كان يوم أمس هو الرابع عشر من فبراير يوم الذكرى الثالثة عشرة لميثاق العمل الوطني الذي صوت عليه الشعب بنسبة تاريخية بلغت 98.4%، كان وثيقة أحدثت تغييراً جذرياً في منهاج العمل الوطني، وهي الرغبة التي نبعت من قائد فذ ملك بحبه وأسر قلوب البحرينيين هو جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، والذي لبى تطلعات شعبه فكان يوم الميثاق عيداً جديداً يضاف إلى أعياد البلاد الوطنية، كان يوماً مفصلياً في تاريخ البحرين الحديث عشنا يومها عرساً بكل معنى الكلمة حين شارك كل الشعب وقال نعم للميثاق أبهر فيها العالم الذي كان يراقب حضارية أبناء البحرين الأبية وقائدها وباني نهضتها الحديثة جلالة الملك المفدى.
غير أنه وقبل ثلاث أعوام كان يوم أمس نهايتها بالتمام والكمال ركب نفر يعدون على أصابع اليد يحسبون أنفسهم قادة سياسيين لجمعيات، أو كما يقولون أحزاباً موجة ما يسمى بربيع الثورات التي انطلقت شرارتها من تونس وامتدت لباقي الدول العربية ليعلنوها ثورة طائفية مزعومة في البحرين، والتي فشلت فشلاً ذريعاً بفضل من الله تعالى وبحكمة جلالة الملك ووقفة الشرفاء من الشعب، الذين لم يرضوا بيع الوطن بحفنة رخيصة من المكاسب والأجندات الشخصية والارتماء بحضن الأجنبي، هؤلاء المغرر بهم لا زالوا يعيشون وهم الثورة ويقومون بكل عام باختلاق أساليب أصبحت لا تنطلي على الناس، وهي مفلسة لن تجدي نفعاً و14 فبراير من كل عام سيمر مرور الكرام وسيكون يوماً طبيعياً.
في الحقيقة لقد انكشفت السلمية التي تدعيها الوفاق وحضارية المعارضة، فقد كان يوم الخميس أن قام بعض الإرهابيين بقطع الطرق وترويع الآمنين وحرق إحدى المركبات في شارع عيسى الكبير وإلقاء مولوتوف على حافلة تقل طلبة لولا ستر الله، ومن ثم تمكن قوات الأمن البواسل من تأمين الطلبة وإنزالهم من الحافلة وقبل اشتعالها لكانوا قد تفحموا داخلها، فضلاً عن غلق بعض المدارس، أهذه هي السلمية التي تتشدقون بها وأنتم تقولون إن لكم مطالب مشروعة؟ إذا كنتم تقومون بهذه الأفعال الإجرامية البغيضة التي تنبع من الحقد الطائفي والكراهية التي أعمت قلوبكم وبصيرتكم، إذا كنتم تريدون الحوار والهدوء فلا يستقيم ذلك مع أعمال التخريب التي تقومون بها، وهنا على الوفاق أن تسيطر على شارعها المنفلت وإلا فإن الحوار لن يجدي نفعاً إذا أنتم لم تدينوا العنف الذي تشجعونه وتغذونه ليكون هؤلاء الشباب وقوداً له.
قبل أيام من 14 فبراير تم تناقل صورة لمنشور ورقي يدعو إلى تعطيل الحياة اليومية يوم الخميس الماضي ووقف الحراك المجتمعي في العطلة الأسبوعية وهو بمثابة الترهيب والتهديد لمن يخرج عن هذه التعليمات التي يسمونها «عصيان العزة»، وهم بعيدون كل البعد عن العزة والأنفة والكرامة، فهذا العمل الذي يقومون به هو خسة ونذالة وانحطاط لا يقوم به إلا خائف ذليل كالخفاش لا يظهرون إلا في الليل، الشجاعة ليست بنشر منشورات على أبواب المنازل بين المواطنين والمقيمين، فشعب البحرين بشيعته قبل سنته قد أصبح واعياً لمثل هذه الألاعيب والدعوات السمجة التي عفا عليها الزمن وشرب، صدقوني لقد مل منكم أهل القرى الشرفاء الذين لا يريدون العنف ولكنهم يخافون أن يتحدثوا حتى لا تضروهم فأنتم مجرمون ويأثرون الصمت ولكنهم في قرار أنفسهم يبغضونكم ويكرهون أفعالكم.
- همسة..
كلمة عرفان وشكر أقدمها لرجال الأمن البواسل الشرفاء الذي يسهرون الليل لراحة المواطن، كلمة صدق أقولها لكم أنتم رجال الوطن أنتم حماه الديار أنتم رجال حمد بن عيسى أنتم صقور ومن هم في الشوارع حمائم وقطط، فالله ينصركم ويحميكم لدينكم ووطنكم فكل شعب البحرين يقف معكم ويشد على أيديكم!