في فيلم «طيور الظلام» يعرض عادل إمام، الذي وصل إلى مستوى متقدم في السلطة وصار بيده اتخاذ قرارات، يعرض على صديقه الذي يحبه ويتعاطف مع وضعه المعيشي وظيفة ذات راتب كبير، فيسأله صديقه إن كان هو وراء الاستغناء عن خدماته حيث كان يعمل كي يقبل بالوظيفة المقترحة فيؤكد له هذه المعلومة، فيقول الصديق إنه كان عليك أن تعرض علي فأقبل أو أرفض، فيرد عليه عادل إمام قائلاً ما معناه «إن مخزون الشعارات الذي بداخلك يجعلك ترفض وتعتقد أن مصلحتك هي في الرفض.. رغم أنك بهذا التفكير تظلم عيالك ومستقبلهم»، ثم يعده بأن يعيده إلى وظيفته إن لم يكن مرتاحاً في الوظيفة الجديدة.
هذا المشهد من الفيلم يلفت الانتباه إلى جزء أساس من مشكلتنا في البحرين؛ فالدولة التي مهمتها الارتقاء بحياة مواطنيها تواجه الرفض من البعض الذي بينه من يدرك أن الدولة لا تريد إلا مصلحته، لكن «مخزون الشعارات» التي بداخلهم تمنعهم من القبول بهذه الحقيقة.
في الفيلم تمنى «أبو الشعارات» أن يعرض عليه الأمر ليتخذ القرار بنفسه فيوافق أو يرفض، وهذا هو الأساس الذي كان ينبغي من صاحبه «أبو السلطة» أن يتبعه، فمن حق الرجل أن يقبل أو يرفض، وهو ما أقر به هذا، لكنه لم يفعل لأنه يعرف جيداً أن مخزون الشعارات الذي بداخل صاحبه سيقف حائلاً بينه وبين الخير الذي يريده له.
جزء كبير من مشكلتنا في البحرين يعود إلى مخزون الشعارات التي تم زرعها داخل ذلك البعض الذي سينتبه، ولكن متأخراً، لحقيقة أن الشعارات «ما توكلش عيش»، وأنها بدلاً عن ذلك تدمر مستقبله ومستقبل أبنائه الذين لا ذنب لهم سوى أن أباهم كان يعاني من مخزون الشعارات التي تراكمت داخله.
كمية الشعارات التي تأسر ذلك البعض تمنعه من قراءة الساحة جيداً، فيحلق بعيداً عن الواقع فيظلم نفسه وأبناءه ووطنه. هذا البعض قيد نفسه بتلك الشعارات فصار صعباً عليه استيعاب كل شيء، وصار صعباً عليه قبول أي قرار تتخذه الدولة، حتى وهو يرى بأم عينيه أنه يصب في مصلحته.
مخزون الشعارات هذا هو المساحة التي يعمل من خلالها أولئك القابعون في الخارج، فمن دون تحكمهم في هذه المساحة لا يمكنهم تحقيق أي نجاح مهما كان صغيراً، لذلك فإنهم يعملون ليل نهار على زيادة هذا المخزون كي يتمكنوا من الاستمرار في التحكم في أدمغة هؤلاء الذين يؤثر مخزون الشعارات عليهم فيحول بينهم وبين رؤية الواقع والحقيقة واختيار الطريق الصحيح.
بعد الضربات الموجعة التي تم توجيهها إليهم، وبعد إحساسهم بأن من في الداخل بدأ في الاتجاه بتفكيره نحو الواقعية واقترب من أن يزن الأمور بميزانها الحقيقي فيضع مصلحته ومصلحة أبنائه ووطنه أمام ناظريه، شعر أولئك أن مخزون الشعارات لدى هؤلاء بدأ ينفد أو يتأثر فلم يجدوا بداً من شحنه من جديد، فاتجهوا إلى المذهب ينهلون منه.
أدخلوا في عقولهم أن علم البحرين الأحمر والأبيض بمثلثاته التي ترمز إلى أركان الإسلام الخمسة ما هو إلا علم الاستعمار وأن هذا دليل على أن البحرين لم تنل استقلالها من بريطانيا فأوعزوا إلى عدم رفعه في المسيرات و«الهجمات الحيدرية» والاستعاضة عنه بعلم أسود مكتوب عليه «يا حسين». هذا الشعار وشعارات لفظية أخرى مرتبطة بالثورة الحسينية من شأنها أن تضمن عدم نضوب المخزون الذي من دونه يمكن لذلك البعض أن يرى الأمور على حقيقتها فينتبه إلى نفسه ومصلحته ومصلحة أبنائه ووطنه والمستقبل.
مخزون الشعارات الذي نما داخل ذلك البعض يمنعه من التفكير كما ينبغي ويقلل من مستوى بصره.. وبصيرته.
هذا المشهد من الفيلم يلفت الانتباه إلى جزء أساس من مشكلتنا في البحرين؛ فالدولة التي مهمتها الارتقاء بحياة مواطنيها تواجه الرفض من البعض الذي بينه من يدرك أن الدولة لا تريد إلا مصلحته، لكن «مخزون الشعارات» التي بداخلهم تمنعهم من القبول بهذه الحقيقة.
في الفيلم تمنى «أبو الشعارات» أن يعرض عليه الأمر ليتخذ القرار بنفسه فيوافق أو يرفض، وهذا هو الأساس الذي كان ينبغي من صاحبه «أبو السلطة» أن يتبعه، فمن حق الرجل أن يقبل أو يرفض، وهو ما أقر به هذا، لكنه لم يفعل لأنه يعرف جيداً أن مخزون الشعارات الذي بداخل صاحبه سيقف حائلاً بينه وبين الخير الذي يريده له.
جزء كبير من مشكلتنا في البحرين يعود إلى مخزون الشعارات التي تم زرعها داخل ذلك البعض الذي سينتبه، ولكن متأخراً، لحقيقة أن الشعارات «ما توكلش عيش»، وأنها بدلاً عن ذلك تدمر مستقبله ومستقبل أبنائه الذين لا ذنب لهم سوى أن أباهم كان يعاني من مخزون الشعارات التي تراكمت داخله.
كمية الشعارات التي تأسر ذلك البعض تمنعه من قراءة الساحة جيداً، فيحلق بعيداً عن الواقع فيظلم نفسه وأبناءه ووطنه. هذا البعض قيد نفسه بتلك الشعارات فصار صعباً عليه استيعاب كل شيء، وصار صعباً عليه قبول أي قرار تتخذه الدولة، حتى وهو يرى بأم عينيه أنه يصب في مصلحته.
مخزون الشعارات هذا هو المساحة التي يعمل من خلالها أولئك القابعون في الخارج، فمن دون تحكمهم في هذه المساحة لا يمكنهم تحقيق أي نجاح مهما كان صغيراً، لذلك فإنهم يعملون ليل نهار على زيادة هذا المخزون كي يتمكنوا من الاستمرار في التحكم في أدمغة هؤلاء الذين يؤثر مخزون الشعارات عليهم فيحول بينهم وبين رؤية الواقع والحقيقة واختيار الطريق الصحيح.
بعد الضربات الموجعة التي تم توجيهها إليهم، وبعد إحساسهم بأن من في الداخل بدأ في الاتجاه بتفكيره نحو الواقعية واقترب من أن يزن الأمور بميزانها الحقيقي فيضع مصلحته ومصلحة أبنائه ووطنه أمام ناظريه، شعر أولئك أن مخزون الشعارات لدى هؤلاء بدأ ينفد أو يتأثر فلم يجدوا بداً من شحنه من جديد، فاتجهوا إلى المذهب ينهلون منه.
أدخلوا في عقولهم أن علم البحرين الأحمر والأبيض بمثلثاته التي ترمز إلى أركان الإسلام الخمسة ما هو إلا علم الاستعمار وأن هذا دليل على أن البحرين لم تنل استقلالها من بريطانيا فأوعزوا إلى عدم رفعه في المسيرات و«الهجمات الحيدرية» والاستعاضة عنه بعلم أسود مكتوب عليه «يا حسين». هذا الشعار وشعارات لفظية أخرى مرتبطة بالثورة الحسينية من شأنها أن تضمن عدم نضوب المخزون الذي من دونه يمكن لذلك البعض أن يرى الأمور على حقيقتها فينتبه إلى نفسه ومصلحته ومصلحة أبنائه ووطنه والمستقبل.
مخزون الشعارات الذي نما داخل ذلك البعض يمنعه من التفكير كما ينبغي ويقلل من مستوى بصره.. وبصيرته.