إن الحروف لتقف عاجزة وهي تتوجه بحديثها إليكم، فعلى الرغم من التحديات التي تعصف بعالمنا العربي والإسلامي والتفات الأنظار إلى قضايا وتحديات جديدة، إلا أنكم يا جلالة الملك وكما عهدناكم دائما كنتم وما زلتم السند الحاضن للقضية الفلسطينية.
وكما ذكرتم في خطابكم الأخير في افتتاح دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثالث لمجلسي النواب والشورى: «ولا ننسى في خضم الأحداث التي تمر بها امتنا العربية والإسلامية، قضيتنا الرئيسية الأولى فلسطين ومعاناة شعبها، مؤكدين وقوفنا إلى جانب الشعب الفلسطيني في مطالبه المشروعة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».
فقضية فلسطين وشعبها يا صاحب الجلالة مزروعة في قلبك الذي ما برح دوما يذكرها في المحافل العربية والعالمية، تحملون همومها وهموم شعبها الذي ما طفق يكن لجلالتكم كل الاحترام وأسمى آيات التقدير، ويحمل في وجدانه صنيعكم الذي يبرهن دوماً على مدى اهتمامكم بقضايا أمتنا العربية والإسلامية لاسيما قضيتنا الأم «فلسطين».
ففي هذا الزمن العصيب الصعب، وفي زمن الاصطفافات الهائلة، والمتغيرات الكبرى، في زمن انكفاء الزعامات والقيادات للداخل القُطري، في زمن تأجيل الحديث عن القضية المركزية، قضية العرب والمسلمين الأولى، لا بل قضية الأحرار والشرفاء في العالم الواسع الرحب، يقف جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين شامخاً في دورة انعقاد المجلس الوطني لمملكة البحرين مذكراً العالم أجمع بأن القضية الفلسطينية هي قضية العرب والمسلمين الأولى.
بل يذهب جلالته في خطابه بدق ناقوس الخطر أن لا سلام في هذا العالم المضطرب دون حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية يستند لقرارات الشرعية الدولية ولمبادرة السلام العربية التي تنص على دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام1967م والقدس عاصمة للدولة الفلسطينية.
كما لم ينس جلالة الملك معاناة الشعب الفلسطيني جراء هذا الاحتلال الغاصب للأرض العربية وما نتج عنه من معاناة طويلة للشعب الفلسطيني والشعوب العربية. لقد أعاد جلالته في خطابه التاريخي في هذه المناسبة الوطنية التاريخية البحرينية القضية الفلسطينية للمشهد السياسي في وقت أصبحت قضيتنا بفعل ما تمر به المنطقة من أحداث في آخر الاهتمام الإعلامي والجماهيري العربي والإسلامي.
لا بد من التأكيد أن هذا الموقف الشقيق ليس بجديد على مملكة البحرين قيادة وحكومة وشعباً.
وشعبنا الفلسطيني تعود على هكذا مواقف صادقة منذ القدم، كما تعود على مواقف جلالتكم الداعمة للحق الفلسطيني.
وبقلب محب، وعواطف صادقة لا نستطيع إزاءها إلا أن نقابلها حباً بحب وإخلاصاً بإخلاص، ففلسطين وطنكم تسكنون في وجدانها وفي قلوب شعبها.
فمملكة البحرين الشقيقة ستبقى درة الخليج وقلب العالم العربي من المحيط إلى الخليج، وشعبنا الفلسطيني وقيادته التاريخية وعلى رأسها الأخ الرئيس محمود عباس «أبو مازن» يتمنى لهذا البلد الطيب والشقيق، حكومة وشعباً وقيادة تحت قيادتكم الحكيمة، ولشعبكم العزيز، كل التقدم والازدهار والرفعة.
أدام الله الأمن والأمان في مملكة البحرين الشقيقة.
سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين