طفلة صغيرة في الخامسة من عمرها مازالت في بداية حياتها تذهب ضحية الإهمال وانعدام الضمير، لتثكل والدتها ويكسر قلب والدها ولينقلب حال عائلة بحرينية كاملة إلى حزن وكآبة، فالصغيرة قبـــل ساعات في الصباح الباكر تتنـــاول فطورها مع والديها وعائلتها، دون أن يدركوا بأنه فطورها الأخير.
نحن مسلمون ومؤمنون بقضاء الله وقدره، ولا راد لما يكتبــه المولـــى عز وجل، لكن ما أوغر الصدور وما ضايق الناس أن من كان يفترض بها أن تتحمل مسؤولية أبناء الناس باعتبار أن ذلك مصدر رزق لها، لم تتصرف بإنسانية أو ضمير، فبدلاً من المسارعـــة بالاتصال بالإسعاف والشرطـــة علها تنقذ حياة هذه الطفلة البريئــة لاذت بالفرار وتركتها ليختارها المولى عز وجـل وهي متأثرة بإصابتها، والأدهى محاولة إخفاء آثار الجريمة.
الدماء يمكن محوها، لكن هل يمكن أن يلغى الضمير بهذه البساطة؟! هل يمكن أن ينام الإنسان قرير العين وهو يعلم بأنه وبإهمال ثم هروب من تحمل مسؤولية خطأ فادح قتل عائلة بأكملها وخطف منهم فلذة كبدهم الوحيدة؟!
شيع المئات عصفــورة الجنــة -بإذن الله- مريم البراء الذوادي إلى جوار ربها، ما حصل شرخ قلب البحرينيين ومن يسكن هذه الأرض الطيبة، ونسأل الله أن يتقبلها عنده وأن يجعلها شفيعة لوالديها يوم لا ينفع مال ولا بنون.
بيــــد أن الفاجعة هذه تستدعي طـــرح تساؤلات بشأن عملية نقل وتوصيل الطلبة من بيوتهم إلى روضاتهم ومدارسهم والعكس.
في الحالة التي أمامنا، من دهست الطفلة لا تملك الترخيص المطلوب بحسب ما أعلنت عنه الجهة المعنية بوزارة الداخلية، وهذه مسألة خطيرة، إذ للأسف باتت ظاهرة عادية أن تجد سيارات تسير في الشوارع وخلفها إعلان يلصق مفاده بأن فلاناً أو فلانة «مستعدون لتوصيل أبنائكم»، لكن كيف يعرف الناس أن هؤلاء يمتلكون الترخيص اللازم من إدارة المرور؟!
أيضاً كثير من الحوادث والحالات تحصل لأن من يتقدم للترخيص لمزاولة هذه المسألة إما صغير في السن لا يعي ما تعنيه مسؤولية أن يؤتمن على أطفال الآخرين، أو لأنه ممن لا ذمة ولا ضمير له هدفه التكسب فقط، ولا يهمه إن وصل الطفل لداخل بيته أم لا.
نحتاج للتشديد في هذه المسائل، نحتاج لضبط العملية، نحتاج لتوعية حتى أولياء الأمور، قبل أسابيع توفي طفل في حافلة تقله لمدرسته بسبب الإهمال، والآن تموت طفلة بسبب من يفترض أن يوصلها بسلام لبيتها وحضن والديها.
لن أزيد أكثر ويكفي الوجع والألم الذي نزل على عائلة الطفلة مريم، يكفي غضب واستياء الجميع من هذه المأساة. رجاء احموا أطفالنا، ما حصل لمريم يمكن أن يحصل لابنك أو فرد من عائلتك، هذه أرواح لا يمكن التساهل فيها.
رحم الله مريم البراء وأسكنها فسيح جناته وألهم أهلها الصبر وعوضهم أجراً وخيراً.
إنا لله وإنا إليه راجعون..
{{ article.visit_count }}
نحن مسلمون ومؤمنون بقضاء الله وقدره، ولا راد لما يكتبــه المولـــى عز وجل، لكن ما أوغر الصدور وما ضايق الناس أن من كان يفترض بها أن تتحمل مسؤولية أبناء الناس باعتبار أن ذلك مصدر رزق لها، لم تتصرف بإنسانية أو ضمير، فبدلاً من المسارعـــة بالاتصال بالإسعاف والشرطـــة علها تنقذ حياة هذه الطفلة البريئــة لاذت بالفرار وتركتها ليختارها المولى عز وجـل وهي متأثرة بإصابتها، والأدهى محاولة إخفاء آثار الجريمة.
الدماء يمكن محوها، لكن هل يمكن أن يلغى الضمير بهذه البساطة؟! هل يمكن أن ينام الإنسان قرير العين وهو يعلم بأنه وبإهمال ثم هروب من تحمل مسؤولية خطأ فادح قتل عائلة بأكملها وخطف منهم فلذة كبدهم الوحيدة؟!
شيع المئات عصفــورة الجنــة -بإذن الله- مريم البراء الذوادي إلى جوار ربها، ما حصل شرخ قلب البحرينيين ومن يسكن هذه الأرض الطيبة، ونسأل الله أن يتقبلها عنده وأن يجعلها شفيعة لوالديها يوم لا ينفع مال ولا بنون.
بيــــد أن الفاجعة هذه تستدعي طـــرح تساؤلات بشأن عملية نقل وتوصيل الطلبة من بيوتهم إلى روضاتهم ومدارسهم والعكس.
في الحالة التي أمامنا، من دهست الطفلة لا تملك الترخيص المطلوب بحسب ما أعلنت عنه الجهة المعنية بوزارة الداخلية، وهذه مسألة خطيرة، إذ للأسف باتت ظاهرة عادية أن تجد سيارات تسير في الشوارع وخلفها إعلان يلصق مفاده بأن فلاناً أو فلانة «مستعدون لتوصيل أبنائكم»، لكن كيف يعرف الناس أن هؤلاء يمتلكون الترخيص اللازم من إدارة المرور؟!
أيضاً كثير من الحوادث والحالات تحصل لأن من يتقدم للترخيص لمزاولة هذه المسألة إما صغير في السن لا يعي ما تعنيه مسؤولية أن يؤتمن على أطفال الآخرين، أو لأنه ممن لا ذمة ولا ضمير له هدفه التكسب فقط، ولا يهمه إن وصل الطفل لداخل بيته أم لا.
نحتاج للتشديد في هذه المسائل، نحتاج لضبط العملية، نحتاج لتوعية حتى أولياء الأمور، قبل أسابيع توفي طفل في حافلة تقله لمدرسته بسبب الإهمال، والآن تموت طفلة بسبب من يفترض أن يوصلها بسلام لبيتها وحضن والديها.
لن أزيد أكثر ويكفي الوجع والألم الذي نزل على عائلة الطفلة مريم، يكفي غضب واستياء الجميع من هذه المأساة. رجاء احموا أطفالنا، ما حصل لمريم يمكن أن يحصل لابنك أو فرد من عائلتك، هذه أرواح لا يمكن التساهل فيها.
رحم الله مريم البراء وأسكنها فسيح جناته وألهم أهلها الصبر وعوضهم أجراً وخيراً.
إنا لله وإنا إليه راجعون..