في الجمعة الأولى بالعام الجديد دائماً ما ننتظر العام الجديد بالكثير من الأماني السعيدة ويكون العام الذي طويت أوراقه هو الضحية فالعام الذي نستقبله كالمولود الجديد دائماً ما تتفاءل العائلة بمقدمه وتنتظر على قدومه أن يعم الخير والسعادة العائلية بعد أن حرمت منها طوال سنواتها الماضية، ونحن نستقبل العام الجديد نهلل ونفرح «ولا تشيلنا الأرض» وكأن العام الجديد قد وزع أخباره السعيدة بعد أن انزاح الغم والأخبار التي لم نجني منها إلا «عوار الراس والقلب معاً».
مشهد يتكرر كل عام مع دخول السنة الجديدة ومع أولى أوراقها التي دائماً ما ننظر لها بعيون لا تعرف الحزن ولا التفكير بنبأ قد يعكر استقبالنا لهذا المولود الجديد ونبدأ في الأماني والطلبات التي لو وضعت على جبل لسوي مع الأرض من كثرها، لكننا على ثقة بأنها أقل من المطلوب ولابد لنا بزيادتها قليلاً، وتتوارد الطلبات والأماني.
أن تتحقق كل الأماني التي أتعبتنا ونحن نلهث في البحث عنها لسنوات ولم تكن إلا سراباً لكن هناك الكثير منها تسكن داخل بيوت كل إنسان محب لبلده وأهله وقيادته بأن تعود الابتسامة ما بين كل أبناء بلده وأن يكون كل أهل البحرين إخوة يسكنون البيت العود ويتبادلون الزيارات وأن تعود ثقافة تبادل الطبخات بين الأمهات وأن نكون بحراً واحداً لا«بحرين» يشعر من خلاله الجميع أنهم أبناء أرض واحدة والحب هو ما يربطهم، وأن نصحوا في أيام العام الجديد لنفتح القنوات التليفزيونية ونشاهد نشرات الأخبار دون أن يكون بينها سيارات ملغومة أو قنابل محلية الصنع أو مستوردة وأن نقرأ الصحف بدون صفحات الحوادث والموت الذي نسمعه يومياً من حوادث سير يذهب ضحاياها أبناؤنا وأبناء الجيران ويرتاح رجال المرور من تحرير المخالفات المرورية، وأن نشاهد المساحة الكبيرة للزهور والحدائق التي يجتمع فيها كل أطياف الديرة بعيداً عن دخان «التايرات» وأن نشاهد عيال الديرة يدهم في يد رجال الأمن والورود ثالثهم بدل المولوتوف ومسيل الدموع وأن ينتعش اقتصاد البلد وتعود الأسعار إلى الانحدار في متناول الجميع وينام البحريني قرير العين في فراشه دون أن «يعور قلبه» بالتفكير في القروض والمحاكم وزيادة الراتب و«أبيال» الكهربة والتليفونات ومصاريف المدارس والعيد.
أماني كثيرة ألم أقل لكم لو وضعناها على جبل لسوي هو والأرض، لكننا نتفاءل بقدوم المولود الجديد فهو إن شاء الله قادر على أن ينقلنا إلى بر الأمان وأن يفعل العجايب التي عجزت عنها كل السنوات التي سبقته .
من الأماني القديمة الجديدة أن تستقر طيورنا بعيداً عن التفكير في الهجرة إلى بر آخر بعيداً عن البحرين ما أعنيه الفنانين الذين يمسحون الدمعة عن دروبنا في «برايحنا» ويرسمون البسمة عن محيا أبنائنا ويشعلون الفرح ناراً تدفئ بيوتنا المتواضعة تسمع كلامهم وشكاويهم تجدها أحزاناً تقرقر في عيونهم يعانون من البحث عن شقة تأويهم وأسرهم ولماذا هم غير لاعبي الكرة الذين لم يدخلوا الفرح بقدر ما أعطيناهم لماذا لا تكون هناك مكرمة للفنانين في منطقة سكنية تضمهم وأهلهم، وهذا ليس بالمستحيل على قيادتنا ومسؤولينا تجاه أبنائهم الفنانين اللهم يسر لهم الأمور وأدخل الفرحة على قلوب أهل الصحافة وأن يشاهدوا بيوتهم ويتلمسوها ويسكنوها وأن يتحول حلمهم إلى حقيقة وأن تفعل مكرمة جلالة الملك ويوضع لها حد وتخرج من ملعب الإسكان ودواعيس الإعلام إلى أرض الواقع اللهم آمين يارب العالمين أن نسمع أن هناك بحرينياً قلبه ينشطر دماً على ما مر من أيام في تقطيع أوصال أمنا البحرين وألا يكون هناك ما يسمى سنياً و شيعياً بل «بحريني أنا» وأن تكون هذه السنة مقدم خير على كل أهل البحرين تسير في درب واحد هو درب المحبة والخير خلف قيادتها، وأن يتفهم الوزراء أنهم رجال مسؤولون عن أبناء الديرة وما جيء بهم إلا لحل مشاكل المواطن المسكين والسير به في الدروب التي تفرحه وتنير دروبه لا لعذابه وبهدلته، وأن يتحملوا مسؤولياتهم بكل أمانة ليجعلوا الرجل الأول سمو رئيس الوزراء مرتاح البال وسرير الخاطر بوزرائه بدلاً أن يقوم هو بدورهم وهم نيام اللهم أسعد البحرين واجعل ما مضى من أيام في دفتر النسيان آمين يارب العالمين.
الرشفة الأخيرة
راحت سنة وجات سنة يارب عدل حالنا يارب نور دربنا يارب أسعد أهلنا يارب ترد أحوالنا وتشرع كل أبوابنا ويبقى الفرح ما ينتهي من دربنا ليلنه ينور فرحنه كما النهار وتصير كل أيامنا طبلاً وطاراً يزف من الفرح معرس من بيتنا لبيتنا .