السؤال عن الحل ومفتاحه للخروج من هذه الأزمة الكريهة، التي لا تستحقهــا البحرين ولا تليق بأهلها الطيبين، والذين عاشوا السنين الطويلة متصافين متحابين وعلى قلب رجل واحد، السؤال عــن الحــل صار هو أول الحديث بيــن أي اثنين يلتقيان في أي ساعة من ساعات الليل أوالنهار، والكثيرون صاروا يبادرون بطرح هذا السؤال بإلحاح إن التقوا بمن يعتقدون أنه يمتلك من المعلومات ما لا يتوفر لديهم كالصحافيين والنشطاء السياسيين ومن يقدرون أن له علاقة بمن يفترض أنه يمتلك معلومات أكثر. الانشغال بهذا السؤال لا تفسير له سوى أن الجميع ضاق بالأمر وصار يبحث عن نقطة لعلها تصلح كي توضع في نهاية السطر، فالجميع صار يدرك أنه كلما استمرت المشكلة كلما تعقدت وزادت المواقف السالبة الناتجة عنها وصار صعباً تقبل أحدنا للآخر.. وصارت مسألة العودة إلى كيف كنا صعبة للغاية بل مستحيلة وحلماً لا يتحقق.
هل من أخبار جديدة؟ هل تتم لقاءات في السر بين المعنيين؟ هل من مبادرات؟ هل يوجد شيء تحت الطاولة؟ ماذا يقول فلان؟ ماذا يقول علان؟ لماذا التقى السفير الفلاني بالمسؤول العلاني قبل يومين؟ ما هو دور الأمريكان؟ ما دور البريطانيين؟ هل سيفعل مجلس التعاون شيئاً؟ هل من مبادرة عربية؟ سمعنا كذا وكذا، ويقال كذا وكذا.. وأسئلة أخرى كثيرة صار يطرحها المواطن العادي البسيط بأسلوبه البسيط، يضيف إليها المثقفون والمتابعون للتطورات السياسية أسئلـــة أخرى أكثر عمقاً عن تأثير التقارب الأمريكي الإيراني على مجريات الأحداث في البحرين وعن تطورات الأوضاع من حولنا وغيرها من أسئلة كبيرة.
هذا هو ملخص حال أهل البحرين اليوم؛ القلق تفضحه العيون والأسئلة تتزاحم في الرؤوس فتتلعثم بها الألسنة أحياناً، لكن لا جواب يريح ولا باب أمل حقيقي ينفتح، وكلما شعر المواطنون أن المشكلة تقترب من الحل ظهر فجأة ما ينسف هذا الشعور نسفاً. حتى حوار التوافق الوطني الذي يعلم الجميع أنه الطريق الوحيد والذي لا مفر منه والذي تفاءل البعض به والبعض بالغ في التفاؤل تعطل فجأة بتعليق أحد الأطراف مشاركته فيه. من هنا يأتي السؤال الأكبر؛ ماذا بعد؟ ما الذي يمكن أن يحدث أيضاً؟ أم سيستمر الوضع هكذا ويكون الجميع فيه.. هكذا؟
الألم يعتصر قلب كل بحريني وكل محب للبحرين من المقيمين على أرضها، وهو يعتصر قلب كل تعاوني خليجي وكل عربي وكل متابع لما يجري في البحرين، فالمشكلة البحرينية غريبة عجيبة، فهي قياساً لما تعانيه بلدان أخرى تعتبر مشكلة بسيطة لكنها للأسف فيها من الخبايا والأسرار ما يعيق تكلل أي سعي بالنجاح. من البسطاء من قال إنها «عين ما صلت على النبي»، ومن المحللين السياسيين من ظل فاغراً فاه دهشاً وهو يتابع مشكلة تعتبر في كل الأحوال بسيطة، لكنها تتعقد يوماً بعد يوم ولا يجد لها أهلهـــا حلاً.
التجارب تؤكد أن الركون إلى الخارج في أي موضوع لا يجدي، فحل المشكلة البحرينية لن يأتي من الخارج وإن ظل الخارج بكل جزئياته مؤثراً فيها ولا يمكن تجاوزه. حل مشكلتنا يأتي من الداخل، بل ينبغي أن يأتي من الداخل كي يكون مناسباً وقابلاً للاستمرار. الانتظار حتى يأتي الحل من الخارج تعبير عن قلة خبرة وقلة دراية، والانتظار حتى تتغير الظروف الإقليمية وهم ينبغي عدم الركون إليه. لا سبيل لحل مشكلتنا سوى استمرارنا في الحوار. واستمرارنا في هذا الطريق يستوجب ابتعادنا عما سماه البعض «الدلع السياسي»، والابتعاد عن المصالح الضيقة والآنية.
هل من أخبار جديدة؟ هل تتم لقاءات في السر بين المعنيين؟ هل من مبادرات؟ هل يوجد شيء تحت الطاولة؟ ماذا يقول فلان؟ ماذا يقول علان؟ لماذا التقى السفير الفلاني بالمسؤول العلاني قبل يومين؟ ما هو دور الأمريكان؟ ما دور البريطانيين؟ هل سيفعل مجلس التعاون شيئاً؟ هل من مبادرة عربية؟ سمعنا كذا وكذا، ويقال كذا وكذا.. وأسئلة أخرى كثيرة صار يطرحها المواطن العادي البسيط بأسلوبه البسيط، يضيف إليها المثقفون والمتابعون للتطورات السياسية أسئلـــة أخرى أكثر عمقاً عن تأثير التقارب الأمريكي الإيراني على مجريات الأحداث في البحرين وعن تطورات الأوضاع من حولنا وغيرها من أسئلة كبيرة.
هذا هو ملخص حال أهل البحرين اليوم؛ القلق تفضحه العيون والأسئلة تتزاحم في الرؤوس فتتلعثم بها الألسنة أحياناً، لكن لا جواب يريح ولا باب أمل حقيقي ينفتح، وكلما شعر المواطنون أن المشكلة تقترب من الحل ظهر فجأة ما ينسف هذا الشعور نسفاً. حتى حوار التوافق الوطني الذي يعلم الجميع أنه الطريق الوحيد والذي لا مفر منه والذي تفاءل البعض به والبعض بالغ في التفاؤل تعطل فجأة بتعليق أحد الأطراف مشاركته فيه. من هنا يأتي السؤال الأكبر؛ ماذا بعد؟ ما الذي يمكن أن يحدث أيضاً؟ أم سيستمر الوضع هكذا ويكون الجميع فيه.. هكذا؟
الألم يعتصر قلب كل بحريني وكل محب للبحرين من المقيمين على أرضها، وهو يعتصر قلب كل تعاوني خليجي وكل عربي وكل متابع لما يجري في البحرين، فالمشكلة البحرينية غريبة عجيبة، فهي قياساً لما تعانيه بلدان أخرى تعتبر مشكلة بسيطة لكنها للأسف فيها من الخبايا والأسرار ما يعيق تكلل أي سعي بالنجاح. من البسطاء من قال إنها «عين ما صلت على النبي»، ومن المحللين السياسيين من ظل فاغراً فاه دهشاً وهو يتابع مشكلة تعتبر في كل الأحوال بسيطة، لكنها تتعقد يوماً بعد يوم ولا يجد لها أهلهـــا حلاً.
التجارب تؤكد أن الركون إلى الخارج في أي موضوع لا يجدي، فحل المشكلة البحرينية لن يأتي من الخارج وإن ظل الخارج بكل جزئياته مؤثراً فيها ولا يمكن تجاوزه. حل مشكلتنا يأتي من الداخل، بل ينبغي أن يأتي من الداخل كي يكون مناسباً وقابلاً للاستمرار. الانتظار حتى يأتي الحل من الخارج تعبير عن قلة خبرة وقلة دراية، والانتظار حتى تتغير الظروف الإقليمية وهم ينبغي عدم الركون إليه. لا سبيل لحل مشكلتنا سوى استمرارنا في الحوار. واستمرارنا في هذا الطريق يستوجب ابتعادنا عما سماه البعض «الدلع السياسي»، والابتعاد عن المصالح الضيقة والآنية.