عودة للموضوع الذي أثرته على مدة 10 حلقات متتالية، وهو انسحاب الولايات المتحـــدة من منطقة الخليج العربـــي باعتباره انسحاباً استراتيجياً مع تزايــد الحاجـــة لتطوير سيناريوهات محتملـــة وكيفية التعامل معها من قبل دول المنظومة الخليجية.
من الواضح أن واشنطن لم تتخذ قراراً بعد بالانسحاب من المنطقة، وليس من المتوقع أن تتخذ مثل هذا القرار في المستقبل المنظور على الأقل. ولكنها اليوم أمام خيار استراتيجي بالتقارب مع الحكومة الإيرانية الراديكالية لأول مرة منذ اندلاع الثورة الخمينية في طهران عام 1979.
وفي سياق استكمال هذا التقارب، فإنه ينبغي تقديم جملة من التنازلات الأمريكية لطهران حتى تكون خطوة مهمة لمرحلة التقارب نفسها، كان الخيار الأول هو الإعلان عن انتهاء التحالفات الخليجية من خلال وضع البحرين في سلة تتشابه فيها مع كل من العراق وسوريا من حيث التوتر الطائفي، كما جاء في خطاب الرئيس أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
المساواة بين البحرين من جهة والعراق وسوريا من جهة أخرى أثارت استياءً بحرينياً على المستويين الشعبي والرسمي، وهو ما دفع إلى طلب استيضاح رسمي لخطاب أوباما، ولا يبدو أن الإدارة الأمريكية سترد على مثل هذا الاستيضاح في تجاوز لكل الأعراف الدبلوماسية، وتأكيد على عدم احترامها لـ»حلفائها التقليديين» في الخليج.
مشكلة البحرين أنها تتعامل مع إدارة أوباما وليست مشكلتها مع الشعب الأمريكـــي، أو حتـــى مـــــع المؤسســــة العسكرية الأمريكية. فإدارة أوباما تتجاهل حقائق التاريخ عندما تتحدث عن التوتر الطائفي، وتحاول إشعال الصراع الطائفي داخل المجتمع البحريني، مقابل تجاهلها للوضع والصراع الطائفي في إيران، فهل تعتقد إدارة أوباما أن الصراع الطائفي في البحرين دفع لموجة من الإعدامات في البحرين على غرار ما تقوم به حكومة طهران؟!
كم شخصاً من أفراد العائلة المالكة تورط في قتل المواطنين السنة أو الشيعة في البحرين؟ طبعاً لا يوجد مقابل ما تقوم به النخبة الحاكمة في إيران!
من الحقائق التاريخية التي لا تدركها واشنطن أن العائلة الخليفية المالكة هي التي دافعت عن الشعب البحريني كله من سنة وشيعة ومكونات أخرى على مدى قرون، وذلك عندما واجهت البلاد تحديات خارجية، أو تحديات داخلية. ولذلك كان طبيعياً عندما واجهت البحرين تحدياً داخلياً بدعم خارجي في العام 2011 أن يقف شعب البحرين بمختلف مكوناته مع العائلة المالكة لمواجهة هذا التحدي حفاظاً على تجانس هذا المجتمع ووحدته الوطنية التي لم تقبل المساومة يوماً.
أيضاً من المهم أن تتذكر واشنطن أن البحرين بلد خليجي لم يشهد سلسلة الانقلابات على الحكم، وإن كانت هناك الكثير من المحاولات التي قامت بها قوى راديكالية داخلية مدعومة من أطراف خارجية، ولذلك لا يمكن مقارنتها ببلدان اشتهرت بالانقلابات أو الثورات.
الخلاصة أن واشنطن بإدارة الرئيس أوباما الحالية لا تكترث للبحرين، ولا تهمها مسألة التحالف الاستراتيجي ليس لتركيزها على مصالحها فحسب، وإنما لجهلها بالبحرين ومعطياتها الحقيقية التي أثبتها التاريخ والواقع.
من الواضح أن واشنطن لم تتخذ قراراً بعد بالانسحاب من المنطقة، وليس من المتوقع أن تتخذ مثل هذا القرار في المستقبل المنظور على الأقل. ولكنها اليوم أمام خيار استراتيجي بالتقارب مع الحكومة الإيرانية الراديكالية لأول مرة منذ اندلاع الثورة الخمينية في طهران عام 1979.
وفي سياق استكمال هذا التقارب، فإنه ينبغي تقديم جملة من التنازلات الأمريكية لطهران حتى تكون خطوة مهمة لمرحلة التقارب نفسها، كان الخيار الأول هو الإعلان عن انتهاء التحالفات الخليجية من خلال وضع البحرين في سلة تتشابه فيها مع كل من العراق وسوريا من حيث التوتر الطائفي، كما جاء في خطاب الرئيس أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
المساواة بين البحرين من جهة والعراق وسوريا من جهة أخرى أثارت استياءً بحرينياً على المستويين الشعبي والرسمي، وهو ما دفع إلى طلب استيضاح رسمي لخطاب أوباما، ولا يبدو أن الإدارة الأمريكية سترد على مثل هذا الاستيضاح في تجاوز لكل الأعراف الدبلوماسية، وتأكيد على عدم احترامها لـ»حلفائها التقليديين» في الخليج.
مشكلة البحرين أنها تتعامل مع إدارة أوباما وليست مشكلتها مع الشعب الأمريكـــي، أو حتـــى مـــــع المؤسســــة العسكرية الأمريكية. فإدارة أوباما تتجاهل حقائق التاريخ عندما تتحدث عن التوتر الطائفي، وتحاول إشعال الصراع الطائفي داخل المجتمع البحريني، مقابل تجاهلها للوضع والصراع الطائفي في إيران، فهل تعتقد إدارة أوباما أن الصراع الطائفي في البحرين دفع لموجة من الإعدامات في البحرين على غرار ما تقوم به حكومة طهران؟!
كم شخصاً من أفراد العائلة المالكة تورط في قتل المواطنين السنة أو الشيعة في البحرين؟ طبعاً لا يوجد مقابل ما تقوم به النخبة الحاكمة في إيران!
من الحقائق التاريخية التي لا تدركها واشنطن أن العائلة الخليفية المالكة هي التي دافعت عن الشعب البحريني كله من سنة وشيعة ومكونات أخرى على مدى قرون، وذلك عندما واجهت البلاد تحديات خارجية، أو تحديات داخلية. ولذلك كان طبيعياً عندما واجهت البحرين تحدياً داخلياً بدعم خارجي في العام 2011 أن يقف شعب البحرين بمختلف مكوناته مع العائلة المالكة لمواجهة هذا التحدي حفاظاً على تجانس هذا المجتمع ووحدته الوطنية التي لم تقبل المساومة يوماً.
أيضاً من المهم أن تتذكر واشنطن أن البحرين بلد خليجي لم يشهد سلسلة الانقلابات على الحكم، وإن كانت هناك الكثير من المحاولات التي قامت بها قوى راديكالية داخلية مدعومة من أطراف خارجية، ولذلك لا يمكن مقارنتها ببلدان اشتهرت بالانقلابات أو الثورات.
الخلاصة أن واشنطن بإدارة الرئيس أوباما الحالية لا تكترث للبحرين، ولا تهمها مسألة التحالف الاستراتيجي ليس لتركيزها على مصالحها فحسب، وإنما لجهلها بالبحرين ومعطياتها الحقيقية التي أثبتها التاريخ والواقع.