البعض القليل من الذين يذهبون إلى صلاة الجمعة ينتبه إلى أن «الطراروة» من الجنسين، والذين يجلسون عند بعض الجوامع، يشحذون من المصلين يأتي أغلبهم في سيارة واحدة قبل الوقت، حيث يقوم السائق بإنزالهم قريباً من الجامع ليأخذوا أماكنهم ويباشروا مهامهم ثم يعود إليهم آخر الوقت ليأخذهم إلى حيث يتقاسمون الغلة.
شاهدت هذا بعيني عند أحد الجوامع قبل أن يتبين لي أنه أسلوب معتمد يتكرر في جوامع أخرى، وبالطبع هناك من لا ينتمي إلى هذه المجموعات ويفضل أن يعمل كمستقل لحسابه الخاص «بعضهم يباشر في استعطاف المصلين فور انتهاء الصلاة وبعضهم شاهدته بعيني وهو يستقل سيارته بعد انتهاء «دوامه»».
نحن إذاً أمام عصابة شحاذين أغلبهم، إن لم يكن كلهم، من غير ذوي الحاجة، وبما أن الجو ربيع وبديع والحكومة لا تمنع ممارسة الشحاذة كما هو في بعض دول العالم، وطالما أن الجهد المبذول لا يذكر فهو لا يتعدى مد اليد وتصعير الخد، فلا بأس من الجلوس ساعة وتسليم المحصول لزعيم العصابة الذي يوزعها على الجميع بمعايير معتمدة لديهم بعد أن يأخذ نصيبه كاملاً غير منقوص.
في أحد الجوامع الكبيرة في العاصمة ألاحظ دائماً وجود رجل بحريني يهتم بهندامه وهو «يتخطرف» في موقف السيارات الكبير وينتقي أهدافه بدقة «يبحث بشكل خاص عن الخليجيين من زوار المملكة»، حيث يقوم بشرح أحواله واستعطاف من اختاره، لكن هذا الشحاذ «الكاشخ» دائماً لا يرمي إلى الحصول إلى «ربابي» وإنما إلى «نيطان بوعشرين»! هذا الشخص قصدني عدة مرات فرددته، وكدت أن أقول له ذات مرة أنه يسيء إلى البحرين بسلوكه هذا، خصوصاً وأنه يرتدي الزي الشعبي، قبل أن أتراجع لأترك الأمر للمعنيين لمراقبته والتعامل معه.
ولعلي أقول إن علاقات عمل تربط بين كل هذه المجموعات أو أنهم جميعهم ينتمون إلى عصابة واحدة كبيرة لها قوانينها وأحكامها.. ودستورها، ما يستدعي مطالبة المسؤولين الالتفات إلى هذا الأمر المسيء لسمعة المملكة.
طبعاً لن أتحدث عن الصناديق التي يحملها الأولاد عند بعض الجوامع وهم ينادون المصلين للتبرع كي لا أتهم بأنني ضد عمل الخير، ولكني أقول إن منظر الأولاد وهم يحملون تلك الصناديق وينادون عليها يظهرهم وكأنهم شحاذون ولكن بطريقة أخرى «وضع الصناديق في مكان محدد أفضل ومن أراد التبرع سيتبرع بهدوء».
في إحدى الدول الخليجية تلفت وأنا خارج من الجامع فلم أجد شحاذاً واحداً، سألت؛ فقيل لي إن الحكومة منعت هذه الممارسة وطلبت من المحتاجين التواصل مع الجهات المعنية لتوفر لهم لقمة العيش الكريمة، وعلمت أن من يتم القبض عليه «متلبساً» تتم معاقبته.
أتمنى أن يحدث هذا في البحرين، وعلى يقين بأن الذين سيتوجهون إلى الجهات المعنية قليلون، بل قليلون جداً، وقد لا يتوجه إليها أحد! وهذا يؤكد أموراً؛ أولها أن الشحاذين ليسوا من المحتاجين؛ فالمحتاج الحقيقي لا يقبل على نفسه بالمذلة ويتعفف، وثانيها أن مسألة وجود عصابات متخصصة في سرقة الناس عبر هذا الأسلوب «الإنساني» ينبغي وضع حد لها، فليس بالضرورة أن توزع الحصيلة على من هم في الداخل، وقد يستفاد منها في أمور أخرى.
هنا إضافة طريفة لكنها مهمة؛ فقد انتشر أخيراً فيديو صغير صار الناس يتبادلونه على «الواتساب» يظهر شحاذاً يعاني من «تخلف عقلي» تعود الناس رؤيته عند بعض الإشارات الضوئية، يظهره وهو جالس إلى مكتب وأمامه آلة حاسبة يعد «النيطان» بطريقة تؤكد نظريتي في التخلف العقلي، فأنا أعتقد أن كل من يعرف للفلوس لا يمكن أن يكون مجنوناً أو يعاني من مشكلة في عقله.
{{ article.visit_count }}
شاهدت هذا بعيني عند أحد الجوامع قبل أن يتبين لي أنه أسلوب معتمد يتكرر في جوامع أخرى، وبالطبع هناك من لا ينتمي إلى هذه المجموعات ويفضل أن يعمل كمستقل لحسابه الخاص «بعضهم يباشر في استعطاف المصلين فور انتهاء الصلاة وبعضهم شاهدته بعيني وهو يستقل سيارته بعد انتهاء «دوامه»».
نحن إذاً أمام عصابة شحاذين أغلبهم، إن لم يكن كلهم، من غير ذوي الحاجة، وبما أن الجو ربيع وبديع والحكومة لا تمنع ممارسة الشحاذة كما هو في بعض دول العالم، وطالما أن الجهد المبذول لا يذكر فهو لا يتعدى مد اليد وتصعير الخد، فلا بأس من الجلوس ساعة وتسليم المحصول لزعيم العصابة الذي يوزعها على الجميع بمعايير معتمدة لديهم بعد أن يأخذ نصيبه كاملاً غير منقوص.
في أحد الجوامع الكبيرة في العاصمة ألاحظ دائماً وجود رجل بحريني يهتم بهندامه وهو «يتخطرف» في موقف السيارات الكبير وينتقي أهدافه بدقة «يبحث بشكل خاص عن الخليجيين من زوار المملكة»، حيث يقوم بشرح أحواله واستعطاف من اختاره، لكن هذا الشحاذ «الكاشخ» دائماً لا يرمي إلى الحصول إلى «ربابي» وإنما إلى «نيطان بوعشرين»! هذا الشخص قصدني عدة مرات فرددته، وكدت أن أقول له ذات مرة أنه يسيء إلى البحرين بسلوكه هذا، خصوصاً وأنه يرتدي الزي الشعبي، قبل أن أتراجع لأترك الأمر للمعنيين لمراقبته والتعامل معه.
ولعلي أقول إن علاقات عمل تربط بين كل هذه المجموعات أو أنهم جميعهم ينتمون إلى عصابة واحدة كبيرة لها قوانينها وأحكامها.. ودستورها، ما يستدعي مطالبة المسؤولين الالتفات إلى هذا الأمر المسيء لسمعة المملكة.
طبعاً لن أتحدث عن الصناديق التي يحملها الأولاد عند بعض الجوامع وهم ينادون المصلين للتبرع كي لا أتهم بأنني ضد عمل الخير، ولكني أقول إن منظر الأولاد وهم يحملون تلك الصناديق وينادون عليها يظهرهم وكأنهم شحاذون ولكن بطريقة أخرى «وضع الصناديق في مكان محدد أفضل ومن أراد التبرع سيتبرع بهدوء».
في إحدى الدول الخليجية تلفت وأنا خارج من الجامع فلم أجد شحاذاً واحداً، سألت؛ فقيل لي إن الحكومة منعت هذه الممارسة وطلبت من المحتاجين التواصل مع الجهات المعنية لتوفر لهم لقمة العيش الكريمة، وعلمت أن من يتم القبض عليه «متلبساً» تتم معاقبته.
أتمنى أن يحدث هذا في البحرين، وعلى يقين بأن الذين سيتوجهون إلى الجهات المعنية قليلون، بل قليلون جداً، وقد لا يتوجه إليها أحد! وهذا يؤكد أموراً؛ أولها أن الشحاذين ليسوا من المحتاجين؛ فالمحتاج الحقيقي لا يقبل على نفسه بالمذلة ويتعفف، وثانيها أن مسألة وجود عصابات متخصصة في سرقة الناس عبر هذا الأسلوب «الإنساني» ينبغي وضع حد لها، فليس بالضرورة أن توزع الحصيلة على من هم في الداخل، وقد يستفاد منها في أمور أخرى.
هنا إضافة طريفة لكنها مهمة؛ فقد انتشر أخيراً فيديو صغير صار الناس يتبادلونه على «الواتساب» يظهر شحاذاً يعاني من «تخلف عقلي» تعود الناس رؤيته عند بعض الإشارات الضوئية، يظهره وهو جالس إلى مكتب وأمامه آلة حاسبة يعد «النيطان» بطريقة تؤكد نظريتي في التخلف العقلي، فأنا أعتقد أن كل من يعرف للفلوس لا يمكن أن يكون مجنوناً أو يعاني من مشكلة في عقله.