يعود إنشاء «فرضة المنامة» شمالي البحرين وعلى بعد أمتار قليلة من مدخل «باب البحرين» إلى عام 1917 لتكون بوابة العاصمة وسوقها القديم، ومركزاً للاستيراد والتصدير من وإلى دول الخليج.
وتشير الدراسات إلى أن المراكب والسفن المحملة بالبضائع والركاب كانت ترسو على بعد 7 أميال من الفرضة بسبب مياه البحرين الشمالية الضحلة. وكانت حمولة المراكب تـحول إلى قوارب ساحلية لإيصالها إلى الفرضة في رحلة كانت تستغرق نحو ساعة واحدة. وكانت «فرضة المنامة» بمثابة ميناء ينتقل عبر المسافرون إلى «فرضة الخبر» المقابلة عبر القوارب التقليدية مثل السنبوك والبوم والجالبوت والبغلة.
وربما تعود الإرهاصات الأولى لربط المملكة العربية السعودية بالبحرين إلى فترة اكتشاف النفط وتصديره من الحقول السعودية في المنطقة الشرقية عام 1935 حيث بدأت شركة أرامكو بإنشاء «فرضة الخبر» وهي عبارة عن رصيف صغير لرسو القوارب إلى جواره مبنى صغير للجمارك.
وشكلت هذه الفرضة مكاناً لانطلاق عبارات تحمل موظفي «أرامكو» الأجانب إلى البحرين أسبوعيا، وفي العاشر من يوليو 1957 تم نقل أول شحنة تجارية من نفط المنطقة الشرقية إلى معامل التكرير في البحرين انطلاقاً من هذه الفرضة. وسرعان ما أصحبت «فرضة الخبر» ميناءً تجارياً للبضائع بين البحرين والسعودية وكذلك مرسى للقوارب التقليدية إلى فرضة المنامة.
لكن وبافتتاح جسر الملك فهد عام 1986 تلاشت بشكل كامل أهمية فرضتي «المنامة والخبر» وأصحبت أثراً بعد عين، لكن مازال أهلنا يرون لنا ذكرياتهم في التنقل بين السعودية والبحرين عبر كل من فرضتي المنامة والخبر في النصف الأول من القرن الماضي، وكيف كانوا رواداً في التجارة وتمكنوا من جعل هذه المنطقة ملتقى لخطوط التجارة والنقل في الإقليم.
*نائب رئيس اللجنة الأهلية لتطوير سوق المنامة