الهامش الأول
كانت هذه المناسبة آخر ما عولت عليه الجمعيات الخمس للضغط على حكومة البحرين من أجل الإفراج عن المدانين بجرائم الانقلاب على الدستور باستخدام طرق غير مشروعة استخدم فيها العنف و الإرهاب وراح ضحيتها عدد كبير من رجال الأمن وخربت فيها ممتلكات عامة وروعت الناس في المستشفيات والجامعات وأغلقت الطرق العامة، فحكمت عليهم المحكمة أحكاماً بالسجن، وتمتعوا بدرجات التقاضي الثلاث ومحاكمات شهدتها المنظمات والسفراء وترقبها المجتمع البحريني حتى أصبحت الرقابة الآن على تنفيذ الأحكام والالتزام بها هي رقابة شعبية، فالالتزام بتنفيذ الأحكام يحدد مستقبلنا في كيفية التعاطي مع رغبة البعض في التعديل والتغيير الدستوري مستقبلاً ويحدد مستقبل استقلالية القضاء، ويحدد مستقبل الضمانات الأمنية.
لجؤوا للخارج من جديد عقدوا اجتماعاً سموه بالحاشد ووجهوا بصريح العبارة رسالة للوفود الأجنبية، كانوا يأملون أن يصدر تصريح من أي دولة حضرت لحوار المنامة للضغط على حكومة البحرين فهم يعرفون أن الضغط المحلي انحسر في جماعتهم التي تضاءلت، كانوا يأملون بالضغط المحلي عبر الابتزاز بالعنف والإرهاب... وكل تلك المحاولات باءت بالفشل، فكانوا يأملون كما كانوا يأملون في 2011 أن يكون للضغط الخارجي أثر في القرار البحريني وانتهاك السيادة الوطنية، التي انتهكوها هم أولاً .. وهذه أيضاً فشلت والحمد لله.
على عكس ما تمنوه، الجميع أشاد بالبحرين وبالإصلاحات بالبحرين – على فكرة لم يتغير النظام السياسي والدستوري والحقوقي كثيراً عن 2011 ولكنها المصالح يا غبي .. المصالح هي التي تغيرت وفشل المشروع الأمريكي بالتغيير عبر الفوضى، أعاد الموقف الأمريكي إلى ما قبل محاولة الانقلاب الفاشلة.
وبالطبع ما أسهل تغيير الموجة والعودة بعقارب الساعة إلى ما قبل 2011 بالنسبة للسياسة الأمريكية، وبالتحديد عادت الموجة إلى ما قبل أكتوبر 2010 حين أشادت هيلاري كلنتون بالبحرين كنموذج إصلاحي يحتذى، ثم فجأة يصبح في فبراير 2011 نموذج لا يحتذى وعلى البحرين إجراء تغييرات جذرية والأهم «ذات مغزى» التي لا نعرف لها معنى إلى الآن، ثم ها هو الموقف يعود مرة أخرى لقواعده سالماً، وبحفظ الله ورعايته في ديسمبر 2013 إلى «نموذج يحتذى» يؤكد على صلاحيته للاحتذاء أوباما ووزير الدفاع والخارجية (شتبون بعد؟)!
كدول أجنبية حاولت التدخل وفشلت تعلمت الدرس، كشعب بحريني وقف وصمد وتحدى الدول الكبرى، تعلمنا الدرس بأن لا نثق بأي تحالفات أجنبية بعد اليوم، فهي متقلبة كالحرباء، لا نثق بعد الله سبحانه وتعالى إلا بأنفسنا وبقدراتنا وإمكانياتنا بالدفاع عن مصالحنا وحقوقنا وإن «حجت حجايجها» فنحن لها ثانياً و ثالثاً.
إنما هل تعلمت مجموعة الانقلاب الدستوري الدرس؟ أشك .. هل تعلمت أنه دون الحصول على توافقات وطنية محلية بحرينية داخل المجتمع البحريني فلا تفكر بالتغيير بالقوة لأنها ستفشل فشلاً ذريعاً، بدون توافقات محلية وطنية لا تحاول أن تفرض أي تغيير أو أي قرار بضغط أجنبي فإنها أيضاً ستفشل فشلاً ذريعاً، لن تكسب سوى أن تلتصق بها صفة الخيانة... فبالأمس اجتمعت في سار القوى الانقلابية، والعنوان الرئيس للاجتماع (المعارضة تخاطب الوفود المشاركة في حوار المنامة) والوفود ترد عليه، خاطبوا الداخل بدلاً من مخاطبتنا، واحصلوا على توافقات مع الداخل لا معنا ... (جيم أوفر) لن نتدخل .. فلا تستغربوا بعد هذه المذلة إذا صدر بيان من المجموعة الانقلابية غداً يقول «نحن نرفض التدخلات الأجنبية» .. بعد ماذا؟ بعد أن رفض طلبكم و أغلقت الأبواب في وجهكم؟
الحمد لله وبه نستعين وكفى بالله معيناً ونصيراً.
الهامش الثاني
الدبلوماسية السعودية حفظت كرامة البحرين وهي تخاطب إيران أكثر من الدبلوماسية البحرينية.
البحرين توجه دعوة لإيران لحضور حوار المنامة، ووزير الخارجية الإيراني يزور كل المنطقة ولا يأتي للبحرين... بلعناها و سكتنا.
تركي الفيصل يقول للإيرانيين علينا أن نرى خطوات جادة من إيران تجاه البحرين ولن نكتفي بالابتسامات وزيارات العلاقات العامة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني ثم يأتي مسؤول بحريني يقول إذا أرادت إيران التعاون فسنتعاون «نحن نرحب بالتعاون مع طهران وليست لدينا مشكلة بهذا الخصوص»!!
هناك خط دقيق فاصل على البحرين أن تراعيه في تصريحاتها وفي سياستها الخارجية عموماً، وتلزم به كل متحدث رسمي، هذا الخط هو التأكيد على كرامة الشعب البحريني ومصالحه والجهر بالتحفظات البحرينية دونما شعور بالحياء أوبالخجل، خاصة حين تعلن البحرين استعدادها للتفاهم مع أي جهة تضر بالمصلحة البحرينية، تبدي استعدادها للتفاهم لكنها تؤكد في نفس اللحظة على شروط و ضمانات تطلبها قبل هذا التفاهم .. هذا الخط مع الأسف .. ضايع!
{{ article.visit_count }}
كانت هذه المناسبة آخر ما عولت عليه الجمعيات الخمس للضغط على حكومة البحرين من أجل الإفراج عن المدانين بجرائم الانقلاب على الدستور باستخدام طرق غير مشروعة استخدم فيها العنف و الإرهاب وراح ضحيتها عدد كبير من رجال الأمن وخربت فيها ممتلكات عامة وروعت الناس في المستشفيات والجامعات وأغلقت الطرق العامة، فحكمت عليهم المحكمة أحكاماً بالسجن، وتمتعوا بدرجات التقاضي الثلاث ومحاكمات شهدتها المنظمات والسفراء وترقبها المجتمع البحريني حتى أصبحت الرقابة الآن على تنفيذ الأحكام والالتزام بها هي رقابة شعبية، فالالتزام بتنفيذ الأحكام يحدد مستقبلنا في كيفية التعاطي مع رغبة البعض في التعديل والتغيير الدستوري مستقبلاً ويحدد مستقبل استقلالية القضاء، ويحدد مستقبل الضمانات الأمنية.
لجؤوا للخارج من جديد عقدوا اجتماعاً سموه بالحاشد ووجهوا بصريح العبارة رسالة للوفود الأجنبية، كانوا يأملون أن يصدر تصريح من أي دولة حضرت لحوار المنامة للضغط على حكومة البحرين فهم يعرفون أن الضغط المحلي انحسر في جماعتهم التي تضاءلت، كانوا يأملون بالضغط المحلي عبر الابتزاز بالعنف والإرهاب... وكل تلك المحاولات باءت بالفشل، فكانوا يأملون كما كانوا يأملون في 2011 أن يكون للضغط الخارجي أثر في القرار البحريني وانتهاك السيادة الوطنية، التي انتهكوها هم أولاً .. وهذه أيضاً فشلت والحمد لله.
على عكس ما تمنوه، الجميع أشاد بالبحرين وبالإصلاحات بالبحرين – على فكرة لم يتغير النظام السياسي والدستوري والحقوقي كثيراً عن 2011 ولكنها المصالح يا غبي .. المصالح هي التي تغيرت وفشل المشروع الأمريكي بالتغيير عبر الفوضى، أعاد الموقف الأمريكي إلى ما قبل محاولة الانقلاب الفاشلة.
وبالطبع ما أسهل تغيير الموجة والعودة بعقارب الساعة إلى ما قبل 2011 بالنسبة للسياسة الأمريكية، وبالتحديد عادت الموجة إلى ما قبل أكتوبر 2010 حين أشادت هيلاري كلنتون بالبحرين كنموذج إصلاحي يحتذى، ثم فجأة يصبح في فبراير 2011 نموذج لا يحتذى وعلى البحرين إجراء تغييرات جذرية والأهم «ذات مغزى» التي لا نعرف لها معنى إلى الآن، ثم ها هو الموقف يعود مرة أخرى لقواعده سالماً، وبحفظ الله ورعايته في ديسمبر 2013 إلى «نموذج يحتذى» يؤكد على صلاحيته للاحتذاء أوباما ووزير الدفاع والخارجية (شتبون بعد؟)!
كدول أجنبية حاولت التدخل وفشلت تعلمت الدرس، كشعب بحريني وقف وصمد وتحدى الدول الكبرى، تعلمنا الدرس بأن لا نثق بأي تحالفات أجنبية بعد اليوم، فهي متقلبة كالحرباء، لا نثق بعد الله سبحانه وتعالى إلا بأنفسنا وبقدراتنا وإمكانياتنا بالدفاع عن مصالحنا وحقوقنا وإن «حجت حجايجها» فنحن لها ثانياً و ثالثاً.
إنما هل تعلمت مجموعة الانقلاب الدستوري الدرس؟ أشك .. هل تعلمت أنه دون الحصول على توافقات وطنية محلية بحرينية داخل المجتمع البحريني فلا تفكر بالتغيير بالقوة لأنها ستفشل فشلاً ذريعاً، بدون توافقات محلية وطنية لا تحاول أن تفرض أي تغيير أو أي قرار بضغط أجنبي فإنها أيضاً ستفشل فشلاً ذريعاً، لن تكسب سوى أن تلتصق بها صفة الخيانة... فبالأمس اجتمعت في سار القوى الانقلابية، والعنوان الرئيس للاجتماع (المعارضة تخاطب الوفود المشاركة في حوار المنامة) والوفود ترد عليه، خاطبوا الداخل بدلاً من مخاطبتنا، واحصلوا على توافقات مع الداخل لا معنا ... (جيم أوفر) لن نتدخل .. فلا تستغربوا بعد هذه المذلة إذا صدر بيان من المجموعة الانقلابية غداً يقول «نحن نرفض التدخلات الأجنبية» .. بعد ماذا؟ بعد أن رفض طلبكم و أغلقت الأبواب في وجهكم؟
الحمد لله وبه نستعين وكفى بالله معيناً ونصيراً.
الهامش الثاني
الدبلوماسية السعودية حفظت كرامة البحرين وهي تخاطب إيران أكثر من الدبلوماسية البحرينية.
البحرين توجه دعوة لإيران لحضور حوار المنامة، ووزير الخارجية الإيراني يزور كل المنطقة ولا يأتي للبحرين... بلعناها و سكتنا.
تركي الفيصل يقول للإيرانيين علينا أن نرى خطوات جادة من إيران تجاه البحرين ولن نكتفي بالابتسامات وزيارات العلاقات العامة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني ثم يأتي مسؤول بحريني يقول إذا أرادت إيران التعاون فسنتعاون «نحن نرحب بالتعاون مع طهران وليست لدينا مشكلة بهذا الخصوص»!!
هناك خط دقيق فاصل على البحرين أن تراعيه في تصريحاتها وفي سياستها الخارجية عموماً، وتلزم به كل متحدث رسمي، هذا الخط هو التأكيد على كرامة الشعب البحريني ومصالحه والجهر بالتحفظات البحرينية دونما شعور بالحياء أوبالخجل، خاصة حين تعلن البحرين استعدادها للتفاهم مع أي جهة تضر بالمصلحة البحرينية، تبدي استعدادها للتفاهم لكنها تؤكد في نفس اللحظة على شروط و ضمانات تطلبها قبل هذا التفاهم .. هذا الخط مع الأسف .. ضايع!