يحق لنا كلما تحدثنا عن نساء البحرين أن ينتابنا شعور عميق بالفخر، بغض النظر إن تطرقنا لسيرة عطائهن الطويل كأمهات وجدات قمن بدورهن العظيم، أو ربات بيوت يتصفن بالقوة والحكمة والمسؤولية والتدبير، في زمن كان الرجال فيه يغيبون في البحر لشهور طلباً لرزق شحيح صعب، أو ذكرنا أنهن سبقن جميع قريناتهن في الخليج، فجلست البحرينية بضفيرتين على مقاعد الدراسة لتنطلق بعدها للريادة في كل المجالات؛ فهي أول طبيبة ومعلمة وقائدة طائرة وقاضية ووزيرة وقابلة وسفيرة، في كل مجال أثبتت المرأة كفاءتها وقدراتها وجارت الرجل، تعلمت منه وعلمته، عملت تحت قيادته وقادته، وكانت له مصدر إلهام وفخر واعتزاز.
نعم لم تترك البحرينية مجالاً إلا ودخلته، وكأن مخزون تاريخ هذه الأرض يسري في عروقهن بإرث يعود لقرابة 4 آلاف و500 عام منذ دلمون، فنساء دلمون كن يعملن في مجالات عدة، ولم يقتصر وجودهن على البيت ورعاية الأطفال، ولا أظن أن ذلك يأتي من قبيل الصدفة، ولا أمنع رغبتي في اعتقادها جينات توارثتها سيدات هذه الأرض بحرص شديد وعزيمة أصيلة وشغف وكبرياء.
من تلك المجالات كان معترك الإعلام؛ فخلدت الرائدة الإعلامية موزة الزايد اسمها بفخر، وهي ابنة عراب الصحافة الخليجية الأستاذ عبدالله الزايد عندما كانت أول بحرينية وخليجية تساهم بكتابة المقالات في جريدة والدها «البحرين»، وهي تستحق بجدارة أن تذكر اليوم والبحرين تحتفي بالمرأة تحت شعار «المرأة والإعلام»، الأمر الذي يعكس حرص صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، قرينة جلالة الملك، على تكريم المرأة البحرينية المتميزة في المجالات كافة منذ أن حملت لواء ذلك قبل عقد وأكثر من الزمان.
وحينما نتحدث عن ريادة المرأة البحرينية في مجال الإعلام لا بد أن نقف عند محطات رئيسة، أبرزها مع ظهور إذاعة البحرين عام 1955، فمنذ نطق الراحل الكبير إبراهيم كانو «هنا البحرين» عبر أثير الإذاعة، لم تتأخر المرأة البحرينية، إذ شعرت على ما يبدو أنه يوجه لها بشكل خاص جانباً من ندائه، فأجابت سريعاً «وهنا الإعلامية البحرينية»، ومنذ ذلك الوقت بدأت كمذيعة تقدم البرامج المحلية، وما لبثت أن اقتحمت كل مجالات الإذاعة من إخراج وإعداد وإشراف وتنسيق، ولم يختلف الوضع عندما تأسس تلفزيون البحرين عام 1974، فكانت أول وجه خليجي يظهر على شاشة التلفزيون، رافق ذلك التوقيت بروز نجمات في الصحافة المحلية، منذ ذلك الوقت وإلى يومنا هذا والإعلامية البحرينية تواصل عطاءها من جيل إلى جيل، حتى في مجالات الإعلام الاجتماعي الحديث والعلاقات العامة وغيرها من المجالات المرتبطة بالعمل الإعلامي.
وإذا ما أردنا أن نحتفي بالإعلامية البحرينية في يومها نستذكر بالاسم عقداً من رائدات الإعلام المرئي والمسموع من جيل العمالقة، مع حفظ الألقاب والتقدير؛ هالة العمران، بهية الجشي، الراحلة الكبيرة كريمة الزيداني، بدرية عبداللطيف، عايشة عبداللطيف، استقلال أحمد، سوسن الشاعر، أمينة الشملان، أمينة حسن، شيخة المضاحكة، فتحية الجهوري، سناء يونس، فوزية محمد، فوزية زينل، أحلام محمد، بروين زينل، لطيفة مجرن، فاطمة القاسمي، أحلام رجب، إلهام داود، أليس سمعان، وداد رضي الموسوي.. والكثير من الأسماء اللامعة التي قد لا يعرفها الجيل الجديد، مروراً بجيل إعلامي لحقهن وسار على خطاهن كسهير عجاوي، إيمان مرهون، معصومة عبدالكريم، مايسة الذوادي،عهدية أحمد، بروين حبيب، هند كرم.. إضافة لجيل جديد واعد لا يسعني ذكره.
تحفظ ذاكرة الإعلام البحرين نجوماً بارزة منها من رحل لكنه خالد، ومنها من أعطى فأوفى وسلم الراية، ومنها من مازال يعطي ويضحي، ومنها من هو في بداية طريقه يتعلم ويجرب ويجتهد، أما الصحافة المكتوبة ففيها من الأسماء الرائدة والشابة الكثير الكثير مما لا يمكن حصره هنا، فلهن جميعاً قلماً قلماً تحية تقدير ومودة.
شريط إخباري..
بعد كل ذلك؛ ألا يستحق الإعلام والصحافة البحرينية بكل عطاء وتاريخ رجاله ونسائه قانوناً حديثاً وعصرياً للصحافة والإعلام المرئي والمسموع، بعدما أمضى مشروع القانون قرابة 10 أعوام في أدراج السلطة التشريعية، وعلمنا أنه لن يناقش كذلك في دور الانعقاد الحالي، ما يعني ترحليه لفصل تشريعي قادم لا نعرف لا شكله وتكوينه، وكانت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام قد صرحت سابقاً بأن مشروع القانون المرتقب ارتكز على دستور البحرين والاتفاقات الدولية والمرسوم بقانون رقم 47 للعام 2002 بشأن تنظيم الطباعة والنشر وتوصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق وتوصيات الخبراء الإعلاميين والقوانين والتشريعات الأمريكية للصحافة والإعلام «الأنجلو ـ ساكسوني» والقانون البريطاني والقوانين والتشريعات الفرنسية والكندية والأردنية والمغربية والتونسية والجزائرية في مجال الإعلام!!
حقيقة مرتكزات كثيرة من المفترض أنها تبشر بقانون شامل وافٍ متطور، لكن الأهم متى سيرى النور وسنراه؟ فحتى الراحلة كريمة الزيداني كانت تحلم برؤيته ولقائه مع هيكل الإعلام الموعود، وصرحت بذلك كثيراً قبل أن تلقى ربها.
{{ article.visit_count }}
نعم لم تترك البحرينية مجالاً إلا ودخلته، وكأن مخزون تاريخ هذه الأرض يسري في عروقهن بإرث يعود لقرابة 4 آلاف و500 عام منذ دلمون، فنساء دلمون كن يعملن في مجالات عدة، ولم يقتصر وجودهن على البيت ورعاية الأطفال، ولا أظن أن ذلك يأتي من قبيل الصدفة، ولا أمنع رغبتي في اعتقادها جينات توارثتها سيدات هذه الأرض بحرص شديد وعزيمة أصيلة وشغف وكبرياء.
من تلك المجالات كان معترك الإعلام؛ فخلدت الرائدة الإعلامية موزة الزايد اسمها بفخر، وهي ابنة عراب الصحافة الخليجية الأستاذ عبدالله الزايد عندما كانت أول بحرينية وخليجية تساهم بكتابة المقالات في جريدة والدها «البحرين»، وهي تستحق بجدارة أن تذكر اليوم والبحرين تحتفي بالمرأة تحت شعار «المرأة والإعلام»، الأمر الذي يعكس حرص صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، قرينة جلالة الملك، على تكريم المرأة البحرينية المتميزة في المجالات كافة منذ أن حملت لواء ذلك قبل عقد وأكثر من الزمان.
وحينما نتحدث عن ريادة المرأة البحرينية في مجال الإعلام لا بد أن نقف عند محطات رئيسة، أبرزها مع ظهور إذاعة البحرين عام 1955، فمنذ نطق الراحل الكبير إبراهيم كانو «هنا البحرين» عبر أثير الإذاعة، لم تتأخر المرأة البحرينية، إذ شعرت على ما يبدو أنه يوجه لها بشكل خاص جانباً من ندائه، فأجابت سريعاً «وهنا الإعلامية البحرينية»، ومنذ ذلك الوقت بدأت كمذيعة تقدم البرامج المحلية، وما لبثت أن اقتحمت كل مجالات الإذاعة من إخراج وإعداد وإشراف وتنسيق، ولم يختلف الوضع عندما تأسس تلفزيون البحرين عام 1974، فكانت أول وجه خليجي يظهر على شاشة التلفزيون، رافق ذلك التوقيت بروز نجمات في الصحافة المحلية، منذ ذلك الوقت وإلى يومنا هذا والإعلامية البحرينية تواصل عطاءها من جيل إلى جيل، حتى في مجالات الإعلام الاجتماعي الحديث والعلاقات العامة وغيرها من المجالات المرتبطة بالعمل الإعلامي.
وإذا ما أردنا أن نحتفي بالإعلامية البحرينية في يومها نستذكر بالاسم عقداً من رائدات الإعلام المرئي والمسموع من جيل العمالقة، مع حفظ الألقاب والتقدير؛ هالة العمران، بهية الجشي، الراحلة الكبيرة كريمة الزيداني، بدرية عبداللطيف، عايشة عبداللطيف، استقلال أحمد، سوسن الشاعر، أمينة الشملان، أمينة حسن، شيخة المضاحكة، فتحية الجهوري، سناء يونس، فوزية محمد، فوزية زينل، أحلام محمد، بروين زينل، لطيفة مجرن، فاطمة القاسمي، أحلام رجب، إلهام داود، أليس سمعان، وداد رضي الموسوي.. والكثير من الأسماء اللامعة التي قد لا يعرفها الجيل الجديد، مروراً بجيل إعلامي لحقهن وسار على خطاهن كسهير عجاوي، إيمان مرهون، معصومة عبدالكريم، مايسة الذوادي،عهدية أحمد، بروين حبيب، هند كرم.. إضافة لجيل جديد واعد لا يسعني ذكره.
تحفظ ذاكرة الإعلام البحرين نجوماً بارزة منها من رحل لكنه خالد، ومنها من أعطى فأوفى وسلم الراية، ومنها من مازال يعطي ويضحي، ومنها من هو في بداية طريقه يتعلم ويجرب ويجتهد، أما الصحافة المكتوبة ففيها من الأسماء الرائدة والشابة الكثير الكثير مما لا يمكن حصره هنا، فلهن جميعاً قلماً قلماً تحية تقدير ومودة.
شريط إخباري..
بعد كل ذلك؛ ألا يستحق الإعلام والصحافة البحرينية بكل عطاء وتاريخ رجاله ونسائه قانوناً حديثاً وعصرياً للصحافة والإعلام المرئي والمسموع، بعدما أمضى مشروع القانون قرابة 10 أعوام في أدراج السلطة التشريعية، وعلمنا أنه لن يناقش كذلك في دور الانعقاد الحالي، ما يعني ترحليه لفصل تشريعي قادم لا نعرف لا شكله وتكوينه، وكانت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام قد صرحت سابقاً بأن مشروع القانون المرتقب ارتكز على دستور البحرين والاتفاقات الدولية والمرسوم بقانون رقم 47 للعام 2002 بشأن تنظيم الطباعة والنشر وتوصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق وتوصيات الخبراء الإعلاميين والقوانين والتشريعات الأمريكية للصحافة والإعلام «الأنجلو ـ ساكسوني» والقانون البريطاني والقوانين والتشريعات الفرنسية والكندية والأردنية والمغربية والتونسية والجزائرية في مجال الإعلام!!
حقيقة مرتكزات كثيرة من المفترض أنها تبشر بقانون شامل وافٍ متطور، لكن الأهم متى سيرى النور وسنراه؟ فحتى الراحلة كريمة الزيداني كانت تحلم برؤيته ولقائه مع هيكل الإعلام الموعود، وصرحت بذلك كثيراً قبل أن تلقى ربها.