ازدادت عمليــــات التسخيـــــن لمشـــــروع «عصيان العزة» الذي يعتزمون تنفيذه نهاية هذا الأسبوع على مدى ثلاثة أيام؛ فعاليات متنوعة في كل مكان، بعضها لا علاقة له بالسلمية لأن أساسه العنف وتعطيل حيـــاة النــاس، ترمي كلهــا إلـــى شحن العامة كي يشاركوا في العصيان فلا يضيع ما تم التخطيط له واستمر العمل من أجله أكثر من شهرين. كما ازدادت مساحة المساندة الإعلامية القوية من الفضائيات السوسة، وعلى رأسها فضائية «أنباء العالم» الإيرانية، التي يلاحظ أنها صارت أخيراً تدخل أخبار البحرين في كل نشراتها الإخبارية ولا تعدم سبباً كي تفعل ذلك. أيضاً وكي لا يقال عنهم أنهم مجرد «مكوكون» للعامة في الداخل صار بعض أولئك الذين اختاروا البقاء في الخارج يشاركون في بعض الفعاليات التي ينظمونها (من أجل توفير الصورة طبعاً).
وبالمقابل زادت استعدادات وزارة الداخلية وبان جانباً من ذلك بتواجدها المكثف في الشوارع، ما يؤكد أنه قد تم وضع الخطط اللازمة للتصدي للفوضى المتوقعة من هكذا سلوك لم يعد هدفه مخفياً.
طرفــان كلاهمـــا صـــار علـى «الجهوزية»، والطبيعي هو توقع حدوث الصدام بينهما، ذلك أن الدولة لا يمكن أن تقبل بمثل هذا التجاوز الذي يعطل الحياة ويتسبب في أذى المواطنين والمقيمين ويعرضهم لشتى أنواع المخاطر، وإن تستر بمظلة الدستور والقانون واحتمى بالمبادئ الحقوقية العالمية، كما أن الداعين إلى العصيان لن يتراجعوا لأن التراجع هنا يعني رفع الراية البيضاء والاعتراف بالهزيمة، عدا أن عقليتهم لا تسمح لهم بالجنوح إلى السلم. هذا يعني باختصار أننا سنشهد «ويك إندا» ساخناً نسأل الله أن يمر على خير.
لكن، وبما أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تنفيذ مثل هذه الفعالية، وبما أن الفعاليات المماثلة في السنتين السابقتين كان نصيبهما الفشل، لذا فإن المتوقع هو أن يكون نصيب العصيان الجديد هو الفشل أيضاً، فالداخلية ستستفيد بالطبع من خبرتها في التعامل مع العصيانين السابقين وسيجتهد رجال الأمن في عملهم لإفشاله وللقيام بمسؤوليتهم تجاه الآخرين الذين لا علاقة لهم بما يجري ولا بد من توفير الأمن لهم.
للمرة الألف أقول إن الفشل هو نصيب العصيان الذي يعتزمون تنفيذه، وللمرة الألف أقول إن هذا السبيل ليس هو الذي يقود إلى الحل، فالحل يصنع بإعادة العقل إلى مكانه الطبيعي ويصنع في الحوار الذي لا بد منه، وللمرة الألف أقول إن النظام في البحرين من القوة والمتانة بحيث لا يمكن لهؤلاء أو أولئك أو غيرهم أن يضعفه فكيف بإسقاطه؟.
العصيان فعالية لا قيمة لها ولا تأثير إلا لو قام بها كل الشعب، وهذا أمر غير ممكن لأن نصف الشعب على الأقل ضده، وبين النصف الآخر الكثيرين الذين لا يوافقون عليه وغير مقتنعين به ويؤثرعليهم سلباً، ما يعني أن المشاركين فيه سيكونون قلة قليلة لا تأثير لهم والفشل سيكون مصير ما يفعلون.
المؤلم في الأمر هو أن الداعين لتنفيذ العصيان يعتقدون أن شعب البحرين كله معهم وأنهم يمثلون هذا الشعب الذي ينتظر من يقوده ويهيء له الساحة كي يتمرد على النظام! وهذا يؤكد أن هؤلاء يعانون من مشكلتين، الأولى عدم قدرتهم على قراءة الواقع بشكل صحيح ودقيق، وبالتالي فإنه يحلقون بخيالهم كيفما يشاؤون، والثاني هو أنهم يعيشون وهم الثقة بالنفس إلى الحد الذي لا يترددون معه عن تزيين مستقبل لا يصير إلا في خيالهم.
نعم، ستزداد عملية التسخين في الأيام القليلة المقبلة وسنسمع قصصاً وإشاعات كثيرة، لكن الأيام الثلاثة التي هي بيت القصيد ستمر وستذهب جهود التسخين أدراج الرياح.
{{ article.visit_count }}
وبالمقابل زادت استعدادات وزارة الداخلية وبان جانباً من ذلك بتواجدها المكثف في الشوارع، ما يؤكد أنه قد تم وضع الخطط اللازمة للتصدي للفوضى المتوقعة من هكذا سلوك لم يعد هدفه مخفياً.
طرفــان كلاهمـــا صـــار علـى «الجهوزية»، والطبيعي هو توقع حدوث الصدام بينهما، ذلك أن الدولة لا يمكن أن تقبل بمثل هذا التجاوز الذي يعطل الحياة ويتسبب في أذى المواطنين والمقيمين ويعرضهم لشتى أنواع المخاطر، وإن تستر بمظلة الدستور والقانون واحتمى بالمبادئ الحقوقية العالمية، كما أن الداعين إلى العصيان لن يتراجعوا لأن التراجع هنا يعني رفع الراية البيضاء والاعتراف بالهزيمة، عدا أن عقليتهم لا تسمح لهم بالجنوح إلى السلم. هذا يعني باختصار أننا سنشهد «ويك إندا» ساخناً نسأل الله أن يمر على خير.
لكن، وبما أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تنفيذ مثل هذه الفعالية، وبما أن الفعاليات المماثلة في السنتين السابقتين كان نصيبهما الفشل، لذا فإن المتوقع هو أن يكون نصيب العصيان الجديد هو الفشل أيضاً، فالداخلية ستستفيد بالطبع من خبرتها في التعامل مع العصيانين السابقين وسيجتهد رجال الأمن في عملهم لإفشاله وللقيام بمسؤوليتهم تجاه الآخرين الذين لا علاقة لهم بما يجري ولا بد من توفير الأمن لهم.
للمرة الألف أقول إن الفشل هو نصيب العصيان الذي يعتزمون تنفيذه، وللمرة الألف أقول إن هذا السبيل ليس هو الذي يقود إلى الحل، فالحل يصنع بإعادة العقل إلى مكانه الطبيعي ويصنع في الحوار الذي لا بد منه، وللمرة الألف أقول إن النظام في البحرين من القوة والمتانة بحيث لا يمكن لهؤلاء أو أولئك أو غيرهم أن يضعفه فكيف بإسقاطه؟.
العصيان فعالية لا قيمة لها ولا تأثير إلا لو قام بها كل الشعب، وهذا أمر غير ممكن لأن نصف الشعب على الأقل ضده، وبين النصف الآخر الكثيرين الذين لا يوافقون عليه وغير مقتنعين به ويؤثرعليهم سلباً، ما يعني أن المشاركين فيه سيكونون قلة قليلة لا تأثير لهم والفشل سيكون مصير ما يفعلون.
المؤلم في الأمر هو أن الداعين لتنفيذ العصيان يعتقدون أن شعب البحرين كله معهم وأنهم يمثلون هذا الشعب الذي ينتظر من يقوده ويهيء له الساحة كي يتمرد على النظام! وهذا يؤكد أن هؤلاء يعانون من مشكلتين، الأولى عدم قدرتهم على قراءة الواقع بشكل صحيح ودقيق، وبالتالي فإنه يحلقون بخيالهم كيفما يشاؤون، والثاني هو أنهم يعيشون وهم الثقة بالنفس إلى الحد الذي لا يترددون معه عن تزيين مستقبل لا يصير إلا في خيالهم.
نعم، ستزداد عملية التسخين في الأيام القليلة المقبلة وسنسمع قصصاً وإشاعات كثيرة، لكن الأيام الثلاثة التي هي بيت القصيد ستمر وستذهب جهود التسخين أدراج الرياح.