وأنا أقرأ الصحف المحلية اليومية شد انتباهي لافتة إرشادية في أحد الشوارع، كانت صحيفة ناطقة باللغة الإنجليزية قد نشرتها مكتوب عليها عبارة «إذا تريد موقفي لماذا لا تأخذ إعاقتي»، حقيقة هذه الكلمات وأنا أتمعن فيها كان لها وقع تأثير كبير لمن يقرأها أولها أن تحمد الله على نعمة الصحة، والتي هي تاج على رؤوس الأصحاء والتي لن يدركها أي شخص إلا عندما يفقدها، ثانيها أنه يجب على هؤلاء الأصحاء في أبدانهم أن يراعوا ذوي الإعاقة إذا ما شاهدوا هذه العبارة في أي مكان عام، وأن لا يقفوا مكانهم احتراماً للقانون ومن الجانب الإنساني أيضاً، لأن هذا المعاق الذي خصص له هذا الموقف القريب تسهيلاً لم يأت من فراغ بل جاء مراعاة لحالته.في الحقيقة أن ما نشاهده في المجمعات التجارية أو غيرها أن هناك من يستهتر ولا يبالي لذوي الإعاقة ونراه يقف في المكان المخصص لهم بحجة الكسل أو الاستعجال أو حتى الاستعراض من قبل بعض الشباب من الجنسين المستهتر في عرض سياراتهم الفارهة ذات الأرقام المميزة أمام بوابات المجمعات، وهذه في نظري عقدة ومرض نفسي عليهم أن يعالجوا أنفسهم فهم معاقي العقول والفكر المريض، فمن يقوم بمثل هذه التصرفات المخجلة في احتلال موقف السائق المعاق الذي لا يقوى على السير مسافات طويلة إلى أن يصل إلى باب المجمع أو السوق يجب أن يحاسب وفوراً بسحب سيارته وحجزها لدى إدارة المرور وتغريمه بغرامه كبيرة حتى يكون لا يكرر مثل هذا الفعل وأن يكون عبرة لغيره.وهنا يأتي الدور على المجلس التشريعي بغرفتيه النواب والشورى في تشديد العقوبة لمن يقف مكان المعاق وقد ناقش مجلس الشورى في جلسته الماضية قانون المرور ووافق على عدد من مواده إلا أنه لم يتناول تشديد العقوبة على المخالفين الذين يقفون مكان ذوي الإعاقة الذين لا يردعهم قانون ولا إنسانية ولم يشعروا بالخجل والعار وأن يبحثوا لأنفسهم عن مكان آخر يقفوا فيه ولا حتى لافتة «إذا تريد موقفي خذي إعاقتي» لم تحرك ساكناً في هذه القلوب القاسية التي انتزع منهم الرحمة والذين لن يعرف معنى الإعاقة إلا حين يتجرعوها بالخجل والعار ويبحث لنفسه عن مكان آخر يوقف سيارته فيه. سأزيدكم من الشعر بيتاً كما يقال، من فترة وصلتني صورة صدمتني كانت تتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي لسيارة شرطة في إحدى الدول الخليجية تقف في المكان المخصص لذوي الإعاقة، إذا كان رجال الشرطة وهم المفترض بهم أن يخالفوا المتجاوزين نراهم يقفون مكان هذا المعاق وهو من حقه وأحوج به من هذا الشرطي الذي يبدو أنه تصرف شخصي شاذ لا يعمم على جميع عناصر رجال الشرطة كان الأولى به أن يراقب ويرصد ويخالف من يقف مكان المعاق وأن يكون حريصاً على تطبيق القانون. في الأخير أدعو جميع السواق أن يحترموا المعاق وأن لا يقفوا مكانه مهما كانت الظروف والأسباب وعليهم أن الالتزام بالقانون إذا كنا نريد التحضر والمدنية التي نتشدق بها عليها أن نغير من تصرفاتنا وأن نحترم الآخر حتى نحترم.- همسة..إن الوقوف في أماكن ذوي الإعاقة لم يأت من فراغ بل جاء بسبب غياب ثقافة احترام النظام التي يمكننا تعزيزها فهي مسؤولية مشتركة بين الجميع وقبل كل ذلك فإن التغيير يبدأ بالفرد نفسه.لا تنــه عــن خلــقٍ وتأتي مثلهعــارٌ عليــك إذا فعلـت عظيــمابـدأ بنفسك وانهها عن غيهـافـإذا انتهـت عنـه فأنـت حكيـم
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90