يقول الشيخ سلمان العودة حفظه الله «إذا انتظرت من الناس رد الجميل فسيطول عناؤك، وإذا انتظروا منك هذا فسيطول عناؤهم. ضع بين عينيك «إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً»».
هل فكرت يا صاحبي يوماً ما بمعنى «التواصل»؟ هل فكرت في لحظة من لحظات حياتك أن تظل حبيس أدراج النسيان؟ هل استطعت أن تلملم أفكارك المشتتة لتعطي نفسك المتنفس الأكبر لتفهم كيف تستطيع أن تتواصل مع الآخرين؟ هل باستطاعتك أن تكون شامة بين الناس بقوة تواصلك وثناء الآخرين عليك، وهم في الوقت ذاته لا يترددون أن يبادلوك نفس الشعور؟ هل جربت لحظة ما بأن ترفع الهاتف لتسأل عن أولئك الذين كان لهم الأثر الكبير في حياتك، وعن أحبابك ومحبيك وأهلك وناسك؟ هل ساقك تفكيرك بأن تتفهم بأن من تتعامل معهم ليسوا كآلات تدار، وإنما هم كيان له مشاعر وأحاسيس تتغير مع تغير ظروف الحياة والعيش؟
العديد من التساؤلات تطرح نفسها في هذا الإطار، والعديد من المفاهيم يجب أن نحولها إلى واقع ملموس في حياتنا، ونخرجها عن إطارها «الوراثي» المعتاد الذي توارثناه عن الآباء والأجداد. لقد قررت في لحظة ما أثناء «المسير» أن أستفيد من كل تواصل مر علي في حياتي منذ أن كنت طفلاً، قد أحيد عنه بعض المرات، ولكني أعود سريعاً لأتذكر معالمه التي مازالت ألوانها بائنة في نفسي، أتأمل فيها، وأتذكرها على الدوام، لأنه ليس بتواصل عادي، بل تواصل زرع في نفسي الكثير من القيم والاتجاهات، وأثر في السلوك، وجعلني أعد خطواتي في المسير بصورة جيدة ومتبصرة من أجل أن أكون مثل الشجرة الباسقة التي تؤتي ثمرها في كل حين.
فعندما أتواصل مع يوم الجمعة، فإني أعلم علم اليقين بأنه «العيد الأسبوعي» لنفسي، ويوم التغيير الذي أعده فرصة مواتية لكي ألتقط فيه الأنفاس وأبعث الخير في نفسي من جديد، أقرأ سورة الكهف لتضيء أيامي القادمة بنور رباني، وأتلذذ بالصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وألتقي مع من أتواصل معهم في صلاة الجمعة، يسألون عني عند غيابي، وأترقب صلة الأرحام، ولحظات الاستجمام بعيداً عن ضغوطات الأسبوع، ولحظات غاليات بساعة تستجاب فيها الدعوات، يقول صاحبي في مسير التواصل «بوإبراهيم»: «قد تشغلنا أيام العمل عن بعض الطاعات، فلنستغل أيام الإجازات لترميم ما نقص منها». ويقول الشيخ سلمان العودة في هذا المجال: «يوم التغيير هو يوم الجمعة، وسورة التغيير التاريخي هي الكهف: في حالة الضعف «أصحاب الكهف»، وفي حالة القوة «ذو القرنين»، والتغيير الجزئي في حماية السفينة من الملك الغاصب، وارتباط التغيير بالمشاعر والسلوك: «فعسى ربي أن يؤتينِ خيراً من جنتك ويرسل عليها حسباناً»».
وعندما أتذكر «تواصلي» مع الأنفس الربانية الإيمانية الشفافة، أتذكر معلمي العزيز «بوعبدالله» الذي طبع في نفسي أعظم الأثر بأن لا أبدأ بأي حديث أو عمل قبل أن أبدأ يومي «بأذكار الصباح»، ومثلها في المساء «أذكار المساء». وأتذكر معلمي العزيز «بومنصور» رحمه الله الذي ضرب أمامي أجمل الأمثلة في مفاهيم «التواصل»، مازلت أحاكيها في مسير الحياة، فإن صافحك تواصل معك بمصافحته الساخنة وبعينيه وبابتسامته المشرقة، وإن تحدث معك جذبك بكلماته المشوقة وحروفه المتفائلة، وحنانه المتدفق، ودفعك للعطاء وأن العمل لله تعالى وحده، والإخلاص هو الثمرة الباقية في حياة المرء القصيرة.
وعندما ترغمك ظروف الحياة على الالتقاء مع من تجمعك بهم وشائج الرحم والقرابة في فرح أو تعازٍ لا قدر الله، فإنك تضطر حينها أن تكون قريباً إلى قلوبهم وأبصارهم، وما إن تحين لحظات الانصراف، حتى يبادر كل شخص بالتسجيل في مفكرته هاتف الآخر، لتبدأ صفحة جديدة من التواصل «بمجموعة واتسابية» تجدد التواصل مع أحباب العائلة الذين منعتهم ظروف الحياة من الالتقاء في الظروف المعتادة.
وعندما أستشعر قرب ذلك المرء الذي علمني معاني الوفاء والتواصل، وإن أبعدتني عنه ظروف الحياة، فإني أنكس رأسي خجلاً من تقديره واحترامه الذي عرفت فيما بعد بأنه «أجمل من أي تواصل كان» في حياة البشر، فهو يتفقدك، ويواسيك في ملماتك، ويخبرك بتواصله بأنه معك، مهما طال الزمان.
ومع لحظات التبصر في معاني التواصل، فإني على موعد مع أهم جوانب التواصل النفسي والقلبي، إنه التواصل الأجمل والأهم مع مولاي رب العالمين، الذي أكرمني وتفضل علي في حياتي، وبارك لي في كل خطوة، وعلمني وابتلاني، وشرفني بأن أكون «خليفته في الأرض» أوصل رسالته، وأبلغ دعوته، وأنشر الخير، ليكون لي خير امتحان، أسأل الله تعالى أن يعينني على اجتيازه بنجاح، حتى أفوز بتواصلي مع الملك الديان، بالفردوس الأعلى.
هل فكرت يا صاحبي يوماً ما بمعنى «التواصل»؟ هل فكرت في لحظة من لحظات حياتك أن تظل حبيس أدراج النسيان؟ هل استطعت أن تلملم أفكارك المشتتة لتعطي نفسك المتنفس الأكبر لتفهم كيف تستطيع أن تتواصل مع الآخرين؟ هل باستطاعتك أن تكون شامة بين الناس بقوة تواصلك وثناء الآخرين عليك، وهم في الوقت ذاته لا يترددون أن يبادلوك نفس الشعور؟ هل جربت لحظة ما بأن ترفع الهاتف لتسأل عن أولئك الذين كان لهم الأثر الكبير في حياتك، وعن أحبابك ومحبيك وأهلك وناسك؟ هل ساقك تفكيرك بأن تتفهم بأن من تتعامل معهم ليسوا كآلات تدار، وإنما هم كيان له مشاعر وأحاسيس تتغير مع تغير ظروف الحياة والعيش؟
العديد من التساؤلات تطرح نفسها في هذا الإطار، والعديد من المفاهيم يجب أن نحولها إلى واقع ملموس في حياتنا، ونخرجها عن إطارها «الوراثي» المعتاد الذي توارثناه عن الآباء والأجداد. لقد قررت في لحظة ما أثناء «المسير» أن أستفيد من كل تواصل مر علي في حياتي منذ أن كنت طفلاً، قد أحيد عنه بعض المرات، ولكني أعود سريعاً لأتذكر معالمه التي مازالت ألوانها بائنة في نفسي، أتأمل فيها، وأتذكرها على الدوام، لأنه ليس بتواصل عادي، بل تواصل زرع في نفسي الكثير من القيم والاتجاهات، وأثر في السلوك، وجعلني أعد خطواتي في المسير بصورة جيدة ومتبصرة من أجل أن أكون مثل الشجرة الباسقة التي تؤتي ثمرها في كل حين.
فعندما أتواصل مع يوم الجمعة، فإني أعلم علم اليقين بأنه «العيد الأسبوعي» لنفسي، ويوم التغيير الذي أعده فرصة مواتية لكي ألتقط فيه الأنفاس وأبعث الخير في نفسي من جديد، أقرأ سورة الكهف لتضيء أيامي القادمة بنور رباني، وأتلذذ بالصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وألتقي مع من أتواصل معهم في صلاة الجمعة، يسألون عني عند غيابي، وأترقب صلة الأرحام، ولحظات الاستجمام بعيداً عن ضغوطات الأسبوع، ولحظات غاليات بساعة تستجاب فيها الدعوات، يقول صاحبي في مسير التواصل «بوإبراهيم»: «قد تشغلنا أيام العمل عن بعض الطاعات، فلنستغل أيام الإجازات لترميم ما نقص منها». ويقول الشيخ سلمان العودة في هذا المجال: «يوم التغيير هو يوم الجمعة، وسورة التغيير التاريخي هي الكهف: في حالة الضعف «أصحاب الكهف»، وفي حالة القوة «ذو القرنين»، والتغيير الجزئي في حماية السفينة من الملك الغاصب، وارتباط التغيير بالمشاعر والسلوك: «فعسى ربي أن يؤتينِ خيراً من جنتك ويرسل عليها حسباناً»».
وعندما أتذكر «تواصلي» مع الأنفس الربانية الإيمانية الشفافة، أتذكر معلمي العزيز «بوعبدالله» الذي طبع في نفسي أعظم الأثر بأن لا أبدأ بأي حديث أو عمل قبل أن أبدأ يومي «بأذكار الصباح»، ومثلها في المساء «أذكار المساء». وأتذكر معلمي العزيز «بومنصور» رحمه الله الذي ضرب أمامي أجمل الأمثلة في مفاهيم «التواصل»، مازلت أحاكيها في مسير الحياة، فإن صافحك تواصل معك بمصافحته الساخنة وبعينيه وبابتسامته المشرقة، وإن تحدث معك جذبك بكلماته المشوقة وحروفه المتفائلة، وحنانه المتدفق، ودفعك للعطاء وأن العمل لله تعالى وحده، والإخلاص هو الثمرة الباقية في حياة المرء القصيرة.
وعندما ترغمك ظروف الحياة على الالتقاء مع من تجمعك بهم وشائج الرحم والقرابة في فرح أو تعازٍ لا قدر الله، فإنك تضطر حينها أن تكون قريباً إلى قلوبهم وأبصارهم، وما إن تحين لحظات الانصراف، حتى يبادر كل شخص بالتسجيل في مفكرته هاتف الآخر، لتبدأ صفحة جديدة من التواصل «بمجموعة واتسابية» تجدد التواصل مع أحباب العائلة الذين منعتهم ظروف الحياة من الالتقاء في الظروف المعتادة.
وعندما أستشعر قرب ذلك المرء الذي علمني معاني الوفاء والتواصل، وإن أبعدتني عنه ظروف الحياة، فإني أنكس رأسي خجلاً من تقديره واحترامه الذي عرفت فيما بعد بأنه «أجمل من أي تواصل كان» في حياة البشر، فهو يتفقدك، ويواسيك في ملماتك، ويخبرك بتواصله بأنه معك، مهما طال الزمان.
ومع لحظات التبصر في معاني التواصل، فإني على موعد مع أهم جوانب التواصل النفسي والقلبي، إنه التواصل الأجمل والأهم مع مولاي رب العالمين، الذي أكرمني وتفضل علي في حياتي، وبارك لي في كل خطوة، وعلمني وابتلاني، وشرفني بأن أكون «خليفته في الأرض» أوصل رسالته، وأبلغ دعوته، وأنشر الخير، ليكون لي خير امتحان، أسأل الله تعالى أن يعينني على اجتيازه بنجاح، حتى أفوز بتواصلي مع الملك الديان، بالفردوس الأعلى.