جمعة مباركة أحبتي.. يبدو أن ليوم الجمعة لوناً خاصاً يجمع كل المسلمين بكافة مشاربهم ومذاهبهم، وهو عيد المسلمين الذي تلتقي فيه أفئدتهم قبل أجسادهم، وتتكرس فيه كل مفاهيم الوحدة والحب والأخوة فيما بينهم، ولهذا فهو ليس كبقية الأيام، سواءً من حيث مضامين هذا اليوم أو حتى من خلال بعض العبادات الخاصة التي يتمتع بها يوم الجمعة.
ليست الجمعة وحدها التي يلتقي فيها المسلمون جميعهم على الخير والمحبة والصلاة، بل هناك مناسبات إسلامية أخرى كثيرة تؤدي ذات المفهوم وتوصلنا لذات المضمون، لكن يبدو أن المسلمين لا يدركون أهمية هذه المحطات الروحية التي من شأنها تنظيف الداخل الإنساني من كل أنواع الحقد والبغضاء والشحناء، بل لم يستطع غالبية أبناء الإسلام استثمار هذه المناسبات العزيزة على نفوسنا في سبيل التلاقي والتصالح، سواءً مع الذات أو مع من نختلف معهم من بقية المذاهب الإسلامية، وانتهاءً بتطوير علاقاتنا بالآخرين المختلفين عنا تماماً.
مناسبات كثيرة هي تلك التي من أهم وظائفها العملية توحيد كلمة المسلمين تحت راية التوحيد وتحت ظلال قرآننا المجيد وهدي نبينا الكريم، لكنها النفوس المريضة التي لا ترضى سوى بزرع الفتن والمحن في طريق أمة تعاني في الأساس ومنذ زمن طويل من الضياع والتيه، لهذا فإن مناخ التباعد والتنافر والتنازع أغرى كثيرين من هؤلاء «المفتنين» بنشر ثقافة الكراهية بين المسلمين، ولهذا نجد ترجمان هذه الثقافات القبيحة يتحول إلى واقع عملي يتجسد في حياة الأفراد والمجتمعات في صورة اقتتال وتنافر، وبدل أن يستغل المسلمون مناسباتهم الدينية في سبيل تطوير مفاهيم التقارب والمحبة فيما بينهم أخذوا يشحنون النفوس الضعيفة بكل وسائل الخبث والحقد، أما العقول فإنها غسلت بثقافات ليست من الإسلام في شيء، ولهذا فإن مفاهيم الكراهية أخذت بعداً حقيقياً وعملياً في ميادين الصراع القائم بين كل فرقاء المسلمين، مما عقد هذا المشهد، بقية المشاهد الأخرى.
حين حل عيد المسيح قبل يومين فقط، أخذت الفتاوى تنهال على رؤوسنا من كل حدب وصوب، وبين مؤيد ومعارض وبين من حلل وحرم تهنئة المسيحيين بعيدهم، يجري في أماكن متفرقة في وطننا العربي اقتتال شرس بين المسلمين أنفسهم، لأن تطبيقات جنون الفتنة والتشرذم والضياع والكراهية على أرض الواقع الإسلامي هي أكبر بكثير من معرفة جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم الدينية.
كلنا يرسل لبعض تلك العبارة المتداولة كل أسبوع «جمعة مباركة»، لكن ليس من المؤكد أن كل القلوب مباركة أيضاً، فبين القول والفعل مسافات ومسافات، أما ذات الفعل، فإنه سيظل وتراً إلى الأبد ما لم نغير ما بأنفسنا، ومع كل ما يحاك في الظلام من الظلاميين ضدنا، سنظل نصلي ونقول لبعضنا البعض «جمعة مباركة»، وكيف لا والله تعالى يقول (لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً).
{{ article.visit_count }}
ليست الجمعة وحدها التي يلتقي فيها المسلمون جميعهم على الخير والمحبة والصلاة، بل هناك مناسبات إسلامية أخرى كثيرة تؤدي ذات المفهوم وتوصلنا لذات المضمون، لكن يبدو أن المسلمين لا يدركون أهمية هذه المحطات الروحية التي من شأنها تنظيف الداخل الإنساني من كل أنواع الحقد والبغضاء والشحناء، بل لم يستطع غالبية أبناء الإسلام استثمار هذه المناسبات العزيزة على نفوسنا في سبيل التلاقي والتصالح، سواءً مع الذات أو مع من نختلف معهم من بقية المذاهب الإسلامية، وانتهاءً بتطوير علاقاتنا بالآخرين المختلفين عنا تماماً.
مناسبات كثيرة هي تلك التي من أهم وظائفها العملية توحيد كلمة المسلمين تحت راية التوحيد وتحت ظلال قرآننا المجيد وهدي نبينا الكريم، لكنها النفوس المريضة التي لا ترضى سوى بزرع الفتن والمحن في طريق أمة تعاني في الأساس ومنذ زمن طويل من الضياع والتيه، لهذا فإن مناخ التباعد والتنافر والتنازع أغرى كثيرين من هؤلاء «المفتنين» بنشر ثقافة الكراهية بين المسلمين، ولهذا نجد ترجمان هذه الثقافات القبيحة يتحول إلى واقع عملي يتجسد في حياة الأفراد والمجتمعات في صورة اقتتال وتنافر، وبدل أن يستغل المسلمون مناسباتهم الدينية في سبيل تطوير مفاهيم التقارب والمحبة فيما بينهم أخذوا يشحنون النفوس الضعيفة بكل وسائل الخبث والحقد، أما العقول فإنها غسلت بثقافات ليست من الإسلام في شيء، ولهذا فإن مفاهيم الكراهية أخذت بعداً حقيقياً وعملياً في ميادين الصراع القائم بين كل فرقاء المسلمين، مما عقد هذا المشهد، بقية المشاهد الأخرى.
حين حل عيد المسيح قبل يومين فقط، أخذت الفتاوى تنهال على رؤوسنا من كل حدب وصوب، وبين مؤيد ومعارض وبين من حلل وحرم تهنئة المسيحيين بعيدهم، يجري في أماكن متفرقة في وطننا العربي اقتتال شرس بين المسلمين أنفسهم، لأن تطبيقات جنون الفتنة والتشرذم والضياع والكراهية على أرض الواقع الإسلامي هي أكبر بكثير من معرفة جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم الدينية.
كلنا يرسل لبعض تلك العبارة المتداولة كل أسبوع «جمعة مباركة»، لكن ليس من المؤكد أن كل القلوب مباركة أيضاً، فبين القول والفعل مسافات ومسافات، أما ذات الفعل، فإنه سيظل وتراً إلى الأبد ما لم نغير ما بأنفسنا، ومع كل ما يحاك في الظلام من الظلاميين ضدنا، سنظل نصلي ونقول لبعضنا البعض «جمعة مباركة»، وكيف لا والله تعالى يقول (لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً).