في منتدى الإعلام السياسي، الذي نظمه معهد البحرين للتنمية السياسية، طرحت موضوعات مهمة يستحق بعضها ندوات خاصة وجلسات حوارية معمقة، من بينها الإعلام الإلكتروني بواجهته الجديدة شبكات التواصل الاجتماعي، وانصب أكثر النقاش حول اكتساح تلك الشبكات على فاعلية الإعلام العادي وتقليلها من دوره في بث الأخبار.
غير أن ثمة موضوعات مهمة في هذا الصدد تغيب عن أغلب المناقشات المخصصة للإعلام الإلكتروني، وربما يعود السبب لقلة الدراسات العلمية فيها، أو عدم وعي أغلب قطاعات المجتمع بخطورة تلك القضايا.
من أخطر الظواهر التي صار الإعلام الإلكتروني يعبر عنها ويترجمها هي قضية تشكيل الرأي العام والتعبير عنه بأسلوب يختلف سرعة وفاعلية عن الأدوات القديمة.
وهذه الظاهرة ترتبط بأسباب عديدة منها صيرورة شبكات التواصل الاجتماعي إلى منابر إعلامية فردية قادرة على البث والتجاوب دون الحواجز البيروقراطية التي تسيطر على وسائل الإعلام التقليدية.
فعلى سبيل المثال حين يبث الدكتور محمد البرادعي تغريدة من حسابه في «تويتر»، في الظروف الخاصة بمصر حالياً وفي الظروف الخاصة بوضعه هو شخصياً، فإن وسائل الإعلام العالمية تبدي اهتماماً كبيراً بتلك التغريدة فضلاً عن التفاعل الشعبي الذي ينتج عنها.
كما إن شخصية سياسية حاكمة مثل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد أحدث نقلة نوعية في استخدام حساباته الإلكترونية حين كان أول مسؤول عربي يعلن عن قرارات رسمية تضمن أحدها تغييراً وزارياً عبر حاسبه الشخصي على تويتر، وحين استخدم حسابه الشخصي على تويتر للإعلان عن مبادرة تطوير قطاعي التعليم والصحة، وفتح المجال لعامة المهتمين في دولة الإمارات وخارجها لتقديم مقترحاتهم عبر حسابه الشخصي على تويتر.
من جهة أخرى فإن ثمة مغردين على تويتر وأصحاب حسابات على الفيسبوك من عامة الناس لهم منطقهم الخاص في الطرح ولهم آراءهم القريبة من الشارع، يمتلكون أعداداً كبيرة من المتابعين المؤيدين لهم، وهم قادرون على التأثير والتوجيه، ولا ننسى أن موجات الربيع العربي بدأت بحملات تفاعلية على الفيسبوك تحديداً ثم تحولت إلى قوى حشد كبيرة تمكنت من قلب المعادلات والأنظمة في المنطقة.
وهذه الإشكالية كانت أهم عيوب ثورات الربيع العربي حيث كان المحرك هو الرأي العام وليس قادة الفكرة ومنظري الفلسفة، وكانت أداة بث الأفكار والحشد هي شبكات التواصل الاجتماعي؛ ولذلك بقي الربيع العربي خريفاً احتجاجياً لم يطرح رؤى بديلة أو تنويرات فكرية لحد الآن.
وخطورة ما سبق تكمن في إمكانية اختراق شبكات الإعلام الجديدة واندساس حسابات وهمية ذات مشاريع خاصة قد يهيأ لها ظروف تشكيل رأي عام حول قضية حرجة معينة، وتحريك الأفراد في اتجاهات لا يعلم أثرها، وهذا ما يستدعي تنشئة سياسية ذات استراتيجية واضحة بثاً ودفاعاً، وهي نقطة لم يتم التركيز عليها كما ينبغي في المنتدى.
علاقة الإعلام الإلكتروني الجديد بقضايا الرأي العام وتشكيلة من القضايا الفكرية الخطيرة التي تستحق من مراكزنا البحثية تخصيص دراسات معمقة في مجالات الإعلام وعلم الاجتماع وعلم النفس، لأنها مرتبطة بمشكلة القناعات المتحولة والسياقات الفكرية المتجددة التي تطوف على منطقتنا العربية وتدخل بيوتنا دون استئذان ودون إشارة مرور حمراء تتيح لنا فرصة تفحصها والسماح لها بالمرور أو منعها.
غير أن ثمة موضوعات مهمة في هذا الصدد تغيب عن أغلب المناقشات المخصصة للإعلام الإلكتروني، وربما يعود السبب لقلة الدراسات العلمية فيها، أو عدم وعي أغلب قطاعات المجتمع بخطورة تلك القضايا.
من أخطر الظواهر التي صار الإعلام الإلكتروني يعبر عنها ويترجمها هي قضية تشكيل الرأي العام والتعبير عنه بأسلوب يختلف سرعة وفاعلية عن الأدوات القديمة.
وهذه الظاهرة ترتبط بأسباب عديدة منها صيرورة شبكات التواصل الاجتماعي إلى منابر إعلامية فردية قادرة على البث والتجاوب دون الحواجز البيروقراطية التي تسيطر على وسائل الإعلام التقليدية.
فعلى سبيل المثال حين يبث الدكتور محمد البرادعي تغريدة من حسابه في «تويتر»، في الظروف الخاصة بمصر حالياً وفي الظروف الخاصة بوضعه هو شخصياً، فإن وسائل الإعلام العالمية تبدي اهتماماً كبيراً بتلك التغريدة فضلاً عن التفاعل الشعبي الذي ينتج عنها.
كما إن شخصية سياسية حاكمة مثل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد أحدث نقلة نوعية في استخدام حساباته الإلكترونية حين كان أول مسؤول عربي يعلن عن قرارات رسمية تضمن أحدها تغييراً وزارياً عبر حاسبه الشخصي على تويتر، وحين استخدم حسابه الشخصي على تويتر للإعلان عن مبادرة تطوير قطاعي التعليم والصحة، وفتح المجال لعامة المهتمين في دولة الإمارات وخارجها لتقديم مقترحاتهم عبر حسابه الشخصي على تويتر.
من جهة أخرى فإن ثمة مغردين على تويتر وأصحاب حسابات على الفيسبوك من عامة الناس لهم منطقهم الخاص في الطرح ولهم آراءهم القريبة من الشارع، يمتلكون أعداداً كبيرة من المتابعين المؤيدين لهم، وهم قادرون على التأثير والتوجيه، ولا ننسى أن موجات الربيع العربي بدأت بحملات تفاعلية على الفيسبوك تحديداً ثم تحولت إلى قوى حشد كبيرة تمكنت من قلب المعادلات والأنظمة في المنطقة.
وهذه الإشكالية كانت أهم عيوب ثورات الربيع العربي حيث كان المحرك هو الرأي العام وليس قادة الفكرة ومنظري الفلسفة، وكانت أداة بث الأفكار والحشد هي شبكات التواصل الاجتماعي؛ ولذلك بقي الربيع العربي خريفاً احتجاجياً لم يطرح رؤى بديلة أو تنويرات فكرية لحد الآن.
وخطورة ما سبق تكمن في إمكانية اختراق شبكات الإعلام الجديدة واندساس حسابات وهمية ذات مشاريع خاصة قد يهيأ لها ظروف تشكيل رأي عام حول قضية حرجة معينة، وتحريك الأفراد في اتجاهات لا يعلم أثرها، وهذا ما يستدعي تنشئة سياسية ذات استراتيجية واضحة بثاً ودفاعاً، وهي نقطة لم يتم التركيز عليها كما ينبغي في المنتدى.
علاقة الإعلام الإلكتروني الجديد بقضايا الرأي العام وتشكيلة من القضايا الفكرية الخطيرة التي تستحق من مراكزنا البحثية تخصيص دراسات معمقة في مجالات الإعلام وعلم الاجتماع وعلم النفس، لأنها مرتبطة بمشكلة القناعات المتحولة والسياقات الفكرية المتجددة التي تطوف على منطقتنا العربية وتدخل بيوتنا دون استئذان ودون إشارة مرور حمراء تتيح لنا فرصة تفحصها والسماح لها بالمرور أو منعها.