المبادرة في المصطلح تعني دائماً الإسراع إلى الأمر الإيجابي، أي سبقه إليه، بادر في الصلح، بادر بالحل، بادر بتقديم الاعتذار، ولكن لا يمكن استخدام هذه الكلمة على سبيل المثال بادره بالكذب، بادره بالخيانة... وهكذا.. أو «رجوعاً إلى مسلسل الأقدار على لسان إبراهيم الصلال فإن بادرها تعني لاطفها».
وللوهلة الأولى عندما سمعنا عن بيان تحت عنوان «مبادرة» من الجمعيات الخمس تبادر إلى أذهاننا أن هناك أمراً قد يغير مجرى السياسة في المملكة، وعندما قرأنا المقدمة استشعرنا أن المضمون سيكون شيئاً استثنائياً، وقلنا إن الله جل وعلا على كل شيء قدير، يستطيع أن يرد العقول، ويصلح القلوب، ويهدي الضال، ويصلح ذات البين..
ولكن عندما وصلنا إلى المضمون، استذكرنا المثل الذي يقول: (...)، ووجدنا أن الجماعة فهموا على ما يبدو كلمة مبادرة بشكل خاطئ جداً.. فالمبادرة بين الخصوم أصلاً، لا تكون بالتأزيم أو النكوص أو النكوث، فهذه الأمور انتهينا منها، ولكن المبادرة تأتي للحل، لتقديم شيء جديد.. ولكن لم نرَ من هذا البيان إلا مزيداً من التأزيم ووضع العصي في العجل.
الحالة البحرينية تمر بمرحلة فتور سياسي كبيرة رغم الحديث عن بوادر انفراجات، إلا أن استقرار المشكلة هو الصورة السائدة، نعم هناك مشكلة، ولكنها أصبحت مشكلة مستقرة، أو بتوصيف الأطباء، فإن الحالة البحرينية أصبحت تتعايش مع المرض، ولكن حتى الآن لا توجد بوادر انفراج للأزمة، رغم كل الزخم الذي تقوم به السلطة من جانب، وأطراف الحوار الأخرى من جانب في تنفيذ التوصيات الكثيرة والخروج من أخطاء الماضي.
المتابع يعرف، لو كانت القضية قضية إصلاحات لانفرجت، ولو كانت القضية قضية مطالب معيشية لكانت أقصر مما نتصور، ولو كانت قضية حريات وديمقراطية فهذا موضوع سهل، ولكن القضية هي أكبر من ذلك بكثير، القضية قضية صراعات دولية البحرين جزء منها، القضية قضية أناس يطلقون على أنفسهم معارضة، ولكن «معارضة لأجل» أهداف دولة أخرى، القضية هي قضية حكم، أو كما يسمونها بمصطلحهم الناعم «تداولاً سلمياً للسلطة».
يجب على هؤلاء المعارضين أن يتكلموا بصراحة دون تزيين أو تزييف للمصطلحات، نريد الوصول إلى الحكم بأي ثمن، لا إصلاحات تهمنا ولا مستقبل بلد يهمنا ولا تطوير ولا اقتصاد ولا أي شيء من هذا الكلام الفارغ – من وجهة نظر سياستهم طبعاً.
في المقابل، يجب أن يتم التعامل مع هذه الفئة بالمثل، أي عندما تتحدث عن مزيد من الصلاحيات، أو تعديل قوانين معينة، يجب أن يذهب التفكير إلى ما هي الغاية التي يريدونها من هذا التعديل في سبيل مخططهم للاستيلاء على السلطة؟ وما تأثير ذلك على البحرين على مستوى السنوات الأربع المقبلة، وكيف يمكن أن يستفيد هؤلاء الخصوم من هذه النقطة.. إلخ.
ما المانع من استقرار المشكلة؟ إذا كان الحل هو استقرار المشكلة مع استمرار السعي إلى الحل وفق منظور الدولة وغالبية المواطنين فلتستقر المشكلة، وليتعطل الحوار، هناك أمور أهم بكثير لا يجب أن نغفل عنها.
وللوهلة الأولى عندما سمعنا عن بيان تحت عنوان «مبادرة» من الجمعيات الخمس تبادر إلى أذهاننا أن هناك أمراً قد يغير مجرى السياسة في المملكة، وعندما قرأنا المقدمة استشعرنا أن المضمون سيكون شيئاً استثنائياً، وقلنا إن الله جل وعلا على كل شيء قدير، يستطيع أن يرد العقول، ويصلح القلوب، ويهدي الضال، ويصلح ذات البين..
ولكن عندما وصلنا إلى المضمون، استذكرنا المثل الذي يقول: (...)، ووجدنا أن الجماعة فهموا على ما يبدو كلمة مبادرة بشكل خاطئ جداً.. فالمبادرة بين الخصوم أصلاً، لا تكون بالتأزيم أو النكوص أو النكوث، فهذه الأمور انتهينا منها، ولكن المبادرة تأتي للحل، لتقديم شيء جديد.. ولكن لم نرَ من هذا البيان إلا مزيداً من التأزيم ووضع العصي في العجل.
الحالة البحرينية تمر بمرحلة فتور سياسي كبيرة رغم الحديث عن بوادر انفراجات، إلا أن استقرار المشكلة هو الصورة السائدة، نعم هناك مشكلة، ولكنها أصبحت مشكلة مستقرة، أو بتوصيف الأطباء، فإن الحالة البحرينية أصبحت تتعايش مع المرض، ولكن حتى الآن لا توجد بوادر انفراج للأزمة، رغم كل الزخم الذي تقوم به السلطة من جانب، وأطراف الحوار الأخرى من جانب في تنفيذ التوصيات الكثيرة والخروج من أخطاء الماضي.
المتابع يعرف، لو كانت القضية قضية إصلاحات لانفرجت، ولو كانت القضية قضية مطالب معيشية لكانت أقصر مما نتصور، ولو كانت قضية حريات وديمقراطية فهذا موضوع سهل، ولكن القضية هي أكبر من ذلك بكثير، القضية قضية صراعات دولية البحرين جزء منها، القضية قضية أناس يطلقون على أنفسهم معارضة، ولكن «معارضة لأجل» أهداف دولة أخرى، القضية هي قضية حكم، أو كما يسمونها بمصطلحهم الناعم «تداولاً سلمياً للسلطة».
يجب على هؤلاء المعارضين أن يتكلموا بصراحة دون تزيين أو تزييف للمصطلحات، نريد الوصول إلى الحكم بأي ثمن، لا إصلاحات تهمنا ولا مستقبل بلد يهمنا ولا تطوير ولا اقتصاد ولا أي شيء من هذا الكلام الفارغ – من وجهة نظر سياستهم طبعاً.
في المقابل، يجب أن يتم التعامل مع هذه الفئة بالمثل، أي عندما تتحدث عن مزيد من الصلاحيات، أو تعديل قوانين معينة، يجب أن يذهب التفكير إلى ما هي الغاية التي يريدونها من هذا التعديل في سبيل مخططهم للاستيلاء على السلطة؟ وما تأثير ذلك على البحرين على مستوى السنوات الأربع المقبلة، وكيف يمكن أن يستفيد هؤلاء الخصوم من هذه النقطة.. إلخ.
ما المانع من استقرار المشكلة؟ إذا كان الحل هو استقرار المشكلة مع استمرار السعي إلى الحل وفق منظور الدولة وغالبية المواطنين فلتستقر المشكلة، وليتعطل الحوار، هناك أمور أهم بكثير لا يجب أن نغفل عنها.