لفت نظري الموقع الذي اتخذته صور الإرهاب والتخريب الذي حدث في البديع يوم الجمعة في صحافة يوم السبت بما فيهم صحيفة الوسط. فجميع الصحف نشرت الصورة والخبر في النصف الأسفل من الصفحة الأولى ومساحته كانت صغيرة جداً، وبعض الصحف لم ينشر الخبر على الأولى.
اللافت للنظر أكثر هو تصريح لعضو الوفاق جليل خليل حول عدم تنفيذ توصيات لجنة أملاك الدولة!! (إشدخل)؟!!
إذ بغض النظر عن وقوفنا مع لجنة التحقيق في أملاك الدولة حينها وبشدة، وكذلك بغض النظر مع اتفاقنا مع ضرورة متابعة تنفيذ التوصيات فيها و بشدة أيضاً، إلا أن توقيت عرض التصريح الآن ليس عبثاً ولا يأتي ضمن سياقه الطبيعي، فهل هي محاولة لإعادة تسويق صورة البرلماني الوفاقي، أي صورة الوفاقي عضو الجمعية السياسية (الطبيعي) القابل للاندماج بحرينياً، والذي تعامل معه المجتمع البحريني بكل أريحية وود حين كان عضواً برلمانياً، بل ووضعت كل الكتل يدها في يده ونشرت كل الصحف تصريحاته وتابعته بأريحية دون أي حساسية، ووقفت البحرين كلها بالإجماع مع توجهات عمل لجان التحقيق التي اشتركوا فيها دون تفرقه بين عضو و آخر (لاحظوا أنني أتكلم على عضو جمعية لا على إنسان شيعي).
أن يتصدر تصريح وصورة لخبر عن إحدى اللجان التي شاركت فيها الوفاق في البرلمان من اللا مناسبة (أوت أوف ذا بلو) في الصفحة الأولى، تزامناً مع نزول خبر المتظاهرين المخربين إلى أسفل الصفحة الأولى فذلك مؤشر له دلالاته الكثيرة على التوجه «الإعلامي» المستقبلي لأحد الأجنحة الوفاقية، فهل سنرى في القريب مزيداً من الترويج الإعلامي لإعادة الاعتبار لشخصيات وفاقية انخرطت في العمل البرلماني وشاركت الكتل الأخرى عملها الرقابي الدستوري تمهيداً لعودة الحياة (الطبيعية) للوفاق كجمعية سياسية؟
وهل سنرى ترويجاً إعلامياً لبعض الشخصيات الوفاقية على حساب القيادات التقليدية التي أودت بالتيار كله إلى الهاوية بسوء إدارتها للجمعية؟ وهل ستقف الوجوه التقليدية في وجه هذه المحاولة وتدافع عن مواقعها دون مقاومة؟ وهل الشخصيات التي يتم إعادة تسويقها قادرة على السير على الحبلين؟ وهل درست هذه الخطوة جيداً؟ ففشلها يعني وأداً لجمعية سياسية عاشت لعشر سنوات ثم انتحرت!!.
آخر الأسئلة وهو السؤال الأهم إلى أي مدى ممكن أن يتقبل المجتمع البحريني إعادة تسويق وجوه حرقتها الأزمة؟