استهلت مملكة البحرين مساء اليوم الثلاثاء عروض المهرجان الخليجي المسرحي الثالث لذوي الاعاقة الذي يستمر حتى 10 من ديسمبر الجاري وذلك من خلال مسرحية بعنوان "عندما يبتسم المطر" من تأليف جمال الصقر، إخراج محمود اسماعيل، تمثيل وليد حسن بشير، زهراء خليل، نادر أحمد الشيخ، وآخرون.
وأكد مخرج العمل محمود اسماعيل واصفا العمل بالطريف، فرسالة العمل الأسمى هي أن المعاق يستطيع أن يمثل في أي نوع من أنواع الأعمال والمسارح، ونعد بتفجير مفاجأة في المشهد الأخير في المسرحية وذلك من خلال تجربة نعيشها مع الجمهور".
وأوضح أن "قصة العمل تدور حول مجموعة من الممثلين على خشبة المسرح ويبدأ رئيس الفرقة بتوزيع الأدوار وتبدأ الاحداث، فهي بمثابة مسرحية داخل مسرحية". وأشار إلى أنه كمخرج مبتدئ واجه صعوبة في توصيل الفكرة للشخص الكفيف، ولكنه أعجب بإصرارهم وتحديهم لأنفسهم قبل أن يتحدوا العمل. وعن سر اسم العمل "عندما يبتسم المطر" قال أن الاسم غريب يهدف إلى شد الجمهور ويوحي برسالة الاصرار وتحقيق المستحيل الذي يجسدها المعاق".
والتقينا بمجموعة من ذوي الإعاقة وأولهم الممثل وليد حسن بشير الذي يجسد شخصية مخرج تقليدي وأفكاره تقليدية قديمة، ومصر على البقاء عليها، ووليد حديث على الإعاقة فلقد أصبح كفيفا قبل حوالي عشر سنوات ولكنك قد تشك في أنه كفيف نظرا لبصيرته الواضحة في الأداء ووصف تجربته قائلا "بالنسبة لهذه التجربة فهي الأولى لي في مجال التمثيل، وكنت أتساءل في البداية كيف سأتعامل مع خشبة المسرح والمخرج ومع زملائي أصحاب الإعاقة عليها، ولكن وجدت أنني مع البروفات والتمرينات، استطعت اعتياد الأمر وذلك باعتمادي على الحفظ والخارطة الذهنية. وأكد أن "الرسالة التي يريد العمل إيصالها أنه لا يوجد هناك مستحيل، فهناك تحد وحدود يجب علينا كسرها".
زهراء خليل ممثلة كفيفة ولكنك قد لا تصدق ذلك عندما تراها تمثل على خشبة المسرح، فسبق لها أن مثلت في مسرحية بعنوان "تعالوا ننتظر" لمسرح أوال وتجسد في مسرحية "عندما يبتسم المطر" شخصية تدعى "سارة" وهي زوجة المخرج فالح وتقول عن دورها "أحاول أن أقنع زوجي المخرج أن يتخلى عن تقليديته التي يتمسك بها". وأكدت أن تجربتها مختلفة عن تجربة مسرحية تعالوا "ننتظر"، وقالت "هذه تجربتي الثانية كعمل مسرحي والأولى مع الاشخاص من ذوي الاعاقة، فعند العمل معهم تشعرين أن الجميع يعيشون الحالة التي تصيبك". وبالنسبة للاختلاف بين العمل مع أصحاب الاعاقة عن دونهم قالت أن الاختلاف الوحيد يمكن في فكرة الناس في التعامل مع المعاق". وأوضحت أنها ليست خائفة من التجربة وإنما ما تشعر به توتر طبيعي نتيجة دخول أي عمل.
من جهة اخرى فإن الممثل نادر أحمد الشيخ من مركز الحراك الدولي والذي يشارك في هذه المسرحية كتجربته الأولى قد تدهشك سرعة تحركه ولا تدرك أنه ينتقل بواسطة الكرسي المتحرك وذلك نتيجة تشخيص طبي خاطئ منذ أن كان في عمر السنة حيث يجسد شخصية المنتج، وقال أتمنى أن يحوز العمل على رضا الجمهور". وأوضح أنه شارك في المسرحية نظرا لحبه للتمثيل، وكذلك بسبب تشجيع رئيس الوفد البحريني والمشرفة على العمل فاتن كمال". وقال إن رسالة النص هو أنه لا يوجد مستحيل بالنسبة للمعاق، ففي الدول المتقدمة وفي هوليوود هناك من هو معاق وهناك من أصبح معاقا ولازال مستمرا في التمثيل".