كثيراً ما أقول وأردد للأهل والأصدقاء أن «في كل شر هناك ثمة خير»، ورب ضارة نافعة. وبعد أن احتج المسلمون في العالم وغضبوا على الإساءة التي قام بها مجموعة مريضة بإنتاج فيلم مسيء للرسول الأعظم، وتظاهروا ضد الحكومة الدنماركية، تمنيت من كل قلبي ألا نكون مثل هؤلاء المرضى، كنت أريد أن يكون رد المسلمين على الدنمارك رداً إيجابياً، وهو أن ننشر كتباً توضح للدنماركيين من هو النبي محمد، وبذلك نكون قد حولنا الإساءة إلى طريقة من طرق نشر الإسلام بصورة حضارية.
وقد جاء في الوسيط برس، وهي جريدة إلكترونية متجددة مع مواكبة الحدث، «منتج الفيلم المسيء للرسول يحج بيت الله الحرام وسينتج فيلماً يدافع عنه، عكس ما أقدم عليه في وقت سابق، وقال الهولندي آرنولد فاندرون، منتج الفيلم المسيء للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والذي يؤدي فريضة الحج هذه الأيام، إن دموعه لم تتوقف منذ وصوله مكة، وإنه يعيش الآن أجمل اللحظات، مؤكداً أنه سوف ينتج فيلماً آخر يعكس خلاله أخلاق سيد البشر».
وأكد فاندرون أنه وجد في الإسلام ما كان يصبو إليه ويفتقده في حياته السابقة، مبيناً أنه عندما يتذكر حياته السابقة يرى أنه كان كمن يقبض الريح، وأنه جاء إلى الحج للاستغفار والدعاء والابتهال إلى الله لمسح خطاياه السابقة.
وأضاف -وفقاً لصحيفة عكاظ السعودية- وهو يطلق آهة الفرحة من قلبه: «هنا وجدت ذاتي بين هذه القلوب المؤمنة، ودعواتي أن تمسح دموعي كل ذنوبي بعد توبتي، وسأعمل على إنتاج عمل كبير يخدم الإسلام والمسلمين ويعكس أخلاق نبي الرحمة بعد عودتي من رحلة الحج».
وأوضح المنتج الهولندي بأن هذه ليست المرة الأولى التي يزور فيها الأراضي المقدسة، حيث سبق وأن أدى العمرة في شهر فبراير الماضي، وأنه وجد الراحة والطمأنينة بجوار قبر المصطفى، وأن ارتباطاته الأسرية والعملية تحرمه من الإقامة بجواره.
وحول كيفية اعتناقه الإسلام، أوضح المنتج الهولندي أنه كان متشوقاً لمعرفة الكثير عن الإسلام، فبدأ بالقراءة عنه حتى تخلل قلبه وأشهر إسلامه بعد ذلك، رغم أنه كان ينتمي لحزب الحرية الهولندي المتطرف في عدائه للإسلام والمسلمين.
وقال: «لم يدر في خلدي كعضو حزب الحرية اليميني الهولندي السابق أن أدخل الإسلام الحنيف، وأتوجه بعد ذلك لزيارة الحرمين الشريفين، خصوصاً أني أنتمي للحزب الذي أسهم في إنتاج الفيلم المسيء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، بل كنت منتج ذلك الفيلم الذي يعد نقطة سوداء في حياتي، فقد كنت منتمياً لأشد الأحزاب تطرفاً وعداءً للدين الحنيف، لكن بعد أن شاهدت ردود الأفعال ضد إنتاج فيلم «الفتنة» بدأت في البحث عن حقيقة الإسلام».
وأضاف: «خجلي تضاعف أمام قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث جال بخاطري حجم الخطأ الكبير الذي وقعت فيه قبل أن يشرح الله صدري للإسلام، لقد قادتني عملية البحث لاكتشاف حجم الجرم الكبير الذي اقترفته».
وقد أكدت صحيفة «البوليتين» الدنماركية: «أن عدد الدنماركيين الذين يعتنقون الدين الإسلامي يتزايد يوماً بعد آخر، وأن مواطناً دنماركياً واحداً على الأقل يختار اعتناق الدين الإسلامي يومياً، كما إن عدد الدنماركيين الذين تحولوا للإسلام منذ نشر الرسوم المسيئة تجاوز 5 آلاف دنماركي».
إن لله سبحانه وتعالى خططه في نشر الإسلام، هو من حوّل ويحوّل الذين يسيئون إليه إلى جزء من معتنقيه ومناصريه والمدافعين عنه، بطرق لا يعرفها معتنقوه المسلمون، قد تكون طرقاً غير منطقية، لكنها طرق نجهلها نحن، الله وحده من يضع خططه لهداية عباده.