هل هناك استراتيجية إعلامية عربية لمواجهة التحالفات الشبكية الموجهة الآن ضد مصر والأردن والمغرب ودول مجلس التعاون في العواصم الأوروبية وبالأخص في بريطانيا؟ وهل هناك استراتيجية خليجية؟
هذه الدول العربية تواجه مشروعاً أمريكياً واحداً لا داعي للدخول في تفاصيله فقد كتب عنه الكثير، وإن كانت البحرين وتلتها مصر أول من كشف المخطط وتصدى له ضمن حدود إقليمهما السياسي، فإن المشروع لم يمت وستكون المواجهة التالية خارج حدود دولنا السياسية، ستكون في العواصم الأوروبية وأولها بريطانيا وستكون في الإعلام الأمريكي وسيبقى أمننا القومي مهدداً ما لم ندرك بأن علينا نحن أيضاً نقل المواجهة من الداخل إلى الخارج وعدم الاكتفاء بالشكوى من جهل الإعلام الغربي بنا، أو الاعتماد على إعلامنا المحلي لمخاطبة الإعلام الغربي.
إن أهم أدوات ذلك المشروع في العواصم البريطانية الآن عبارة عن مجموعة من الشبكات المتحالفة تعمل في المساحة الإعلامية والحقوقية والحزبية السياسية هي التي توجه وسائل الإعلام وتوجه الرأي العام وتوجه أصحاب القرار الأوروبي والأمريكي لمهاجمة الدول العربية، وقد رصدت المليارات من الدولارات لهذا المشروع، بل إن هناك وقفاً أمريكياً وأكثر من صندوق يعمل على تنفيذ هذا المشروع «أمريكان أندوامنت فور ديموكرسي» كما لإيران مصلحة كذلك في تنفيذ هذا المشروع في منطقة الخليج العربي، ولذلك هناك وقف إيراني في بريطانيا مخصص لدعم هذه الشبكات ممثلاً في مؤسسة الأبرار وعقاراتها وهناك مؤسسات من معاهد ومنظمات يعتاش موظفوها على أساس تنفيذ مهمة مساعدة الجماعات الدينية في الشرق الأوسط للوصول لسدة الحكم تحت استراتيجية رديفة لاستراتيجية دعم الديمقراطية اسمها تمكين الأقلية.
فماذا أعد مسؤولو الإعلام العربي أو الخليجي -على أضعف الإيمان- من خطة ومن برامج من تمويل لهذه المواجهة القادمة؟
وقد تكون مناسبة المؤتمر الذي ينعقد الآن في المنامة حول الإعلام والأمن القومي فرصة لطرح هذه الأسئلة، فإن لم تكن هناك رؤية واضحة بأن الجولة القادمة سيكون موقعها العواصم البريطانية والأمريكية الثانية فتلك رؤية ناقصة.
إن لم تكن تعلم أن المواجهة موقعها بريطانيا وأمريكا وليس موقعها محلياً ومواجهتها إعلامياً لا تكون بتقوية محطتك أو قناتك الرسمية فذلك تضييع للمال وللوقت وللجهد.
انظر لمستوى تحالفاتك كإعلام خليجي هناك في تلك العواصم وليس هنا، وانظر لمفاتيحك التي تفتح لك أبواب تلك الوسائل الإعلامية ومراكز البحث والسلطات السياسية هناك، وانظر لمن أعددتهم ليكونوا متحدثين رسميين، ولمن ساعدتهم ودعمتهم ليكونوا متحدثين مدنيين، انظر لمن سيعبر عن وجهة نظرك هناك في بريطانيا وفي أمريكا وليس هنا.
مشكلتنا لن تكون مع الحكومة البريطانية أو الإدارة الأمريكية بشكل مباشر، مشكلتنا العظمى هي مع القوى العابرة للحدود، تخطيــط في بيروت، تمويل من إيـــران أو أمريكا، تنفيذ في باريس وهكذا، ولابد أن تداويها بالتي كانت هي الداء بتحالفات عابرة للحدود تتخطى الحكومات الأوروبية والأمريكية، وتلك ليست مهمة ملحقين إعلاميين في سفارتنا بل مهمة مراكز بحثية ومراكز ربط «كوربت كومينكيشن» خليجية في العاصمة البريطانية تحديداً، هذه مهمة شبكات خليجية وتحالفات رديفة تقوم بالدفاع وبالهجوم وتنطلق من ذات المواقع.
لابد للبحرين أن تقتنع هي أولاً بهذه الحقائق بموقع المعركة وطبيعة الحرب، ومن ثم عليها أن تقنع دول مجلس التعاون بأن الشبكات المضادة لنا خليجية عربية تضم أفراداً من دول مجلس التعاون وعراقيين ولبنانيين، وليست شبكات بحرينية فقط، ولا هي موجهة للبحرين فقط، وأن نشاط الجماعات الكويتية على سبيل المثال والمضادة للبحرين هناك ليست لدعم بحرينيين كما نتصور وأنه مجرد تعاطف مذهبي، لا بل كل دعم يقدم لهذه المجموعة هو جزء من المشروع الإيراني الأمريكي للمنطقة ككل، الحراك لابد أن يكون له ثقل خليجي، مراكز مشتركة، لأن القضية عربية والقضية خليجية.
كما إن لمخاطبة الرأي العام الأوروبي أو الأمريكي ولتوضيح حقيقة الواقع الخليجي لابد أن تكون مهمة مدنية وليست رسمية فقط، توضيح ونقل واقع دول مجلس التعــاون على صعيد التنمية وحقوق الإنسان وحقيقة التطورات السياسية فيها يحتاج لأصوات غير رسمية لإبرازها، يحتاج لشبكات حليفة تعمل على ربط الوسائل الإعلامية الدولية بشبكات خليجية وطنية تظهر الصورة الشمولية للواقع الخليجي.
بحاجة أيضاً لنقطة ارتكاز بحثي خليجي تتواصل مع بيوت الاستشارة ومراكز البحوث البريطانية، ومع الأسف ليس هناك التفاتة لأهمية هذه المصادر رغم كونها مزوداً أساسياً من مصادر المعلومات لأصحاب القرار البريطاني والأمريكي.
نحن بحاجة لخطاب إعلامي يتحرك هناك بلغة رصينة، بحاجة إلى دعمه بالحقائق والإثباتات والصور وتنمية قدرته على الجدل.
خطابنا هناك بحاجة إلى مساحة من الحركة والحرية، وتوازن في الطرح لا يحول دولنا إلى مدينة فاضلة في المدح وفي التلميع كما يفعل إعلامنا الرسمي أو كما تقوم به شركات العلاقة العامة التي نستعين بها، إنما بحاجة لمن ينقل واقعنا ضمن سياقه التاريخي والسياسي والتنموي الصحيح.
المواجهة القادمة التي ستتعرض لها دولنا العربية التي أفشلت المخطط الأمريكي، ستكون خارج حدودها السياسية، والبحرين مثلما كانت هي أول الدول التي أفشلت المشروع الأمريكي داخل حدودها كانت هي أول من تلقى الهجمات الخارجية عليها، ومصر كانت التالية، والسلسلة ستبدأ في بقية الدول.. فهل نعي ذلك.
هذه الدول العربية تواجه مشروعاً أمريكياً واحداً لا داعي للدخول في تفاصيله فقد كتب عنه الكثير، وإن كانت البحرين وتلتها مصر أول من كشف المخطط وتصدى له ضمن حدود إقليمهما السياسي، فإن المشروع لم يمت وستكون المواجهة التالية خارج حدود دولنا السياسية، ستكون في العواصم الأوروبية وأولها بريطانيا وستكون في الإعلام الأمريكي وسيبقى أمننا القومي مهدداً ما لم ندرك بأن علينا نحن أيضاً نقل المواجهة من الداخل إلى الخارج وعدم الاكتفاء بالشكوى من جهل الإعلام الغربي بنا، أو الاعتماد على إعلامنا المحلي لمخاطبة الإعلام الغربي.
إن أهم أدوات ذلك المشروع في العواصم البريطانية الآن عبارة عن مجموعة من الشبكات المتحالفة تعمل في المساحة الإعلامية والحقوقية والحزبية السياسية هي التي توجه وسائل الإعلام وتوجه الرأي العام وتوجه أصحاب القرار الأوروبي والأمريكي لمهاجمة الدول العربية، وقد رصدت المليارات من الدولارات لهذا المشروع، بل إن هناك وقفاً أمريكياً وأكثر من صندوق يعمل على تنفيذ هذا المشروع «أمريكان أندوامنت فور ديموكرسي» كما لإيران مصلحة كذلك في تنفيذ هذا المشروع في منطقة الخليج العربي، ولذلك هناك وقف إيراني في بريطانيا مخصص لدعم هذه الشبكات ممثلاً في مؤسسة الأبرار وعقاراتها وهناك مؤسسات من معاهد ومنظمات يعتاش موظفوها على أساس تنفيذ مهمة مساعدة الجماعات الدينية في الشرق الأوسط للوصول لسدة الحكم تحت استراتيجية رديفة لاستراتيجية دعم الديمقراطية اسمها تمكين الأقلية.
فماذا أعد مسؤولو الإعلام العربي أو الخليجي -على أضعف الإيمان- من خطة ومن برامج من تمويل لهذه المواجهة القادمة؟
وقد تكون مناسبة المؤتمر الذي ينعقد الآن في المنامة حول الإعلام والأمن القومي فرصة لطرح هذه الأسئلة، فإن لم تكن هناك رؤية واضحة بأن الجولة القادمة سيكون موقعها العواصم البريطانية والأمريكية الثانية فتلك رؤية ناقصة.
إن لم تكن تعلم أن المواجهة موقعها بريطانيا وأمريكا وليس موقعها محلياً ومواجهتها إعلامياً لا تكون بتقوية محطتك أو قناتك الرسمية فذلك تضييع للمال وللوقت وللجهد.
انظر لمستوى تحالفاتك كإعلام خليجي هناك في تلك العواصم وليس هنا، وانظر لمفاتيحك التي تفتح لك أبواب تلك الوسائل الإعلامية ومراكز البحث والسلطات السياسية هناك، وانظر لمن أعددتهم ليكونوا متحدثين رسميين، ولمن ساعدتهم ودعمتهم ليكونوا متحدثين مدنيين، انظر لمن سيعبر عن وجهة نظرك هناك في بريطانيا وفي أمريكا وليس هنا.
مشكلتنا لن تكون مع الحكومة البريطانية أو الإدارة الأمريكية بشكل مباشر، مشكلتنا العظمى هي مع القوى العابرة للحدود، تخطيــط في بيروت، تمويل من إيـــران أو أمريكا، تنفيذ في باريس وهكذا، ولابد أن تداويها بالتي كانت هي الداء بتحالفات عابرة للحدود تتخطى الحكومات الأوروبية والأمريكية، وتلك ليست مهمة ملحقين إعلاميين في سفارتنا بل مهمة مراكز بحثية ومراكز ربط «كوربت كومينكيشن» خليجية في العاصمة البريطانية تحديداً، هذه مهمة شبكات خليجية وتحالفات رديفة تقوم بالدفاع وبالهجوم وتنطلق من ذات المواقع.
لابد للبحرين أن تقتنع هي أولاً بهذه الحقائق بموقع المعركة وطبيعة الحرب، ومن ثم عليها أن تقنع دول مجلس التعاون بأن الشبكات المضادة لنا خليجية عربية تضم أفراداً من دول مجلس التعاون وعراقيين ولبنانيين، وليست شبكات بحرينية فقط، ولا هي موجهة للبحرين فقط، وأن نشاط الجماعات الكويتية على سبيل المثال والمضادة للبحرين هناك ليست لدعم بحرينيين كما نتصور وأنه مجرد تعاطف مذهبي، لا بل كل دعم يقدم لهذه المجموعة هو جزء من المشروع الإيراني الأمريكي للمنطقة ككل، الحراك لابد أن يكون له ثقل خليجي، مراكز مشتركة، لأن القضية عربية والقضية خليجية.
كما إن لمخاطبة الرأي العام الأوروبي أو الأمريكي ولتوضيح حقيقة الواقع الخليجي لابد أن تكون مهمة مدنية وليست رسمية فقط، توضيح ونقل واقع دول مجلس التعــاون على صعيد التنمية وحقوق الإنسان وحقيقة التطورات السياسية فيها يحتاج لأصوات غير رسمية لإبرازها، يحتاج لشبكات حليفة تعمل على ربط الوسائل الإعلامية الدولية بشبكات خليجية وطنية تظهر الصورة الشمولية للواقع الخليجي.
بحاجة أيضاً لنقطة ارتكاز بحثي خليجي تتواصل مع بيوت الاستشارة ومراكز البحوث البريطانية، ومع الأسف ليس هناك التفاتة لأهمية هذه المصادر رغم كونها مزوداً أساسياً من مصادر المعلومات لأصحاب القرار البريطاني والأمريكي.
نحن بحاجة لخطاب إعلامي يتحرك هناك بلغة رصينة، بحاجة إلى دعمه بالحقائق والإثباتات والصور وتنمية قدرته على الجدل.
خطابنا هناك بحاجة إلى مساحة من الحركة والحرية، وتوازن في الطرح لا يحول دولنا إلى مدينة فاضلة في المدح وفي التلميع كما يفعل إعلامنا الرسمي أو كما تقوم به شركات العلاقة العامة التي نستعين بها، إنما بحاجة لمن ينقل واقعنا ضمن سياقه التاريخي والسياسي والتنموي الصحيح.
المواجهة القادمة التي ستتعرض لها دولنا العربية التي أفشلت المخطط الأمريكي، ستكون خارج حدودها السياسية، والبحرين مثلما كانت هي أول الدول التي أفشلت المشروع الأمريكي داخل حدودها كانت هي أول من تلقى الهجمات الخارجية عليها، ومصر كانت التالية، والسلسلة ستبدأ في بقية الدول.. فهل نعي ذلك.