«الفساد ظاهرة عربية»؛ هذا ما يذهب إليه بعضهم حين يقارن بين إمكانات وثروات الدول العربية، والخليجية على وجه التحديد، وبين المشاريع المتحققة على الأرض، تلك التي يستفيد منها المواطن العربي والخليجي، من خدمات تتعلق بالصحة والتعليم وغيرها من الأمور الخدماتية الأخرى.
لا يوجد مصداق حقيقي للعبارة التي افتتحنا بها حديثنا هنا سوى ما أخبرتنا به تقارير ديوان الرقابة المالية الإدارية الأخيرة، حول الكثير من التجاوزات التي تعج بها مؤسساتنا الوطنية مع غالب الأسف، ولأنه ليس هنالك من يتابع في كل عام ما يجري من فساد في أروقة وزارات الدولة وما يضمنه تقرير ديوان الرقابة من مفسدين كي يحاسبوهم، فإننا في كل عام نجد الفساد تتسع رقعته، حتى إننا سوف نصل لمرحلة، وربما وصلنا إليها أصلاً، أن «يتسع الخرق على الراقع»، وحين ذلك سوف لن نستطيع فعل أي شيء سوى التسبيح والاستغفار وإطلاق الولولات.
إن ما يكشف الفساد والمفسدين هو الاختبار الحقيقي لما يمكن أن يكون أمراً صادماً لما هو متصور، وربما يكون نصف صادم أو حتى ربع أمر صادم، فمع أول اختبار لطبيعة عمل تلك المؤسسات تنكشف فضائح الفساد والمفسدين، وبعد ذلك لا يمكن تغطيته أو التستر عليه.
قليل من المطر كشف الكثير من الفساد، ولو استمر هطول سيول الأمطار، كما حدث في بعض الدول التي تعرضت لسيول عاصفة وقوية، لانكشف كل الفساد وبانت عورات المفسدين.
ملايين الدنانير تصرف من خزينة الدولة والشعب لأجل بناء قاعدة ضخمة لصرف مياه الأمطار في البحرين، لكن حين هطلت أول قطرات الغيث في شوارعنا تبين أن ليس هنالك صرف لمياه الأمطار ولا هم يحزنون، وبطبيعة الحال فإن عقلنا الفطري والرياضي يذهب مباشرة إلى تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية لنتأكد بعدها أن الفساد مازال بخير، أما المفسدون فهم بألف ألف خير!
مناظر مؤسفة لم نكن نرغب مشاهدتها في البحرين لكننا شاهدناها، مشاهد حول معاناة المواطنين والمقيمين بعدما خلفته لنا مياه الأمطار الخفيفة في الشوارع والمدارس والبيوت وأماكن العمل من أضرار جسيمة، وهذا خلاف ما صرح به بعض الملمعين من المسؤولين الذين أكدوا أن كل الأمور ستكون بخير حين ستسقط الأمطار، لكن الخير وجدناه متمثلاً في الأب الذي حمل ابنه الصغير على ظهره وسط بركة من الأمطار من أجل أن يوصله إلى بوابة المدرسة، وفي صور أخرى وجدنا أن هنالك عشرات السيارات التي تعطلت في قلب تلك المستنقعات التي خلفها المطر، في منظر يقطر حزناً وأسفاً على أموال صرفت على «الفاضي»، هذا ناهيك عن المياه التي غمرت آلاف المنازل، والسبب في كل ذلك يعود إلى شخصٍ يسرق وآخر يفسد وثالث يلمع.
صحيح أن الأمطار خير وبركة، ولعل من أهم محاسنها وبركاتها أنها كشفت نسبة الفساد في مناقصات الشوارع والمجاري والمنشآت والبنى التحتية والمنازل، وأدامها الباري تعالى أمطار خير وبركة، لكشف المزيد من الفساد في الأيام القادمة.
لا يوجد مصداق حقيقي للعبارة التي افتتحنا بها حديثنا هنا سوى ما أخبرتنا به تقارير ديوان الرقابة المالية الإدارية الأخيرة، حول الكثير من التجاوزات التي تعج بها مؤسساتنا الوطنية مع غالب الأسف، ولأنه ليس هنالك من يتابع في كل عام ما يجري من فساد في أروقة وزارات الدولة وما يضمنه تقرير ديوان الرقابة من مفسدين كي يحاسبوهم، فإننا في كل عام نجد الفساد تتسع رقعته، حتى إننا سوف نصل لمرحلة، وربما وصلنا إليها أصلاً، أن «يتسع الخرق على الراقع»، وحين ذلك سوف لن نستطيع فعل أي شيء سوى التسبيح والاستغفار وإطلاق الولولات.
إن ما يكشف الفساد والمفسدين هو الاختبار الحقيقي لما يمكن أن يكون أمراً صادماً لما هو متصور، وربما يكون نصف صادم أو حتى ربع أمر صادم، فمع أول اختبار لطبيعة عمل تلك المؤسسات تنكشف فضائح الفساد والمفسدين، وبعد ذلك لا يمكن تغطيته أو التستر عليه.
قليل من المطر كشف الكثير من الفساد، ولو استمر هطول سيول الأمطار، كما حدث في بعض الدول التي تعرضت لسيول عاصفة وقوية، لانكشف كل الفساد وبانت عورات المفسدين.
ملايين الدنانير تصرف من خزينة الدولة والشعب لأجل بناء قاعدة ضخمة لصرف مياه الأمطار في البحرين، لكن حين هطلت أول قطرات الغيث في شوارعنا تبين أن ليس هنالك صرف لمياه الأمطار ولا هم يحزنون، وبطبيعة الحال فإن عقلنا الفطري والرياضي يذهب مباشرة إلى تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية لنتأكد بعدها أن الفساد مازال بخير، أما المفسدون فهم بألف ألف خير!
مناظر مؤسفة لم نكن نرغب مشاهدتها في البحرين لكننا شاهدناها، مشاهد حول معاناة المواطنين والمقيمين بعدما خلفته لنا مياه الأمطار الخفيفة في الشوارع والمدارس والبيوت وأماكن العمل من أضرار جسيمة، وهذا خلاف ما صرح به بعض الملمعين من المسؤولين الذين أكدوا أن كل الأمور ستكون بخير حين ستسقط الأمطار، لكن الخير وجدناه متمثلاً في الأب الذي حمل ابنه الصغير على ظهره وسط بركة من الأمطار من أجل أن يوصله إلى بوابة المدرسة، وفي صور أخرى وجدنا أن هنالك عشرات السيارات التي تعطلت في قلب تلك المستنقعات التي خلفها المطر، في منظر يقطر حزناً وأسفاً على أموال صرفت على «الفاضي»، هذا ناهيك عن المياه التي غمرت آلاف المنازل، والسبب في كل ذلك يعود إلى شخصٍ يسرق وآخر يفسد وثالث يلمع.
صحيح أن الأمطار خير وبركة، ولعل من أهم محاسنها وبركاتها أنها كشفت نسبة الفساد في مناقصات الشوارع والمجاري والمنشآت والبنى التحتية والمنازل، وأدامها الباري تعالى أمطار خير وبركة، لكشف المزيد من الفساد في الأيام القادمة.