ونحن نعبر طرق الحياة غير السالكة والملتوية في أكثر الأحيان، نتصور ألا رقابة على أفعالنا، ولا رقابة على سلوكنا، خصوصاً إذا كانت هذه الأفكار لم تخرج من داخلنا مباشرة إلى الآخرين، أو كان سلوكنا بعيداً عن الأعين التي نتعامل معها في حياتنا اليومية. لكن هناك نوعاً من الرقابة، سوف أتحدث عنه بعد القصة الجميلة التي قرأتها في صفحة الصديق الفنان البحريني الجميل محمد عبدالرحيم، قرأت هذه القصة المعبرة فأحببت أن أنقلها لكم كما هي، لعلّ واحداً منا يستفيد، إذا ما عاش هذا الموقف ومر بهذا الظرف.
تقول القصة أو الحكاية.. منذ سنوات انتقل أحد المسلمين للسكن في مدينة لندن في بريطانيا ليقترب قليلاً من مكان عمله، وكان يركب الباص دائماً من منزله إلى مكان عمله، بعد انتقاله بأسابيع وخلال تنقله بالباص كان أحياناً كثيرة يستقل نفس الباص بنفس السائق.
ذات مرة دفع أجرة الباص، وبعدما جلس اكتشف أن السائق أعاد له 20 بنساً «130 فلساً» زيادة عن المفترض من الأجرة، فكر المسلم وقال لنفسه إن عليه إرجاع المبلغ الزائد لأنه ليس من حقه.
ثم فكر مرة أخرى وقال في نفسه: «إنسَ الأمر؛ فالمبلغ زهيد وضئيل ولن يهتم به أحد، كما إن شركة الباصات تحصل على الكثير من المال من أجرة الباصات ولن ينقص عليهم شيء بسبب هذا المبلغ». إذاً سأحتفظ بالمال وأعتبره هدية من الله وأسكت.
توقف الباص عند المحطة التي يريدها المسلم، لكنه قبل أن يخرج من الباب توقف لحظة ومد يده وأعطى السائق العشرين بنساً وقال له: «تفضل، أعطيتني أكثر مما أستحق من المال!».
أخذها السائق وابتسم وسأله: «ألست الساكن المسلم الجديد في هذه المنطقة؟ إني أفكر منذ فترة في الذهاب إلى مسجدكم للتعرف على الإسلام، ولقد أعطيتك المبلغ الزائد عمداً لأرى كيف سيكون تصرفك!».
وعندما نزل المسلم من الباص شعر بضعف في ساقيه وكاد أن يقع أرضاً من رهبة الموقف، فتمسك بأقرب عمود ليستند عليه ونظر إلى السماء ودعا باكياً: «يا الله، كنت سأبيع الإسلام بعشرين بنساً!».
ليس الدين فقط ما يمكن أن يبيعه هذا الإنسان؛ إنما سيبيع معناه، يبيع نفسه الإنسانية التي فطر عليها، لهذا قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم «استفت قلبك»، لأن القلب هو الرقيب الحقيقي، كل نبضة من قلبك تراقب نواياك وأفكارك، وكل الأحاديث التي تتكلم فيها مع نفسك.
عقل هذا الإنسان قال له؛ شركة الباصات تحصل على الكثير من المال من أجرة الباصات ولن ينقص عليهم شيء بسبب هذا المبلغ. إذاً سأحتفظ بالمال وأعتبره هدية من الله وأسكت، ولكن القلب أوقفه: «تفضل، أعطيتني أكثر مما أستحق من المال».
هذا هو الفرق الواضح بين رؤية القلب ورؤية العقل.
فالرقابة إذاً ليست في الخارج إنما في الداخل، في حركة القلب الذي يرى ما لا نراه ويسمع ما لا نسمع ويشعر بما لا نشعر.
اترك نفسك لمراقبة القلب وبذلك تنجو من العار الذي سوف يلاحقك إذا عشت عبداً لأهواء العقل أو المنطق أو المصلحة، فالقلب لا ينسى أية حركة قمت بها من أول نبضات الوعي إلى مغادرتك هذا العالم.
تعامل بالقلب وستجد أن العالم كله يصغى إلى معزوفته الكونية.
{{ article.visit_count }}
تقول القصة أو الحكاية.. منذ سنوات انتقل أحد المسلمين للسكن في مدينة لندن في بريطانيا ليقترب قليلاً من مكان عمله، وكان يركب الباص دائماً من منزله إلى مكان عمله، بعد انتقاله بأسابيع وخلال تنقله بالباص كان أحياناً كثيرة يستقل نفس الباص بنفس السائق.
ذات مرة دفع أجرة الباص، وبعدما جلس اكتشف أن السائق أعاد له 20 بنساً «130 فلساً» زيادة عن المفترض من الأجرة، فكر المسلم وقال لنفسه إن عليه إرجاع المبلغ الزائد لأنه ليس من حقه.
ثم فكر مرة أخرى وقال في نفسه: «إنسَ الأمر؛ فالمبلغ زهيد وضئيل ولن يهتم به أحد، كما إن شركة الباصات تحصل على الكثير من المال من أجرة الباصات ولن ينقص عليهم شيء بسبب هذا المبلغ». إذاً سأحتفظ بالمال وأعتبره هدية من الله وأسكت.
توقف الباص عند المحطة التي يريدها المسلم، لكنه قبل أن يخرج من الباب توقف لحظة ومد يده وأعطى السائق العشرين بنساً وقال له: «تفضل، أعطيتني أكثر مما أستحق من المال!».
أخذها السائق وابتسم وسأله: «ألست الساكن المسلم الجديد في هذه المنطقة؟ إني أفكر منذ فترة في الذهاب إلى مسجدكم للتعرف على الإسلام، ولقد أعطيتك المبلغ الزائد عمداً لأرى كيف سيكون تصرفك!».
وعندما نزل المسلم من الباص شعر بضعف في ساقيه وكاد أن يقع أرضاً من رهبة الموقف، فتمسك بأقرب عمود ليستند عليه ونظر إلى السماء ودعا باكياً: «يا الله، كنت سأبيع الإسلام بعشرين بنساً!».
ليس الدين فقط ما يمكن أن يبيعه هذا الإنسان؛ إنما سيبيع معناه، يبيع نفسه الإنسانية التي فطر عليها، لهذا قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم «استفت قلبك»، لأن القلب هو الرقيب الحقيقي، كل نبضة من قلبك تراقب نواياك وأفكارك، وكل الأحاديث التي تتكلم فيها مع نفسك.
عقل هذا الإنسان قال له؛ شركة الباصات تحصل على الكثير من المال من أجرة الباصات ولن ينقص عليهم شيء بسبب هذا المبلغ. إذاً سأحتفظ بالمال وأعتبره هدية من الله وأسكت، ولكن القلب أوقفه: «تفضل، أعطيتني أكثر مما أستحق من المال».
هذا هو الفرق الواضح بين رؤية القلب ورؤية العقل.
فالرقابة إذاً ليست في الخارج إنما في الداخل، في حركة القلب الذي يرى ما لا نراه ويسمع ما لا نسمع ويشعر بما لا نشعر.
اترك نفسك لمراقبة القلب وبذلك تنجو من العار الذي سوف يلاحقك إذا عشت عبداً لأهواء العقل أو المنطق أو المصلحة، فالقلب لا ينسى أية حركة قمت بها من أول نبضات الوعي إلى مغادرتك هذا العالم.
تعامل بالقلب وستجد أن العالم كله يصغى إلى معزوفته الكونية.