يقول سعد بن طفلة العجمي، وهو وزير إعلام كويتي سابق، في مقال له نشر مؤخرا تحت عنوان «الرد الخليجي على تفاهمات إيران - أمريكا»: «لم نتفاجأ في عالم السياسة من تقارب إيراني - أمريكي، بل نتهيأ لتقارب إيراني - إسرائيلي، ففي عالم السياسة كل شيء ممكن، وعلينا أن نبارك من حيث المبدأ أي تقارب بين إيران والعالم الخارجي بما يزيل التوتر بالمنطقة ويبعد عنها شبح الحروب ويحفظ سلامة شعوبها العربية والإيرانية، لكن الاكتفاء بذلك يعد نوعاً من الرومانسية التي لا تعرفها السياسة».
ويضيف بن طفلة قائلا «لا نستطيع أن نفرض التباعد الأمريكي عن إيران ولا أن نصيغ أجندة «التفاهمات» بينهما لكن نستطيع خلق «تفاهمات» بيننا وأن نسارع إلى ترجمة الكونفيدرالية الخليجية التي تعزز من موقفنا تجاه أي تفاهمات على حسابنا»، مؤكداً أنه «من العبط السياسي مطالبة أمريكا أن تغير من نهجها المصلحي، وأن نطالب إيران بأن تتوقف عن براجماتيتها المصلحية»، مبيناً أن الرد المطلوب على أي تفاهمات إيرانية - أمريكية هو «بتفاهمات خليجية - خليجية»، ومنبهاً إلى أن هذه الخطوة العملية هي البديل عن اللطم ومطاردة السراب السياسي بأن يقدم الآخرون مصالحنا قبل مصالحهم.
نحن إذاً أمام عدة حقائق؛ أولها أنه في السياسة لا يوجد ما هو غير ممكن، ولا يوجد صديق ولا عدو دائم، وأن هذا يشمل إسرائيل أيضا، لذا فإنه لن يكون غريباً أبدا أن نصبح ذات يوم على خبر تعاون إيراني إسرائيلي في مجال الطاقة أو حتى تبادل السفراء، بل لن نستغرب لو أن إيران فتحت سفارتها في القدس.
عندما تتوافق مصلحة إيران مع مصلحة أميركا تزول كل العقبات لتتقاربا وتتفاهما، ولن تترددا عن التضحية بكل شيء، بما في ذلك المبادئ والشعارات في سبيل مصلحتهما، والحال نفسه يكون عندما تتوافق مصلحة إيران مع مصلحة إسرائيل.
وثانيها أننا في دول الخليج العربي لا نستطيع أن نفرض مسألة التباعد الأميركي الإيراني -ولا الإسرائيلي طبعاً- فهذا الأمر ليس في يدنا، حيث التنافر والتجاذب بين الدول تفرضه المصلحة والمصلحة فقط، وهم أدرى بمصالحهم كما أننا أدرى بمصالحنا.
وثالثها أنه بدلاً عن «التولول والتحلطم» وتضييع الوقت في «التشره والزعل» الذي لا مكان له في عالم السياسة، علينا أن نتخذ خطوة عملية تتمثل في خلق تفاهمات بيننا كدول خليجية يجمعنا مجلس التعاون الذي قدمنا من خلاله للعالم نموذجاً ناجحاً في التعاون بين الدول، وذلك بتفعيل مقترح خادم الحرمين الشريفين والدخول في خطوة الكونفدرالية بأسرع ما يمكن، فهذه الخطوة عدا أنها توفر الكثير من الاطمئنان لدول التعاون فإنها بمثابة رسالة بليغة ملخصها أنه لا يمكن أن نكون لقمة سائغة أو ضحية لتفاهمات أميركية إيرانية.
عندما انتشر الحديث عن احتمالات لقاء الرئيسين روحاني وأوباما في نيويورك مؤخرا كتبت على سبيل النكتة في صفحتي على الفيسبوك ما معناه أن روحاني «صار خاطره» في الهمبرجر الأميركي وأن أوباما صار يشتهي «الجلو كباب» الإيراني، وكتبت إنه لا بأس لو التقيا ولكن تفاهمهما سيجعلنا كباباً يأكلانه معا!
للأسف فإن هذا الأمر ليس مستبعداً في عالم السياسة الذي تحكمه المصالح دائماً ولا مكان فيه للمثاليات. تفاهم إيران وأميركا ضحيته دول التعاون، فالدولتان ستبيعان فينا وتشتريان وسنصير من «صيد أمس»، خصوصاً أن إيران وأميركا لن تترددا في الاستفادة من تطورات الأوضاع الداخلية في بعض دولنا وخصوصاً البحرين. لهذا فإن الرد العاجل والمنطقي والواقعي والبعيد عن المثالية هو في الإعلان عن الاتحاد الكونفدرالي بين دول التعاون.. وهو العيد المنتظر.
{{ article.visit_count }}
ويضيف بن طفلة قائلا «لا نستطيع أن نفرض التباعد الأمريكي عن إيران ولا أن نصيغ أجندة «التفاهمات» بينهما لكن نستطيع خلق «تفاهمات» بيننا وأن نسارع إلى ترجمة الكونفيدرالية الخليجية التي تعزز من موقفنا تجاه أي تفاهمات على حسابنا»، مؤكداً أنه «من العبط السياسي مطالبة أمريكا أن تغير من نهجها المصلحي، وأن نطالب إيران بأن تتوقف عن براجماتيتها المصلحية»، مبيناً أن الرد المطلوب على أي تفاهمات إيرانية - أمريكية هو «بتفاهمات خليجية - خليجية»، ومنبهاً إلى أن هذه الخطوة العملية هي البديل عن اللطم ومطاردة السراب السياسي بأن يقدم الآخرون مصالحنا قبل مصالحهم.
نحن إذاً أمام عدة حقائق؛ أولها أنه في السياسة لا يوجد ما هو غير ممكن، ولا يوجد صديق ولا عدو دائم، وأن هذا يشمل إسرائيل أيضا، لذا فإنه لن يكون غريباً أبدا أن نصبح ذات يوم على خبر تعاون إيراني إسرائيلي في مجال الطاقة أو حتى تبادل السفراء، بل لن نستغرب لو أن إيران فتحت سفارتها في القدس.
عندما تتوافق مصلحة إيران مع مصلحة أميركا تزول كل العقبات لتتقاربا وتتفاهما، ولن تترددا عن التضحية بكل شيء، بما في ذلك المبادئ والشعارات في سبيل مصلحتهما، والحال نفسه يكون عندما تتوافق مصلحة إيران مع مصلحة إسرائيل.
وثانيها أننا في دول الخليج العربي لا نستطيع أن نفرض مسألة التباعد الأميركي الإيراني -ولا الإسرائيلي طبعاً- فهذا الأمر ليس في يدنا، حيث التنافر والتجاذب بين الدول تفرضه المصلحة والمصلحة فقط، وهم أدرى بمصالحهم كما أننا أدرى بمصالحنا.
وثالثها أنه بدلاً عن «التولول والتحلطم» وتضييع الوقت في «التشره والزعل» الذي لا مكان له في عالم السياسة، علينا أن نتخذ خطوة عملية تتمثل في خلق تفاهمات بيننا كدول خليجية يجمعنا مجلس التعاون الذي قدمنا من خلاله للعالم نموذجاً ناجحاً في التعاون بين الدول، وذلك بتفعيل مقترح خادم الحرمين الشريفين والدخول في خطوة الكونفدرالية بأسرع ما يمكن، فهذه الخطوة عدا أنها توفر الكثير من الاطمئنان لدول التعاون فإنها بمثابة رسالة بليغة ملخصها أنه لا يمكن أن نكون لقمة سائغة أو ضحية لتفاهمات أميركية إيرانية.
عندما انتشر الحديث عن احتمالات لقاء الرئيسين روحاني وأوباما في نيويورك مؤخرا كتبت على سبيل النكتة في صفحتي على الفيسبوك ما معناه أن روحاني «صار خاطره» في الهمبرجر الأميركي وأن أوباما صار يشتهي «الجلو كباب» الإيراني، وكتبت إنه لا بأس لو التقيا ولكن تفاهمهما سيجعلنا كباباً يأكلانه معا!
للأسف فإن هذا الأمر ليس مستبعداً في عالم السياسة الذي تحكمه المصالح دائماً ولا مكان فيه للمثاليات. تفاهم إيران وأميركا ضحيته دول التعاون، فالدولتان ستبيعان فينا وتشتريان وسنصير من «صيد أمس»، خصوصاً أن إيران وأميركا لن تترددا في الاستفادة من تطورات الأوضاع الداخلية في بعض دولنا وخصوصاً البحرين. لهذا فإن الرد العاجل والمنطقي والواقعي والبعيد عن المثالية هو في الإعلان عن الاتحاد الكونفدرالي بين دول التعاون.. وهو العيد المنتظر.