رغم الإجراءات التي تبدو جادة لمحاربة التجاوزات الإدارية والفساد والهدر المالي، إلا أن الشارع مازال يموج بحالة من عدم الرضا، ومن ضمن الأقوال التي يرددها الناس أن المحاسبة ستطال «الصغار» ولن تطال «الكبار»، في إشارة لكبار المسؤولين من وزراء ومن تحتهم.
ننقل للمعنيين رأي الناس بأمانة، ونضيف على ذلك بأن البحرين صغيرة ولا يمكن إخفاء كثير من الأمور فيها، بالتالي العديد من المعلومات تتداول بين الناس، وكثير من «بلاوي» القطاعات تنتشر حتى بدون الحاجة لتقارير الرقابة المالية رغم أن الأخيرة توثقها وتدعمها بالدلائل.
نحن في مجتمع إسلامي، بالتالي دائماً نركن إلى ما ينص عليه ديننا سواء في القرآن الكريم أو في السنة الشريفة، وكلنا يتذكر مقولة رسولنا صلوات الله عليه وسلم الشهيرة التي قال فيها: لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها.
كذلك نحن في مجتمع عربي، والعرب عرفوا بالشيم والنخوة ومكارم الخلق والصفات الرفيعة، بالتالي ليست من صفات العرب الخيانة (خيانة الأمانة) ولا الكذب ولا السرقة وانعدام الثقة، بالتالي هي مطالبة مشروعة بالتمسك بتعاليم ديننا وبموروثاتنا العربية.
اليوم ونحن نتحدث عن أخطاء وتجاوزات، فإننا لا نتحدث عن أمور حصلت هكذا دون مسبب. المسببات معروفة وتتمثل في أشخاص لم يحسنوا إدارة قطاعاتهم، وأشخاص عطلوا الذمة والضمير، وأناس استهتروا لكونهم يعيشون بقناعة أن المحاسبة بعيدة عنهم، وأن الفضيحة بمنأى عنهم، وأن القانون لن يطالهم، بعضهم يظن ذلك لأنه فلان ابن فلان، وبعضهم يظن ذلك لأنه يرى بأن سلك البلد درج بألا نحاسب مرتكب الأخطاء الجسيمة بينما «الصغير» يمكن محاسبته و«بهدلته» حتى لو أخطأ.
لسنا نأتي بكلام من جيوبنا، كبار قادة البلد يطالبون الصحافة بأن تكون مرآة للواقع وأن تكون «نبضاً للشارع»، بالتالي نركز على التوصيف الأخير «نبضاً للشارع»، وعليه نقول بأن «الشارع ينبض» بأسى حينما يرى هذه التجاوزات وحينما يقرأ جزئيات من التقرير ولا يرى مقابلها خطوات كبيرة وقوية تحاكي حجم المصائب التي تنشر.
لا نقلل من الجهود، وما حصل مؤخراً من خطوات هي مؤشرات إيجابية ومشجعة، لكننا نقول بأن الوصول للإصلاح «الكامل» يتطلب اتخاذ الإجراءات بكل حزم، وأن تطال المحاسبة كل من استهتر بغض النظر عن «موقعه» وعن «اسمـه» وعن «حسبه ونسبه»، هذا إن كانت البحرين فعلاً هي أثمن شيء ندافع عنه.
مناسبة العنوان أعلاه كان حديثاً في جمع من الناس بشأن تقرير ديوان الرقابة واللجنة الوزارية المشكلة والإجراءات الأخيرة، وكانت هذه الجملة من أحد «الشياب» الذين عركتهم الدنيا وعاصر البحرين في حقب ومراحل عديدة، قال -وتحس نبرة الحب للأرض والبلد بادية- قال: «يا ابني المحاسبة أمر طيب، لكن الناس تعبت، الناس لا تريد محاسبة الصغار، لا تريد محاسبة «السلوس»، تريد محاسبة المسؤولين الكبار الذين كثير من الأمور تحصل بعلمهم وبحسب إدارتهم للعمل، الناس تريد محاسبة «الهوامير»، وحينما تحاسب الجميع دون أي اعتبار لأي شيء، حينها الناس ستهتف لك وستمنحك كامل الثقة، وستقول بلا تردد إن البحرين بلد لا تقبل بالخطأ واستمرار المفسد والمستهتر في مكانه».
أعتقـــــد بــــأن هذا الشيخ المسن يتحدث بلسان كثيرين اليوم، نعم نشد على يد الإجراءات المتخذة لكن نقول إننا نحتـــاج لأكثــــر من ذلك، نحتاج لثورة على الأخطاء، نحتاج لانتفاضة علـــى الفســــاد، نحتــــاج أن نضع البحرين ومصلحتهــــا نصب الأعين، وما دون ذلك يهون من أجلها.
أخيراً نقول: بالعافية على من غداءه اليوم «هامور!».
ننقل للمعنيين رأي الناس بأمانة، ونضيف على ذلك بأن البحرين صغيرة ولا يمكن إخفاء كثير من الأمور فيها، بالتالي العديد من المعلومات تتداول بين الناس، وكثير من «بلاوي» القطاعات تنتشر حتى بدون الحاجة لتقارير الرقابة المالية رغم أن الأخيرة توثقها وتدعمها بالدلائل.
نحن في مجتمع إسلامي، بالتالي دائماً نركن إلى ما ينص عليه ديننا سواء في القرآن الكريم أو في السنة الشريفة، وكلنا يتذكر مقولة رسولنا صلوات الله عليه وسلم الشهيرة التي قال فيها: لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها.
كذلك نحن في مجتمع عربي، والعرب عرفوا بالشيم والنخوة ومكارم الخلق والصفات الرفيعة، بالتالي ليست من صفات العرب الخيانة (خيانة الأمانة) ولا الكذب ولا السرقة وانعدام الثقة، بالتالي هي مطالبة مشروعة بالتمسك بتعاليم ديننا وبموروثاتنا العربية.
اليوم ونحن نتحدث عن أخطاء وتجاوزات، فإننا لا نتحدث عن أمور حصلت هكذا دون مسبب. المسببات معروفة وتتمثل في أشخاص لم يحسنوا إدارة قطاعاتهم، وأشخاص عطلوا الذمة والضمير، وأناس استهتروا لكونهم يعيشون بقناعة أن المحاسبة بعيدة عنهم، وأن الفضيحة بمنأى عنهم، وأن القانون لن يطالهم، بعضهم يظن ذلك لأنه فلان ابن فلان، وبعضهم يظن ذلك لأنه يرى بأن سلك البلد درج بألا نحاسب مرتكب الأخطاء الجسيمة بينما «الصغير» يمكن محاسبته و«بهدلته» حتى لو أخطأ.
لسنا نأتي بكلام من جيوبنا، كبار قادة البلد يطالبون الصحافة بأن تكون مرآة للواقع وأن تكون «نبضاً للشارع»، بالتالي نركز على التوصيف الأخير «نبضاً للشارع»، وعليه نقول بأن «الشارع ينبض» بأسى حينما يرى هذه التجاوزات وحينما يقرأ جزئيات من التقرير ولا يرى مقابلها خطوات كبيرة وقوية تحاكي حجم المصائب التي تنشر.
لا نقلل من الجهود، وما حصل مؤخراً من خطوات هي مؤشرات إيجابية ومشجعة، لكننا نقول بأن الوصول للإصلاح «الكامل» يتطلب اتخاذ الإجراءات بكل حزم، وأن تطال المحاسبة كل من استهتر بغض النظر عن «موقعه» وعن «اسمـه» وعن «حسبه ونسبه»، هذا إن كانت البحرين فعلاً هي أثمن شيء ندافع عنه.
مناسبة العنوان أعلاه كان حديثاً في جمع من الناس بشأن تقرير ديوان الرقابة واللجنة الوزارية المشكلة والإجراءات الأخيرة، وكانت هذه الجملة من أحد «الشياب» الذين عركتهم الدنيا وعاصر البحرين في حقب ومراحل عديدة، قال -وتحس نبرة الحب للأرض والبلد بادية- قال: «يا ابني المحاسبة أمر طيب، لكن الناس تعبت، الناس لا تريد محاسبة الصغار، لا تريد محاسبة «السلوس»، تريد محاسبة المسؤولين الكبار الذين كثير من الأمور تحصل بعلمهم وبحسب إدارتهم للعمل، الناس تريد محاسبة «الهوامير»، وحينما تحاسب الجميع دون أي اعتبار لأي شيء، حينها الناس ستهتف لك وستمنحك كامل الثقة، وستقول بلا تردد إن البحرين بلد لا تقبل بالخطأ واستمرار المفسد والمستهتر في مكانه».
أعتقـــــد بــــأن هذا الشيخ المسن يتحدث بلسان كثيرين اليوم، نعم نشد على يد الإجراءات المتخذة لكن نقول إننا نحتـــاج لأكثــــر من ذلك، نحتاج لثورة على الأخطاء، نحتاج لانتفاضة علـــى الفســــاد، نحتــــاج أن نضع البحرين ومصلحتهــــا نصب الأعين، وما دون ذلك يهون من أجلها.
أخيراً نقول: بالعافية على من غداءه اليوم «هامور!».