لا أعرف ماذا أقول عن تصريحات خليل المرزوق التي قال فيها أثناء المحاكمة أو التحقيق معه: «لو أني أعرف أسماء من يفجرون أو يرتكبون أعمال عنف لأبلغت عنهم الداخلية..!».
لكن يبدو للوهلة الأولى أنه تصريح من قبيل تصريحات التقية السياسية الوفاقية المعروفة، فما أن يوضعوا في الاختبار حتى يتغير لسانهم، ويتغير خطابهم، فيقولون كلاماً يناقض خطاباتهم الرنانة من فوق المنصات.
شخصياً أعتقد أن مثل هذه التصريحات لقنت للمرزوق من قبل أحد آخر خلال المحاكمة، وما هي إلا انحناء للعاصفة، فلا يمكن للمرزوق أن يبلغ عن من يمجدهم، حتى مع كل ما يثار اليوم من أن المرزوق يتعرض لحملة شرسة من داخل شارعه انتقاداً لتصريحاته.
الانتقادات أيضاً طالت استجداء المرزوق بالمجلس الأعلى للقضاء لإنهاء قضيته، واستجداء جلالة الملك أيضاً، بينما هو وغيره والوفاق دائماً ما يطالبون باستقلالية القضاء، وألا يتدخل أحد في القضاء، إلا أن المرزوق الآن يطالب بهذا التدخل..!
الذين انتقدوا المرزوق من شارعه قالوا إن المرزوق ما أن وضع لأيام في السجن حتى أخذ يستجدي ويتوسل.
وقال المتحدث عن حركة حق المحظورة المدعو عبدالغني خنجر: «إنه في المحك فقط تعرف الأمور على حقيقتها، وليس على منصات الخطابات الرنانة».
بعيداً عن موقف وتقية المرزوق، وعن ردود الأفعال تجاهه والهجمة الشرسة التي يتعرض لها، فإننا نوجه رسالتنا للدولة، كل ما تشاهدونه وتسمعونه إنما هو بسبب تطبيق القانون (بخجل) على أحدهم، بمجرد تطبيق القانون أخذوا يتراشقون، وما أن دخل أحدهم السجن حتى أخذ يستجدي ويتوسل.
كل ذلك جاء من بعد تطبيق القانون، حتى وإن خرج المرزوق بصفقة، أو خرج ليعود ثانية بعد ذلك، إلا أن تطبيق القانون جعل «الحلل بتخبط في بعض» كما يقول إخوتنا المصريون.
السؤال هنا، هل يخشى المرزوق إذا ما تمت إدانته من خلال القضاء، أن تسحب جنسيته، لذلك أطلق توسلات واستجداءات؟
ترك الأمور دون تطبيق القانون يجعل أشباه الأبطال يتمادون من فوق منصات الخطابات، لكن حين يوضعون في الاختبار تجدهم يتنصلون من كل شيء، وسوف يحسبون ألف حساب لخطاباتهم في المرات القادمة؛ إن كانت لهم خطابات.
من بعد تطبيق القانون على المرزوق خفتت أصوات كثيرة في دائرة المرزوق الوفاقية، حتى أننا لم نعد نسمع لهم حتى تصريحات، كل ذلك جاء من بعد تطبيق القانون ولو بشكل خجول جداً.
رسالتنا للدولة تقول إن تطبيق القانون سيفرز الساحة، ويجعل البعض يدخل جحره، وسيجعل البعض يتنصل من خطاباته من فوق المنصات، ويجعله في مرمى الحجارة كما هو المرزوق اليوم حين تم تشبيهه بأنه «دخل السجن وحين خرج أصبح مخبراً للداخلية..!».
كل هذه الصورة، تظهر كم هي حالة وانتكاسة الوفاق، والذين يقفون خلفها، إنهم في أسوأ حالاتهم، وفي أقسى حالات التقهقر، لكن عبدالغني خنجر المتحدث باسم حق لم يقل لنا موقفه من ذلك الذي استقبل المرزوق استقبال الأبطال بعد خروجه وهو الولي الفقيه؟
فهل ما ينطبق على المرزوق ينطبق على من يدعمه ويشجعه.. يا خنجر..؟
** المقاطعة تهبط
بأسعار الطماطم..!
خرج تصريح لأحد تجار الخضراوات مؤخراً قال فيه بما معناه: «إن تجار الخضراوات هم الذين جعلوا أسعار الطماطم تهبط، وأن المقاطعة ليس لها تأثر يذكر، وأن تجار الخضراوات باعوا الطماطم بسعر الكلفة تقديراً لشعب البحرين..!!».
إذا كان تجار الخضراوات هم الذين جعلوا أسعار الطماطم تهبط، فهل هم أيضاً من جعلوا الأسعار ترتفع؟
وإذا لم يكن لحملة المقاطعة تأثير، كيف هبطت أسعار الطماطم من دينار و300، إلى 500 فلس للكيلو يوم أمس؟
وإذا كان تجار الخضراوات باعوا الطماطم بسعر الكلفة تقديراً لشعب البحرين، فأين كان تقديرهم لشعب البحرين حين لامست أسعار الطماطم دينار و300 فلس؟
كل ذلك يحدث في بلد لا تحكم الرقابة على الأسعار، ولا تراقب الأسعار، وتترك لأباطرة التجار التحكم في الأسعار وخنق الناس بجشعهم..!