أبرز مكونات مجتمع البحرين هما المكوّن السني ونظيره الشيعي، بالإضافة إلى مكونات أخرى أصغر تضم طوائف وأقليات محدودة العدد من المسيحيين واليهود وغيرها. لم يتغير هذا المشهد الفريد بتنوعاته الثرية رغم جميع الأزمات التي تعاقبت على البلاد منذ مطلع القرن العشرين، وحتى في فترات الصراع الدموي بين هذه المكونات أثبتت أنها قادرة على التعايش وليس الانصهار في بعضها بعضاً.
حدثت أزمة 2011 وما أسفر عنها من تحديات، وكانت النتيجة ما وصلنا إليه اليوم، ولم تتغير المكونات الأساسية للمجتمع المحلي. ولكننا اليوم نشهد تحولات هامة داخل كل مكون من هذه المكونات لأسباب عدة، بعضها سياسي، وبعضها له أبعاد محلية وإقليمية. فهل من الممكن أن يكون العام 2014 عاماً لتشكيل مكونات جديدة قد تتماهى فيه المكونات الأكبر وتتحول إلى مكونات أصغر؟
إقليمياً ليست ظاهرة انقسام مكونات المجتمعات العربية بجديدة، فهناك دول عديدة مرّت بها من دول الشام العربي انتقالاً إلى بلدان شمال إفريقيا العربية التي نشاهد أبرز مثال لها في ليبيا. فهل بالفعل هناك موجة انقسامات داخلية بين العرب ليتحولوا إلى طوائف وأقليات وأغلبيات هنا وهناك؟
نعود مرة أخرى إلى البحرين، فمن يتابع تطورات المشهد السياسي عبر أسبوع مضى من الآن يمكنه أن يتعرف على حجم الانقسامات التي ظهرت إلى السطح، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تكون هذه الانقسامات وليدة اللحظة أو بسبب استئناف الحوار. هناك امتدادات لها طوال نحو 3 أعوام ماضية أدت إلى هذه اللحظة المعقدة.
المشهد البحريني اليوم يقوم على انقسامات حادة لدى المكوّن الشيعي، وانقسامات أخرى مماثلة لدى المكوّن السني، فمن المستفيد من هذه الانقسامات؟ وما هي النتائج التي يمكن أن تترتب عليها؟
لم تحدث هذه الانقسامات لولا وجود قابلية مرتفعة لدى البحرينيين لكي ينقسموا بين مؤيد ومعارض، بل صار الاتجاه الجديد هو المعارضة، ولا يقصد بها المعارضة العقلانية المتزنة والمعتدلة، بل المعارضة المتطرفة، فليس مطلوباً التفكير بهدوء وعقلانية، بل المطلوب عدم التفكير ومناقشة القضايا بانفعالية مفرطة فهذه هي الطريقة الأنسب للدفاع عن المصلحة العامة، وعن مصالح جميع مكونات المجتمع.
هناك تكتيكات قد يقوم بها البعض بقصد أو دون قصد، ولكن نتائجها كارثية في معظم الأوقات، ومنها التكتيكات التي قد تؤدي إلى تثوير مكونات المجتمع بشكل لا إرادي، ومع وجود توافق في المصالح والرؤى من الممكن أن تلتقي جميع الفئات الفرعية من المكونات الأساسية مع بعضها بعضاً لأنها تحمل التطرف ذاته.
نظرة
قد يكون الإنسان متطرفاً، ولكنه لا يدرك ذلك إلا متأخراً أو عندما يخبره الآخرون.
{{ article.visit_count }}
حدثت أزمة 2011 وما أسفر عنها من تحديات، وكانت النتيجة ما وصلنا إليه اليوم، ولم تتغير المكونات الأساسية للمجتمع المحلي. ولكننا اليوم نشهد تحولات هامة داخل كل مكون من هذه المكونات لأسباب عدة، بعضها سياسي، وبعضها له أبعاد محلية وإقليمية. فهل من الممكن أن يكون العام 2014 عاماً لتشكيل مكونات جديدة قد تتماهى فيه المكونات الأكبر وتتحول إلى مكونات أصغر؟
إقليمياً ليست ظاهرة انقسام مكونات المجتمعات العربية بجديدة، فهناك دول عديدة مرّت بها من دول الشام العربي انتقالاً إلى بلدان شمال إفريقيا العربية التي نشاهد أبرز مثال لها في ليبيا. فهل بالفعل هناك موجة انقسامات داخلية بين العرب ليتحولوا إلى طوائف وأقليات وأغلبيات هنا وهناك؟
نعود مرة أخرى إلى البحرين، فمن يتابع تطورات المشهد السياسي عبر أسبوع مضى من الآن يمكنه أن يتعرف على حجم الانقسامات التي ظهرت إلى السطح، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تكون هذه الانقسامات وليدة اللحظة أو بسبب استئناف الحوار. هناك امتدادات لها طوال نحو 3 أعوام ماضية أدت إلى هذه اللحظة المعقدة.
المشهد البحريني اليوم يقوم على انقسامات حادة لدى المكوّن الشيعي، وانقسامات أخرى مماثلة لدى المكوّن السني، فمن المستفيد من هذه الانقسامات؟ وما هي النتائج التي يمكن أن تترتب عليها؟
لم تحدث هذه الانقسامات لولا وجود قابلية مرتفعة لدى البحرينيين لكي ينقسموا بين مؤيد ومعارض، بل صار الاتجاه الجديد هو المعارضة، ولا يقصد بها المعارضة العقلانية المتزنة والمعتدلة، بل المعارضة المتطرفة، فليس مطلوباً التفكير بهدوء وعقلانية، بل المطلوب عدم التفكير ومناقشة القضايا بانفعالية مفرطة فهذه هي الطريقة الأنسب للدفاع عن المصلحة العامة، وعن مصالح جميع مكونات المجتمع.
هناك تكتيكات قد يقوم بها البعض بقصد أو دون قصد، ولكن نتائجها كارثية في معظم الأوقات، ومنها التكتيكات التي قد تؤدي إلى تثوير مكونات المجتمع بشكل لا إرادي، ومع وجود توافق في المصالح والرؤى من الممكن أن تلتقي جميع الفئات الفرعية من المكونات الأساسية مع بعضها بعضاً لأنها تحمل التطرف ذاته.
نظرة
قد يكون الإنسان متطرفاً، ولكنه لا يدرك ذلك إلا متأخراً أو عندما يخبره الآخرون.