لا أظن أن أحد في هذه المنطقة لم يشاهد مسلسل «درب الزلق» منذ انطلاقته في العام 1974 وإلى اليوم نتشوق لمشاهدته رغم أن كل بيت لا يخلو من أشرطة لكل حلقاته شاهدها أفراد العائلة الخليجية من صغير وكبير وحفظوا شخصياتها وأفيهاتهم ومازالوا يتذكرونها .
مناسبة حديثي عن واحد من مسلسلات الزمن الجميل والجيل الذهبي من أهل الفن ليس بالكويت لكن حتى في البحرين إنما موضوعنا قد يكون مخالفاً وقد يترنح في نفس الدرب «درب الزلق» وقالوها أهل الخليج «ياماشي درب الزلق لا تأمن الطيحة» نعم لا تأمن الطيحة والكلام موجه للخرابيط في التخطيط الذي يمارس في وزارات الديرة ولا ندري إلى أين ينتهي ولنبدأ :
في البلديات عندنا عكس كل دول العالم غير مطلوب منك الاهتمام بتشجير أو تجميل منطقتك وإلا فأنت في حكم المخالف وستعاقب أشد عقاب من قبل المسؤولين في البلديات ويا ويلك ويا سواد ليلك ، رغم أنهم يتعاملون مع المحسوبيات والمسؤولين بمنظور مختلف «يعني إذا بيتك بالقرب من بين مسؤول فإنك ستشعر بالخدمات تتحاذف عليك دون أن تطلبها حتى لو صرخت» بسنه أخوي سعد «ستجدهم يزيدون ويزيدون في الخدمات ستجد الأرض مرصوفة من الزين وطبعاً هذه من خدمات الأشغال، لكن البلديات سيرصعون لك بيتك من كل جانب بالطوب وستجد شارعكم مزين بالأشجار والورود الموسمية وهذا ما لمسته في منطقتنا رغم أننا في مدخل شارع 33 إلا أن الطوب يسيج الشارع إلا عندما يصل عندنا في مدخل الشارع يصبح حراماً وغلطاً ومكلفاً للبلدية .
وإذا تركنا هذا الموضوع دعونا نتجول في مدينة عيسى إحدى أهم المدن الحديثة التي بنيت في عهد المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، وكانت أهم نقلة للمواطن البحريني في مجال الإسكان، أقول عندما تتجول اليوم في هذه المدينة كأنك تلعب» الكلمات المتقاطعة «وكأنها أصبحت مكباً للمشروعات غير المنسقة وكل يوم تسمع عن مشروع لا يرتبط بالمشروع جاره، خذ مثال على ذلك» شارع الخدمات وهو فعلاً شارع لكل الخدمات وكأنك تتجول على خشبة مسرح فيه من كل الجنسيات والخدمات ولنبدأ بالسير فيه ستجد مطعم شاورما ولزيقه مغسلة سيارات ثم مطعم فكراج لتبديل الزيوت وبعدهم حلاق فمخبز ومجموعة من الكراجات ومحل للسندويتشات وحلاق وخباز ومحل لتصليح كهرباء السيارات فقصاب وبائع سمك فخباز وكراجات ومحل للسندويتشات والقائمة تطول ولا تنتهي .
القصد أنك قد تأكل سندويتش شاورما بزيت السيارات أو تأكل مندي بالآيل وتأخذ خبزاً ونخي بطعم الديزل وحتى السمك لو اشتريته أو اللحم سيكون بطعم الكراجات والخدمات التي تتطاير في الهواء، ناهيك عن المطابخ في المطاعم المنتشرة في الشارع الله لا يخليك تشاهد كيف يتم إعداد الطعام فيها وكأن المراقبين في الصحة «حرم» عليهم دخول هذه المطابخ.
النكبة الأكبر هناك مجموعة أمراض تنتظر الزبون ولكن هنا مصيبة تنم عن سوء التخطيط ولا ندري من هو ذلك العبقري الذي وضع هذه الخارطة وقسم الخدمات فيها لنبدأ بمحطة الوقود القريبة من المساكن للكثير من العوائل البحرينية التي لا يفصلها عن هذه المحطة «القنبلة» سوى بضع مترات وشارع، ويحيط بهذه القنبلة مركز «جنيد الصحي» الذي أنشئ حديثاً والسوق الشعبي الذي ينتظر الجميع تعافيه بعد الحريق المشؤوم - والحمد لله إن المحطة تم إغلاقها وإلا كانت كارثة الكوارث - ويفصلها أيضاً شارع عن مدينة خليفة الرياضية وبعض المساجد ومحلات رامز ومجمع مدينة عيسى والآن هناك مشروع سكني كبير يتم إنشاؤه لزيق بالمحطة ، فلولا قدر الله إن اشتعل فيها حريق قل على الدنيا السلام ، ففي كل دول العالم المتحضرة والتي تدرس مشاريعها وتبحث عن السلامة لمواطنيها تجد محطات التزويد بالوقود تبنى في مناطق بعيدة عن السكن والزحمة تجنباً لأي طارئ إلا في البحرين تجد المشاريع هباش على دباش .
والسؤال من يجيز هذه المشاريع وهل تأتي عن دراسة وجولة على الموقع قبل أن يتم إجازتها وإلا الأخوان يجيزونها بطريق لا يخدم بخيلاً «وبالتالي سنعود إلى الأخوين حسين وسعد والبحث عن الثراء بأي مشروع ولا يهم الدراسة والفائدة للمواطنين فقد تاجروا مرة ببيع» لحم كلب «على أنه لحم غنم، وأخرى» جواتي تعوي اللسان «وهكذا اللي تربح به العب به، وكأننا نأخذ العبرة من أعيال بن عاقول في تخطيط المدن والخدمات التي اشتكى من فوضتها الناس في الصحافة منذ الثمانينات ومازالت كالكرة كلُ يرمي بها في ملعب الآخر ، لذلك أقترح أن نضيف وزارة» عيال بن عاقول «ونسند لها هذه الفوضى وبالتالي سنقول» شر البلية ما يضحك.
الرشفة الأخيرة
وعادت الأمطار عساها أمطار خير وعادت معاها سيارات الشفط.. لنفس الحفر.. والبرك.. ونفس المعاناة.. وكأن مجاري الديرة.. في سيارات الشفط!!
وعدنا نغني..
طق المطر.. وصارت شوارعنا بحر.. والوضع تحت السيطرة!!