـــــــدة ودعتهـــــــا
ولا أقيــــــم بغيـــــــر دار مقـــــام