منذ أن تعاملت مع التجربة الصوفية، ربما في بداية السبعينات أو نهاية الستينات، وأنا بين فترة وأخرى أتوقف أمام كلمة «مجاهدة». لأني أرى فيها الكثير من المعاني التي لا يمكن إمساكها باليد، واتفقت مع ناشر مختارات شعرية تحت عنوان «مجاهدات هاربة» والتي اشتغل عليها القاص والأديب المصري الدكتور خالد غازي، وصدرت في القاهرة في التسعينات، هذه المجاهدات كانت -وما زالت- جزءاً من تكوين تجربتي الشعرية، وأيضاً جزءاً من تركيبتي الحياتية.
والمجاهدة كما يطرحها من تعامل معها كمصطلح صوفي تعني في ما تعني الجهد؛ والجهد يعني البذل، وكما يقول المتمكنون في اللغة أن أصل الكلمة جاء من بذل المجهود العضلي والذهني والروحي، ومن استفراغ الطاقة.. فأي شخص إن بذل شيئاً من الطاقة يعتبر قد جاهد للحصول أو للوصول إلى ما يريد.
وبعيداً عن التفريق الواضح بين كلمة مجاهد وجهاد؛ فإننا نرى أن المجاهدة الحقيقية هي العمل على إيقاف السيلان العضلي والنفسي الذي يحاول السيطرة على النفس أو ذات الإنسان، لهذا نرى أن مجاهدة النفس ليست عملاً بدنياً بل هو عمل قلبي.
وكلمة مجاهدة، كما يرى أهل اللغة، غير كلمة جهاد؛ فمجاهدة على وزن مفاعلة من جهد، فهي أكثر قوة وأكثر بذلاً من كلمة جهاد. المجاهدة داخلية، الجهاد خارجي، المجاهدة لها علاقة بالطاقة الروحية، الجهاد علاقته مرتبطة بالطاقة العضلية والصوتية والذهنية. المجاهدة مرتبطة بشؤون السماء، الجهاد مرتبط بشؤون الأرض.
ترى كيف يمكننا مجاهدة أنفسنا دون الوقوع في فريسة اليومي المتحرك والمتغير؟ كيف لنا أن نكون كما نريد أن نكون؟
المجاهدة في تصوري دائماً تحتاج إلى الشغف، تحتاج إلى السير طويلاً في نفس الاتجاه الذي تدل عليه بوصلة قلبك، تحتاج إلى إرادة حقيقية لا تتأثر بالظروف التي تحدث أمامك ومن كل الجهات التي تحاصرك، المجاهدة هي أن تكون كما ترى نفسك هناك.
ربما أن الظروف التي تحيط بك قوية، بحيث إنها في الكثير من الأحيان تقوم بهزك، ربما تهتز قليلاً، لكن لا تغير قناعتك عما تريده، من خير لك ولمجتمعك الذي تنتمي إليه. انظر دائماً إلى مائدة الخير العامرة بما ترغب فيه، رغبة الغريق إلى رشف قطرة هواء أو رغبة العطشان إلى ملامسة قطرة الماء.
صحيح أن المجاهدة متعبة ومضنية، ولا يستطيع كل إنسان أن ينتصر على آلامها وأهوائها ومصاعبها، ولكن سميت بالمجاهدة، لأنها تريدك أن تبذل جهدك للوصول إلى ما تريد والحصول عليه. بالضبط كما يدرس الطلبة للحصول على أفضل الدرجات عند الامتحان، وأنت أيضاً لديك امتحاناتك الحياتية، إن لم تبذل الجهد الذي تستحقه الحياة فلن تحصل على الشهادة التي تطمح.
وأرى دائماً أننا نقوم بالمجاهدة في الكثير من يومنا المثقل بالعمل بصورة طبيعية وعفوية، فأنت تردد طوال اليوم اسم الله وتسبح بحمده وتشكره على نعمته، وتحلم برغباتك التي تأتي من السماء دون أن تؤثر على الآخرين أو تسحبها منهم.
كل ما تقوم به هو نوع من أنواع المجاهدة، نوع من أنواع التغلب على الأهواء الدنيوية الصغيرة، نوع من أنواع الانتصار على الذات الصغيرة الأنانية والاندماج بالذات العليا التي لا تحدها حدود ولا تحيطها الأغراض الفردية.
المجاهدة أن تكون أنت في قمة وعيك بذاتك، وقمة التحامك بكل ما هو جميل ورائع في هذا الكون، أو أنت تمر ضيفاً على هذه الحياة.
إذاً جاهد لتحصل ما تحلم.. جاهد لتكون أنت كما أنت؛ أجمل المخلوقات وأعظمها على وجه الأرض.
والمجاهدة كما يطرحها من تعامل معها كمصطلح صوفي تعني في ما تعني الجهد؛ والجهد يعني البذل، وكما يقول المتمكنون في اللغة أن أصل الكلمة جاء من بذل المجهود العضلي والذهني والروحي، ومن استفراغ الطاقة.. فأي شخص إن بذل شيئاً من الطاقة يعتبر قد جاهد للحصول أو للوصول إلى ما يريد.
وبعيداً عن التفريق الواضح بين كلمة مجاهد وجهاد؛ فإننا نرى أن المجاهدة الحقيقية هي العمل على إيقاف السيلان العضلي والنفسي الذي يحاول السيطرة على النفس أو ذات الإنسان، لهذا نرى أن مجاهدة النفس ليست عملاً بدنياً بل هو عمل قلبي.
وكلمة مجاهدة، كما يرى أهل اللغة، غير كلمة جهاد؛ فمجاهدة على وزن مفاعلة من جهد، فهي أكثر قوة وأكثر بذلاً من كلمة جهاد. المجاهدة داخلية، الجهاد خارجي، المجاهدة لها علاقة بالطاقة الروحية، الجهاد علاقته مرتبطة بالطاقة العضلية والصوتية والذهنية. المجاهدة مرتبطة بشؤون السماء، الجهاد مرتبط بشؤون الأرض.
ترى كيف يمكننا مجاهدة أنفسنا دون الوقوع في فريسة اليومي المتحرك والمتغير؟ كيف لنا أن نكون كما نريد أن نكون؟
المجاهدة في تصوري دائماً تحتاج إلى الشغف، تحتاج إلى السير طويلاً في نفس الاتجاه الذي تدل عليه بوصلة قلبك، تحتاج إلى إرادة حقيقية لا تتأثر بالظروف التي تحدث أمامك ومن كل الجهات التي تحاصرك، المجاهدة هي أن تكون كما ترى نفسك هناك.
ربما أن الظروف التي تحيط بك قوية، بحيث إنها في الكثير من الأحيان تقوم بهزك، ربما تهتز قليلاً، لكن لا تغير قناعتك عما تريده، من خير لك ولمجتمعك الذي تنتمي إليه. انظر دائماً إلى مائدة الخير العامرة بما ترغب فيه، رغبة الغريق إلى رشف قطرة هواء أو رغبة العطشان إلى ملامسة قطرة الماء.
صحيح أن المجاهدة متعبة ومضنية، ولا يستطيع كل إنسان أن ينتصر على آلامها وأهوائها ومصاعبها، ولكن سميت بالمجاهدة، لأنها تريدك أن تبذل جهدك للوصول إلى ما تريد والحصول عليه. بالضبط كما يدرس الطلبة للحصول على أفضل الدرجات عند الامتحان، وأنت أيضاً لديك امتحاناتك الحياتية، إن لم تبذل الجهد الذي تستحقه الحياة فلن تحصل على الشهادة التي تطمح.
وأرى دائماً أننا نقوم بالمجاهدة في الكثير من يومنا المثقل بالعمل بصورة طبيعية وعفوية، فأنت تردد طوال اليوم اسم الله وتسبح بحمده وتشكره على نعمته، وتحلم برغباتك التي تأتي من السماء دون أن تؤثر على الآخرين أو تسحبها منهم.
كل ما تقوم به هو نوع من أنواع المجاهدة، نوع من أنواع التغلب على الأهواء الدنيوية الصغيرة، نوع من أنواع الانتصار على الذات الصغيرة الأنانية والاندماج بالذات العليا التي لا تحدها حدود ولا تحيطها الأغراض الفردية.
المجاهدة أن تكون أنت في قمة وعيك بذاتك، وقمة التحامك بكل ما هو جميل ورائع في هذا الكون، أو أنت تمر ضيفاً على هذه الحياة.
إذاً جاهد لتحصل ما تحلم.. جاهد لتكون أنت كما أنت؛ أجمل المخلوقات وأعظمها على وجه الأرض.