يتبادل عبر جميع وسائل التواصل الاجتماعي (التوتير والانستغرام والفيس بوك والواتس آب) صور لمواكب للعزاء غريبة على المجتمع البحريني، والعزاء ليس مسألة جديدة إنما الجديد هي تلك الصور والممارسات التي هي أقرب إلى الإعلان الحربي لا العزاء على الحسين سيد شهداء الجنة.
أما الأغرب فهو الكم الهائل من التعليقات التي يشارك بها المتابعون على تلك الوسائل وهي ـ مع الأسف- حافلة بكم كبير من الشتم والسب واللعن والتحسب المصاحب لهذه الصور وبلغ بالآلاف، والسنة موجودون مع الشيعة ويشاهدون مواكب العزاء من قرون وليس من اليوم.
بلغنا من الكبر عتياً ومر علينا ما يقارب الستين عاشوراء شهدنا عاشوراء السبعينات والتسعينات حتى الألفين (قبل الستينات كنت في الكويت وأول مرة أسمع عن شيء اسمه سنة شيعة حين انتقلنا للبحرين وكان ذلك عام 1970 وكان عمري وقتها 14عاماً).
بحارنة المحرق و«العرب» أي السنة، كانوا شركاء في إحياء مواسم عاشوراء شاركوهم في تنظيم المواكب وفي تقديم الماء للمعزين وفي الطبخ في مآتمهم وفي توزيع «عيش الحسين»، يراعي فيها البعض بعضهم بكل مودة وكل احترام.
الروح السائدة كانت انسجاماً وصل إلى حد السماح بتبادل القفاشات حول معتقدات بعضهم البعض حتى في تلك المناسبة مثلما كانوا يتبادلون عبارة مأجورين، كانت الأريحية بينهم تسمح بهكذا حوار وهكذا نقاش حتى في هكذا مناسبات، لم تعرف البحرين حــوادث فتن طائفية في عاشوراء طوال تاريخ التعايش الشيعي السني الذي امتد إلى قرون إلا ما حدث في عام 1953 وكانت قصيرة بل كانت سبباً لقيام الاتحاد الوطني، فالأصل التسامح كان غالباً والبحرين كانت فعلاً أولاً.
عدد مرتادي مواكب العزاء الذين يقفون يتفرجون ويشاركون الشيعة على جانبي الطريق من السنة أكثر من الشيعة، كانت أمهاتنا تكثر من النذور تلك الأيام تبركاً بها.
من الأحساء ومن الكويت ومن كل دول الخليج يتقاطر الشيعة ليمارسوا عقائدهم بكل حرية في بلد لطالما كان قبلة لكل مضطهد دينياً وقبلة للحريات والاحترام المتبادل ورغم صعوبة التنقل حينها إلا أن بيوت أهل البحرين كانت تمتلئ بشيعة الخليج، لم يتدخل أحد في عقائد أحد، كل وجد طريقه لربه، إنما الأهم أننا وجدنا طريقنا لبعض وحدتنا البحرين، هكذا كانت البحرين في محرم، فأين هذه الروح؟ أين عاشوراء زمان؟ أين بحارنة زمان؟ التشيع ليس جديداً والنظام السياسي لم يتغير، فما الذي دخل إذاً على الخط وقلب الحال؟.
آباء الذي سيروا مواكب «المليشيات» اليوم وآباء الذين سودوا علم بلادهم اليوم، كانوا شيعة وكانوا يعزون في عاشوراء متدينين وفق معتقداتهم بكل حرية لكنهم احترموا أنفسهم واحترمهم الجميع، وكانت البحرين كلها نظاماً وشعباً يحترم ويقدر حرياتهم ومعتقداتهم، لأن عزاءهم كان للحسين ومن أجله حينها والحسين لنا كلنا، راياتهم رفعت له، وعزاؤهم كان له خالصاً، أما اليوم نرى بحارنة لا نعرفهم، وعزاء لا نعرفه، ورايات تقطر حقداً ومواكب تنذر شرراً وهذا ليس للحسين فلا (يرهم) هذا بذاك، لاعاشوراء يدعو لها ولا الحسين يدعو لهذا ولا آباؤهم كانوا يعزون لهذا؟.
ومــن أجــــل الحسيــــــن .. مـــــن أجــــل الحسيــــــن أعيــــدوا لنــــا تلك الروح، من أجل الحسين أعيدوا لنا عاشوراء زمان، من أجل الحسين أعيدوا لنا بحارنة زمــان.
أما الأغرب فهو الكم الهائل من التعليقات التي يشارك بها المتابعون على تلك الوسائل وهي ـ مع الأسف- حافلة بكم كبير من الشتم والسب واللعن والتحسب المصاحب لهذه الصور وبلغ بالآلاف، والسنة موجودون مع الشيعة ويشاهدون مواكب العزاء من قرون وليس من اليوم.
بلغنا من الكبر عتياً ومر علينا ما يقارب الستين عاشوراء شهدنا عاشوراء السبعينات والتسعينات حتى الألفين (قبل الستينات كنت في الكويت وأول مرة أسمع عن شيء اسمه سنة شيعة حين انتقلنا للبحرين وكان ذلك عام 1970 وكان عمري وقتها 14عاماً).
بحارنة المحرق و«العرب» أي السنة، كانوا شركاء في إحياء مواسم عاشوراء شاركوهم في تنظيم المواكب وفي تقديم الماء للمعزين وفي الطبخ في مآتمهم وفي توزيع «عيش الحسين»، يراعي فيها البعض بعضهم بكل مودة وكل احترام.
الروح السائدة كانت انسجاماً وصل إلى حد السماح بتبادل القفاشات حول معتقدات بعضهم البعض حتى في تلك المناسبة مثلما كانوا يتبادلون عبارة مأجورين، كانت الأريحية بينهم تسمح بهكذا حوار وهكذا نقاش حتى في هكذا مناسبات، لم تعرف البحرين حــوادث فتن طائفية في عاشوراء طوال تاريخ التعايش الشيعي السني الذي امتد إلى قرون إلا ما حدث في عام 1953 وكانت قصيرة بل كانت سبباً لقيام الاتحاد الوطني، فالأصل التسامح كان غالباً والبحرين كانت فعلاً أولاً.
عدد مرتادي مواكب العزاء الذين يقفون يتفرجون ويشاركون الشيعة على جانبي الطريق من السنة أكثر من الشيعة، كانت أمهاتنا تكثر من النذور تلك الأيام تبركاً بها.
من الأحساء ومن الكويت ومن كل دول الخليج يتقاطر الشيعة ليمارسوا عقائدهم بكل حرية في بلد لطالما كان قبلة لكل مضطهد دينياً وقبلة للحريات والاحترام المتبادل ورغم صعوبة التنقل حينها إلا أن بيوت أهل البحرين كانت تمتلئ بشيعة الخليج، لم يتدخل أحد في عقائد أحد، كل وجد طريقه لربه، إنما الأهم أننا وجدنا طريقنا لبعض وحدتنا البحرين، هكذا كانت البحرين في محرم، فأين هذه الروح؟ أين عاشوراء زمان؟ أين بحارنة زمان؟ التشيع ليس جديداً والنظام السياسي لم يتغير، فما الذي دخل إذاً على الخط وقلب الحال؟.
آباء الذي سيروا مواكب «المليشيات» اليوم وآباء الذين سودوا علم بلادهم اليوم، كانوا شيعة وكانوا يعزون في عاشوراء متدينين وفق معتقداتهم بكل حرية لكنهم احترموا أنفسهم واحترمهم الجميع، وكانت البحرين كلها نظاماً وشعباً يحترم ويقدر حرياتهم ومعتقداتهم، لأن عزاءهم كان للحسين ومن أجله حينها والحسين لنا كلنا، راياتهم رفعت له، وعزاؤهم كان له خالصاً، أما اليوم نرى بحارنة لا نعرفهم، وعزاء لا نعرفه، ورايات تقطر حقداً ومواكب تنذر شرراً وهذا ليس للحسين فلا (يرهم) هذا بذاك، لاعاشوراء يدعو لها ولا الحسين يدعو لهذا ولا آباؤهم كانوا يعزون لهذا؟.
ومــن أجــــل الحسيــــــن .. مـــــن أجــــل الحسيــــــن أعيــــدوا لنــــا تلك الروح، من أجل الحسين أعيدوا لنا عاشوراء زمان، من أجل الحسين أعيدوا لنا بحارنة زمــان.