في عام 1876 تم الكشف عن الاختراع الذي اعتبر ثورة ابتكارية في ذلك الزمان وأحدث ضجة فكرية في عالم التواصل بين الناس؛ ألا وهو «جهاز الهاتف»، على يد المخترع الأمريكي الكسندر غراهام بيل، وإن اختلفت بعض الدول على أحقية الحصول على براءة الاختراع لهذا الجهاز من أجل أن ينسب لها أيضاً، باعتبار أنها كانت مساهمة إلى حد ما في تذليل الصعاب إلى حين إطلاق هذا الاختراع للعلن، مع العلم أن إحدى المؤسسات الكبرى اعتبرته عندما علمت به أنه مجرد «دمية»، ولمزيد من المعلومات من السهل الحصول عليها من خلال إحدى محركات البحث المعروفة.
لكن سوف يصعب عليكم، كما حدث معي، معرفة أي سنة بدأ العالم العربي استخدام هذا الجهاز، وإن كانوا لا يدرون عنه ولا يعيرونه أي اهتمام.
لماذا يمكننا أن نحتاج إليه ونحن العرب أول من استخدم الحمام الزاجل، ونعرف جيداً كيف نوصل كلمتنا بأساليبنا ومهاراتنا الشخصية والفنية التي تفوق التكنولوجيا بكثير. وفي حال دخلت علينا التكنولوجيا فنحن نعد المتميزين والمبدعين بتنفيذها وليس باختراعها، نعرف جيداً كيف نراقب تحركاتها، ولكننا نغفل عن مكنوناتها، وما هي الخطة التي أعدت لتنفيذها.
وبهذا الاختراع زادت على الأمثال العربية مقولة تعزز قيمته وترفع من شأنه بأن «المكالمة الهاتفية تمثل ثُلُثَي المشاهدة»، فهذا كان في ذلك الزمان، ولكن ما عسانا أن نقول الآن ونحن أمام مشاهدة كاملة خالية من المؤثرات الصوتية والخدع البصرية، فنحن وبكل فخر أمة عربية وقتية تتفاعل بما يدور من أحداث بمراحل زمنية؛ تشاهد وتسمع وتتأمل المواقف الإرهابية التي تفتك بالأرواح الحرة الأبية، ولكن يا ليتها لم تشاهد، لأن ردود الفعل في كلتا الحالتين واحدة، صمت مخزٍ وحركة عقيمة.
لماذا لم تحرك فينا الأجساد المتناثرة التي لم نعد نعلم إن زهقت أرواحها بسبب رصاص مقصود أو جوع مرصود، فالناس تحولت إلى «آكلة لحوم للقطط والكلاب» في سوريا، لأنه للأسف لم يعد لديهم قمامة أو أوراق الشجر لكي يأكلوا منها، ونحن نشاهد ونترقب، ونقول الجملة الشهيرة «العين بصيرة واليد قصيرة»!! كفى، كفانا تعويلاً لهِمَمِنا الضعيفة بتعليقها على شعارات بالية.
ولكل من يعتقد أنه بإرسال الرسائل النصية والصور والأفلام المرئية أنه شارك في حل أزمة إنسانية والناس تشبع جوع أجسادها الخاوية، وبهذا سوف تنعم بنومة هانئة في غرفة دافئة بليال خريفية من الشتاء دانية خالية من أصوات المدافع والرشاشات القاتلة، فأحب أن ألفت انتباهه بأن هذا كله كلام في الهواء ولن يجدي نفعاً، فتحياتي لأمة تسمع وترى فيا ليتها ما سمعت ولا رأت، لأنه بكل اعتزاز فنحن الأمة التي أنتجت بيت الشعر القائل
لقد أسمعت إن ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادي
{{ article.visit_count }}
لكن سوف يصعب عليكم، كما حدث معي، معرفة أي سنة بدأ العالم العربي استخدام هذا الجهاز، وإن كانوا لا يدرون عنه ولا يعيرونه أي اهتمام.
لماذا يمكننا أن نحتاج إليه ونحن العرب أول من استخدم الحمام الزاجل، ونعرف جيداً كيف نوصل كلمتنا بأساليبنا ومهاراتنا الشخصية والفنية التي تفوق التكنولوجيا بكثير. وفي حال دخلت علينا التكنولوجيا فنحن نعد المتميزين والمبدعين بتنفيذها وليس باختراعها، نعرف جيداً كيف نراقب تحركاتها، ولكننا نغفل عن مكنوناتها، وما هي الخطة التي أعدت لتنفيذها.
وبهذا الاختراع زادت على الأمثال العربية مقولة تعزز قيمته وترفع من شأنه بأن «المكالمة الهاتفية تمثل ثُلُثَي المشاهدة»، فهذا كان في ذلك الزمان، ولكن ما عسانا أن نقول الآن ونحن أمام مشاهدة كاملة خالية من المؤثرات الصوتية والخدع البصرية، فنحن وبكل فخر أمة عربية وقتية تتفاعل بما يدور من أحداث بمراحل زمنية؛ تشاهد وتسمع وتتأمل المواقف الإرهابية التي تفتك بالأرواح الحرة الأبية، ولكن يا ليتها لم تشاهد، لأن ردود الفعل في كلتا الحالتين واحدة، صمت مخزٍ وحركة عقيمة.
لماذا لم تحرك فينا الأجساد المتناثرة التي لم نعد نعلم إن زهقت أرواحها بسبب رصاص مقصود أو جوع مرصود، فالناس تحولت إلى «آكلة لحوم للقطط والكلاب» في سوريا، لأنه للأسف لم يعد لديهم قمامة أو أوراق الشجر لكي يأكلوا منها، ونحن نشاهد ونترقب، ونقول الجملة الشهيرة «العين بصيرة واليد قصيرة»!! كفى، كفانا تعويلاً لهِمَمِنا الضعيفة بتعليقها على شعارات بالية.
ولكل من يعتقد أنه بإرسال الرسائل النصية والصور والأفلام المرئية أنه شارك في حل أزمة إنسانية والناس تشبع جوع أجسادها الخاوية، وبهذا سوف تنعم بنومة هانئة في غرفة دافئة بليال خريفية من الشتاء دانية خالية من أصوات المدافع والرشاشات القاتلة، فأحب أن ألفت انتباهه بأن هذا كله كلام في الهواء ولن يجدي نفعاً، فتحياتي لأمة تسمع وترى فيا ليتها ما سمعت ولا رأت، لأنه بكل اعتزاز فنحن الأمة التي أنتجت بيت الشعر القائل
لقد أسمعت إن ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادي