سألني أحد الإعلاميين الخليجيين مندهشاً؛ سمعتُ من بعضهم أن لديكم في البحرين أطباء لم يتم توظيفهم منذ أكثر من عام؟ فقلت له: نعم، فقال لي: هل تعلم أن الأطباء الكويتيين يتم توظيفهم مباشرة بعد تخرجهم، ومن لم يوظَّف منهم، فإن وزارة الصحة تقوم بصرف رواتب لهم كل شهر حتى وهم في منازلهم.
تم الاتصال بالأطباء الجدد وإعطاؤهم كافة الأوراق الرسمية لتخليصها من أجل استكمال توظيفهم بشكل رسمي في مجمع السلمانية الطبي، هذا الكلام قبل نحو شهرين، لكن وإلى الآن لم يتم الاتصال بهم كي «يداوِموا»، فالصحة ترمي بهذه المشكلة على ديوان الخدمة المدنية، وأحيانا يتعللون بعدم وجود ميزانية لهم.
ليس هذا فحسب؛ بل حين يقوم بعض الأطباء بمراجعة قسم الموارد البشرية بوزارة الصحة، فإنهم يتعرضون لبعض من التجريح والكثير من الإهانات، وكأنهم «طراروه» وليسوا أطباء، هذا ناهيكم عن بعض حركات الشللية والمحسوبية المعروفة هناك، والتي تعمل في الخفاء في قسم الموارد البشرية بوزارة الصحة، فيقدمون أوراق أطباء يعملون أقاربهم كمستشارين ومسؤولين في السلمانية على أوراق غيرهم ممن لا يملك «واسطة» أو لا يعرفون أحدا هناك!!
لا نعلم حقيقة متى سيتم توظيف هؤلاء الأطباء، وبكل صراحة نقولها، كفاية إهانة للطاقات البحرينية يا وزير الصحة، فأنت المسؤول الأول عن تعطيل ملف توظيف هؤلاء الأطباء وليس أحداً سواك.
مسألة أخرى؛ وهو حين تم إعلان نتائج توظيف هؤلاء الأطباء، استثنت منهم وزارة الصحة ولأسباب غير واضحة 13 طبيبا، هؤلاء الأطباء كانوا من المتفوقين وليس لديهم أي مشاكل تذكر على كل الأصعدة، هنا سنتحدث عن مشكلتهم أيضاً.
الأطباء الـ 13 كانوا ضمن الذين تجاوزوا امتحان القبول وبقوة مع بقية من تم قبولهم، ولكن تم استثناؤهم من التوظيف الأخير، وحين راجعوا وكيل وزارة الصحة حول هذا الأمر، أخبرتهم بأنهم سوف يكونون في قائمة الذين سيتم توظيفهم مع الدفعة التي تم الاتصال بهم مؤخرا، ومع ذلك فإن الأطباء الـ 13 يشعرون أن وزارة الصحة تماطل في توظيفهم، حتى وصل بهم الأمر ومن أجل الضغط على هؤلاء الأطباء وثنيهم عن مطالبتهم بتوظيفهم أن طلبوا من بعضهم تغيير رغباتهم وتخصصاتهم التي وافقت عليها وزارة الصحة قبل ذلك، وهذه هي لا غيرها سياسة التطفيش!
مؤخرا وبعد أن راجع الأطباء الـ 13 وزارة الصحة حول مسألة توظيفهم، تفاجأوا بأن أسماءهم تم سحبها من قائمة التوظيف، لأنه لم يصدر أي أمر رسمي بشأنهم، وحين شعرتْ الصحة بأن هؤلاء النفر من الأطباء مصرين على أنْ يُوَظَّفُوا في هذا العام وليس في الأعوام المقبلة، بدأت الوزارة بإعطائهم وعودا كعادتها، وقالت لهم بأن توظيفكم تحت المتابعة.
وكيل وزارة الصحة تؤكد لهؤلاء الأطباء بأن أمرهم محسوم من طرف الصحة، وهو حاليا في أروقة ديوان الخدمة المدنية وينتظرون رأي الديوان، بينما يؤكد أهل الديوان بأن الموضوع ما زال بيد وكيل وزارة الصحة.
هذا التقاذف المُهين لخيرة أبناء الوطن من طرف موظفين يعملون في مؤسسات الدولة التي تصرف لهم رواتبهم كل شهر، يعتبر من أصدق مضامين تهميش الطاقات البحرينية الوطنية والاستخفاف بها، ومن هنا والحال هذا؛ فإننا ننصح أبناءنا الطلبة أن لا يدرسوا أشرف المهن الإنسانية عبر تاريخ الإنسان «الطب»، لأن مصيرهم سيكون أن يتلاعب بعض الموظفين بهم ليعيشوا تحت رحمتهم.
وزير لا يعلم ما يجري لهؤلاء الأطباء، وموظف يقول لهم «لا تْحِنون علينا وايد»، أما جمعية الأطباء فنتمنى من أي مواطن يمر بالقرب من مقرهم أن يدخل فيه لأجل أن يوقظهم من سباتهم، ليخبرهم أن هنالك أطباء يعيشون أوضاعاً صعبة للغاية وهم رقود، فكيف لا يكون وهذا البرود من طرف أعضاء الجمعية، وهم من يملكون مناصب جيدة في وزارة الصحة، وبعضهم لديهم عيادات خاصة تدر عليهم ذهبا، فهل عرفتم الآن أيها الأطباء، لماذا لا يعلم بحالكم كل أعضاء جمعية الأطباء؟ ولماذا لا تقدر وزارة الصحة كل الصحة مشكلتكم؟

.. للحديث بقية