مناقشة على الواقف جمعت بيني واثنين من الناشطين السياسيين والاجتماعيين، رأى أحدهما أن المشكلة تتعقد أكثر بسبب الممارسات اللامسؤولة من قبل البعض في الشوارع لأنها تعطل الحياة ويصعب معها مطالبة الدولة بأي شيء لأن الدولة لا يمكنها أن تستجيب في ظل استمرار هذا الأمر الذي لا يمكن لأي سلطة أن تقبل به، ورأى أن بداية الحل لمشكلتنا هي التوقف عن تلك الممارسات وتوفير مساحة من الهدوء تتيح الفرصة للعقل كي يتحدث. بينما رأى الآخر أن تركيز الدولة على حل المشكلات المعيشية بتوفير السكن الملائم والوظائف وتحسين الرواتب والسيطرة على غول الغلاء الذي فحش حتى فقد الحياء من شأنه أن يؤدي إلى ابتعاد المغرر بهم عن الجمعيات السياسية التي تستغل ظروفهم المعيشية لإقناعهم بمشروعها المتمثل في المطالبة بالمشاركة في الحكم والقرار عبر ما تطرحه من أفكار تعبر عن حلمها مرتفع السقف.
الأول رأى أن الحل يبدأ بخطوة عملية يبادر بها الفاعلون في الشارع، وذلك بالتوقف عن أعمال التخريب التي تستوجب بالضرورة مواجهتها من قبل رجال الأمن، والثاني رأى أن الحل يبدأ بخطوة عملية تبادر بها الدولة وذلك بالعمل على رفع المستوى المعيشي للمواطنين ليكون بمثابة الجدار الذي يمنع ذلك البعض الحالم من استغلال البسطاء.
ما قاله الأول في تلك المناقشة السريعة منطقي، وما قاله الثاني منطقي أيضاً، وتحقيق الأمرين من شأنه أن يضعنا في طريق الحل لهذه المشكلة التي طالت حتى أتاحت للآخرين فرصة التدخل فيها الأمر الذي زادها تعقيداً.
في اعتقادي أن من المهم جداً أن تتخذ «المعارضة» بكل فئاتها قراراً جريئاً بالتوقف عن أعمال التخريب والفوضى لتتيح للدولة فرصة الدخول في عملية إصلاح شاملة أساسها تحسين الوضع المعيشي.
في فترة السبعينيات تمكن الاتحاد السوفيتي من نشر المبادئ الشيوعية في المناطق التي كانت تعاني من مستوى معيشي منخفض، كان ذلك يتم بسهولة، لأن من يعيش في مستوى لا يجد فيه ما يشعره بأنه يعيش الحياة التي يفترض أن يعيشها يسهل على من يحمل مشروعاً سياسياً أن يؤثر عليه ويستميله وينظمه، فالسياسي بالنسبة لهذا الذي يعيش ظروفاً صعبة مثله مثل الشيطان الذي يزين له ويوهمه بأنه إنما بقبوله لما يطرحه سيظفر بما لا عين رأت والنعيم.
بهذه الطريقة انتشرت مبادئ الشيوعية وانضم إليها الكثيرون. الأمر نفسه وإن اختلفت التفاصيل يقوم به اليوم أولئك الذين يحلمون بالسلطة، وليس أسهل من استغلال العامة الذين يعيشون في ظروف معيشية صعبة أو على الأقل يعتبرونها صعبة قياساً لظروف معيشية ينعم بها جيرانهم.
معنى الكلام أن الذي يحدث من أعمال شغب وتخريب وفوضى سببه أن أولئك الحالمين تمكنوا من استغلال البسطاء وتحويلهم إلى أدوات يستخدمونها لتحقيق حلمهم، وأنه إن أرادت الدولة أن تفشل مشروعهم فإن عليها أن تغلق هذا الباب بتحسين الوضع المعيشي للمواطنين الذين لن يقبلوا بعد ذلك مسايرة أحد أو حتى الاستماع إليه حفاظاً على ما في يدهم من مكتسبات.
شخصياً أجد نفسي مع الرأيين، فإغلاق الباب في وجه الحالمين بتحسين الوضع المعيشي للمواطنين من شأنه أن يكون بمثابة الجدار المانع لاختراقهم واستغلالهم، والتوقف عن أعمال الشغب والتخريب والإرهاب والفوضى من شأنه أن يتيح الفرصة للدولة كي تعمل على تحسين المعيشة.
لكن بالتأكيد ليس منطقاً القول إن على المخربين الاستمرار في عملياتهم حتى يتم تحسين الوضع المعيشي ويغيب السبب الذي يدقع هؤلاء إلى القيام بهكذا أعمال، تماماً مثلما أنه ليس منطقاً القول إن على الدولة ألا تبادر بتحسين الوضع المعيشي حتى يتوقف أولئك عن ممارسة تلك الأعمال.
الرأيان يستحقان المناقشة.
الأول رأى أن الحل يبدأ بخطوة عملية يبادر بها الفاعلون في الشارع، وذلك بالتوقف عن أعمال التخريب التي تستوجب بالضرورة مواجهتها من قبل رجال الأمن، والثاني رأى أن الحل يبدأ بخطوة عملية تبادر بها الدولة وذلك بالعمل على رفع المستوى المعيشي للمواطنين ليكون بمثابة الجدار الذي يمنع ذلك البعض الحالم من استغلال البسطاء.
ما قاله الأول في تلك المناقشة السريعة منطقي، وما قاله الثاني منطقي أيضاً، وتحقيق الأمرين من شأنه أن يضعنا في طريق الحل لهذه المشكلة التي طالت حتى أتاحت للآخرين فرصة التدخل فيها الأمر الذي زادها تعقيداً.
في اعتقادي أن من المهم جداً أن تتخذ «المعارضة» بكل فئاتها قراراً جريئاً بالتوقف عن أعمال التخريب والفوضى لتتيح للدولة فرصة الدخول في عملية إصلاح شاملة أساسها تحسين الوضع المعيشي.
في فترة السبعينيات تمكن الاتحاد السوفيتي من نشر المبادئ الشيوعية في المناطق التي كانت تعاني من مستوى معيشي منخفض، كان ذلك يتم بسهولة، لأن من يعيش في مستوى لا يجد فيه ما يشعره بأنه يعيش الحياة التي يفترض أن يعيشها يسهل على من يحمل مشروعاً سياسياً أن يؤثر عليه ويستميله وينظمه، فالسياسي بالنسبة لهذا الذي يعيش ظروفاً صعبة مثله مثل الشيطان الذي يزين له ويوهمه بأنه إنما بقبوله لما يطرحه سيظفر بما لا عين رأت والنعيم.
بهذه الطريقة انتشرت مبادئ الشيوعية وانضم إليها الكثيرون. الأمر نفسه وإن اختلفت التفاصيل يقوم به اليوم أولئك الذين يحلمون بالسلطة، وليس أسهل من استغلال العامة الذين يعيشون في ظروف معيشية صعبة أو على الأقل يعتبرونها صعبة قياساً لظروف معيشية ينعم بها جيرانهم.
معنى الكلام أن الذي يحدث من أعمال شغب وتخريب وفوضى سببه أن أولئك الحالمين تمكنوا من استغلال البسطاء وتحويلهم إلى أدوات يستخدمونها لتحقيق حلمهم، وأنه إن أرادت الدولة أن تفشل مشروعهم فإن عليها أن تغلق هذا الباب بتحسين الوضع المعيشي للمواطنين الذين لن يقبلوا بعد ذلك مسايرة أحد أو حتى الاستماع إليه حفاظاً على ما في يدهم من مكتسبات.
شخصياً أجد نفسي مع الرأيين، فإغلاق الباب في وجه الحالمين بتحسين الوضع المعيشي للمواطنين من شأنه أن يكون بمثابة الجدار المانع لاختراقهم واستغلالهم، والتوقف عن أعمال الشغب والتخريب والإرهاب والفوضى من شأنه أن يتيح الفرصة للدولة كي تعمل على تحسين المعيشة.
لكن بالتأكيد ليس منطقاً القول إن على المخربين الاستمرار في عملياتهم حتى يتم تحسين الوضع المعيشي ويغيب السبب الذي يدقع هؤلاء إلى القيام بهكذا أعمال، تماماً مثلما أنه ليس منطقاً القول إن على الدولة ألا تبادر بتحسين الوضع المعيشي حتى يتوقف أولئك عن ممارسة تلك الأعمال.
الرأيان يستحقان المناقشة.