منذ أن أعلن عن إحباط محاولة إدخال الذخائر والمواد شديدة الانفجار الإيرانية إلى البحرين قبل أيام على متن قارب قادم من العراق، والموضوع يشغل الناس ويقلقهم، ولا شك أن للحدث جذوره وأبعاده السياسية.
ولفهم أبعاد هذا الأمر لا بد لنا من العودة إلى الوراء قليلاً، وتحديدا قبل ست سنوات تقريباً، عندما كشف الدبلوماسي الإيراني المنشق عن النظام عادل الأسدي، والذي عمل قنصلاً عاماً لبلاده في إمارة دبي، عن شبكة العملاء والخلايا النائمة لإيران في دول مجلس التعاون الخليجي، إذ تحدث عن تفاصيل تجنيد وتدريب عدد من مواطني هذه الدول في إيران، وبحكم عمله بين أن طريقة وصولهم لإيران تكون عن طريق دولة ثالثة وأنهم لا يدخلون إيران بجوازاتهم وإنما بورقة تزودهم بها سفارة إيران في الدولة الثالثة، فإذا عادوا إلى بلدانهم لا يتبين أنهم دخلوا إيران مطلقا، وذكر أيضاً أن عملية وصول الأسلحة لهم في بلدانهم أمر سهل جداً؛ فعندما كان في لجنة السياسات الخارجية في مجلس الشورى وجهت اللجنة سؤالاً لمساعد وزير الخارجية عن ماذا حصل في البحرين مع حراس الثورة، فقال إنهم أرسلوا الأسلحة إلى مجموعات داخل البحرين في سفينة خاصة، وبين الدبلوماسي المنشق أن عمل هذه الخلايا يقسم إلى قسمين الأول عمل استخباري والثاني إرهابي، وهذه الخلايا مستعدة ومدربة على زعزعة أمن واستقرار الخليج إذا ما اقتضت حاجة إيران.
وبنظرة سريعة على الذخائر والأسلحة التي حملها القارب نجد أنها أسلحة لا يمكن لأشخاص عاديين التعامل معها، فهي بمجملها أسلحة تحتاج إلى متدربين تدريباً مسبقاً عليها خصوصاً وأن بعضاً منها بحاجة إلى تصنيع كمادة C4 شديدة الانفجار، والدوائر الكهربائية، كما ضمت الشحنة عبوات لاصقة، وهو ما ينذر بنية هذه المجموعات الإرهابية استهداف شخصيات ورموز في البحرين، فهذه اللاصقات توضع تحت مقعد السائق أو الراكب من الخارج وتفجر عن بعد، وهذه عبوات إيرانية الصنع يسميها شرطة العراق بـ «النجادية» نسبة إلى أحمدي نجاد، كما ضمت عبوات خارقة للدروع مما يعني أنهم ينوون توسيع دائرة المواجهة والانتقال من عملية إلقاء قنابل المولوتوف إلى التفجير بمضادات الدروع، ولقد سبق ذلك إعداد وتدريب لأتباع إيران للتعامل مع هذه المواد، كل ذلك يدل على سياسة جديدة في التعامل مع الشأن البحريني.
فبعد أن تمكنت إيران من أن تلعب لعباً مزدوجاً فهي من جهة تمكنت من السيطرة على العراق وحققت نفوذاً مطلقاً في سوريا ومن جهة أخرى استطاعت التوصل إلى اتفاق مع أمريكا وتخفف العقوبات عنها، راحت تجهز أتباعها للقتال، وتتبع سياسة إحراق الأرض وإثارة الفوضى ونشر الرعب، وهي سياسة سبق وأن استخدمتها في العراق وسوريا.
سياسة إيران هذه نتيجة طبيعية لتراجع الدور العربي أمامها وعدم اتخاذ مواقف حازمة تجاه تغلغلها في العراق وسوريا وفتح بوابة العالم العربي أمامها، ولا يمكن مواجهة هذه السياسة إلا من حيث ابتدأت أول مرة.
{{ article.visit_count }}
ولفهم أبعاد هذا الأمر لا بد لنا من العودة إلى الوراء قليلاً، وتحديدا قبل ست سنوات تقريباً، عندما كشف الدبلوماسي الإيراني المنشق عن النظام عادل الأسدي، والذي عمل قنصلاً عاماً لبلاده في إمارة دبي، عن شبكة العملاء والخلايا النائمة لإيران في دول مجلس التعاون الخليجي، إذ تحدث عن تفاصيل تجنيد وتدريب عدد من مواطني هذه الدول في إيران، وبحكم عمله بين أن طريقة وصولهم لإيران تكون عن طريق دولة ثالثة وأنهم لا يدخلون إيران بجوازاتهم وإنما بورقة تزودهم بها سفارة إيران في الدولة الثالثة، فإذا عادوا إلى بلدانهم لا يتبين أنهم دخلوا إيران مطلقا، وذكر أيضاً أن عملية وصول الأسلحة لهم في بلدانهم أمر سهل جداً؛ فعندما كان في لجنة السياسات الخارجية في مجلس الشورى وجهت اللجنة سؤالاً لمساعد وزير الخارجية عن ماذا حصل في البحرين مع حراس الثورة، فقال إنهم أرسلوا الأسلحة إلى مجموعات داخل البحرين في سفينة خاصة، وبين الدبلوماسي المنشق أن عمل هذه الخلايا يقسم إلى قسمين الأول عمل استخباري والثاني إرهابي، وهذه الخلايا مستعدة ومدربة على زعزعة أمن واستقرار الخليج إذا ما اقتضت حاجة إيران.
وبنظرة سريعة على الذخائر والأسلحة التي حملها القارب نجد أنها أسلحة لا يمكن لأشخاص عاديين التعامل معها، فهي بمجملها أسلحة تحتاج إلى متدربين تدريباً مسبقاً عليها خصوصاً وأن بعضاً منها بحاجة إلى تصنيع كمادة C4 شديدة الانفجار، والدوائر الكهربائية، كما ضمت الشحنة عبوات لاصقة، وهو ما ينذر بنية هذه المجموعات الإرهابية استهداف شخصيات ورموز في البحرين، فهذه اللاصقات توضع تحت مقعد السائق أو الراكب من الخارج وتفجر عن بعد، وهذه عبوات إيرانية الصنع يسميها شرطة العراق بـ «النجادية» نسبة إلى أحمدي نجاد، كما ضمت عبوات خارقة للدروع مما يعني أنهم ينوون توسيع دائرة المواجهة والانتقال من عملية إلقاء قنابل المولوتوف إلى التفجير بمضادات الدروع، ولقد سبق ذلك إعداد وتدريب لأتباع إيران للتعامل مع هذه المواد، كل ذلك يدل على سياسة جديدة في التعامل مع الشأن البحريني.
فبعد أن تمكنت إيران من أن تلعب لعباً مزدوجاً فهي من جهة تمكنت من السيطرة على العراق وحققت نفوذاً مطلقاً في سوريا ومن جهة أخرى استطاعت التوصل إلى اتفاق مع أمريكا وتخفف العقوبات عنها، راحت تجهز أتباعها للقتال، وتتبع سياسة إحراق الأرض وإثارة الفوضى ونشر الرعب، وهي سياسة سبق وأن استخدمتها في العراق وسوريا.
سياسة إيران هذه نتيجة طبيعية لتراجع الدور العربي أمامها وعدم اتخاذ مواقف حازمة تجاه تغلغلها في العراق وسوريا وفتح بوابة العالم العربي أمامها، ولا يمكن مواجهة هذه السياسة إلا من حيث ابتدأت أول مرة.