لا بد من قراءة ما كتبه رونن بيرغمان في «الفورين بوليسي» على موقعها الإلكتروني تحت عنوان «لائحة إسرائيل للقتل» لمعرفة أهمية القيادي في «حزب الله» حسان اللقيس. فقد ظهر المقال بعد ساعات من اغتيال اللقيس ليقول إن مسؤولاً في المخابرات الإسرائيلية «ابتسم» عندما علم صباح الأربعاء الماضي باغتياله، وقال: «هناك قمة ستعقد في السماء»!
ويعدد الكاتب من سيحضر القمة وهم: عماد مغنية القائد العسكري الأعلى في «حزب الله»، الجنرال محمد سليمان المنتدب من الرئيس بشار الأسد لرئاسة المشاريع السرية الخاصة، حسن طهراني مقدم رئيس فرع تطوير الصواريخ في الحرس الثوري الإيراني، محمود المبحوح مسؤول حركة «حماس» عن العلاقات التكتيكية بين الحركة وإيران واللقيس الذي يوصف بأنه خبير تطوير أسلحة «حزب الله».
وبينما كانت إسرائيل تحتفل باكتمال لائحة اغتيال من تصفهم بأنهم أعضاء في «الجبهة الراديكالية»، كان الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله وقبل قليل من اغتيال اللقيس يشن حملة على فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي في معرض دفاعه عن موقوف في جريمة تفجير مسجدي طرابلس الشيخ أحمد الغريب سائلاً: «هل يوجد أحد لا يخاف أو يقلق بأن يسلّم نفسه إلى فرع المعلومات؟». وللتذكير فقط إن هذا الفرع أيام رئاسة اللواء وسام الحسن سلم نصرالله كل معطيات شبكة التجسس داخل الحزب وتضم مسؤولين قريبين جداً من الأمين العام وأنقذته مما كان يدبر له. وقد أصبح أعضاء الشبكة في غياهب الحزب بدلاً من أن يكونوا في قبضة العدالة اللبنانية.
إنه الانكشاف الكامل لـ«حزب الله» الذي أتاح لإسرائيل إنجاز لائحة قتل تضم أخطر الأشخاص في نظرها. وللمفارقة فإن اغتيال اللقيس في المربع الأمني الأهم للحزب في لبنان، أي الضاحية الجنوبية لبيروت، كان الأكثر سهولة بين اغتيال سائر أفراد اللائحة. إذ احتاج الأمر فقط إلى مسدس أو اثنين مزوّدين بكاتمين للصوت. أما الحزب والضاحية فكانا غارقين في الضجيج الذي أحدثه نصرالله ليلة اغتيال اللقيس من خلال المقابلة التلفزيونية التي حمّل فيها نصرالله السعودية المسؤولية عن الأزمات في لبنان والمنطقة، أي أن إسرائيل لم تعد في حسابات نصرالله. وأصبح الأخير متفرغاً بالكامل ليؤدي دوراً «متدحرجاً» فيكون «البحصة التي تسند خابية»، كما يقول نصرالله في الحرب التي يخوضها النظام السوري من أجل البقاء. وبكلام آخر، أصبح رجال إيران الذين جرى إعدادهم لقيادة القتال ضد إسرائيل، واللقيس الأخير بينهم، خارج الخدمة.
وسيكون من باب التسلية الحديث عن «انتقام» ينفذه حزب نصرالله ضد إسرائيل رداً على اغتيال اللقيس.
إن نصرالله بقّ ليلة اغتيال اللقيس «البحصة»: إسرائيل لم تعد عدواً! فالحرس الثوري الإيراني حدد لنصرالله عدواً جديداً!
- عن «النهار» اللبنانية
{{ article.visit_count }}
ويعدد الكاتب من سيحضر القمة وهم: عماد مغنية القائد العسكري الأعلى في «حزب الله»، الجنرال محمد سليمان المنتدب من الرئيس بشار الأسد لرئاسة المشاريع السرية الخاصة، حسن طهراني مقدم رئيس فرع تطوير الصواريخ في الحرس الثوري الإيراني، محمود المبحوح مسؤول حركة «حماس» عن العلاقات التكتيكية بين الحركة وإيران واللقيس الذي يوصف بأنه خبير تطوير أسلحة «حزب الله».
وبينما كانت إسرائيل تحتفل باكتمال لائحة اغتيال من تصفهم بأنهم أعضاء في «الجبهة الراديكالية»، كان الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله وقبل قليل من اغتيال اللقيس يشن حملة على فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي في معرض دفاعه عن موقوف في جريمة تفجير مسجدي طرابلس الشيخ أحمد الغريب سائلاً: «هل يوجد أحد لا يخاف أو يقلق بأن يسلّم نفسه إلى فرع المعلومات؟». وللتذكير فقط إن هذا الفرع أيام رئاسة اللواء وسام الحسن سلم نصرالله كل معطيات شبكة التجسس داخل الحزب وتضم مسؤولين قريبين جداً من الأمين العام وأنقذته مما كان يدبر له. وقد أصبح أعضاء الشبكة في غياهب الحزب بدلاً من أن يكونوا في قبضة العدالة اللبنانية.
إنه الانكشاف الكامل لـ«حزب الله» الذي أتاح لإسرائيل إنجاز لائحة قتل تضم أخطر الأشخاص في نظرها. وللمفارقة فإن اغتيال اللقيس في المربع الأمني الأهم للحزب في لبنان، أي الضاحية الجنوبية لبيروت، كان الأكثر سهولة بين اغتيال سائر أفراد اللائحة. إذ احتاج الأمر فقط إلى مسدس أو اثنين مزوّدين بكاتمين للصوت. أما الحزب والضاحية فكانا غارقين في الضجيج الذي أحدثه نصرالله ليلة اغتيال اللقيس من خلال المقابلة التلفزيونية التي حمّل فيها نصرالله السعودية المسؤولية عن الأزمات في لبنان والمنطقة، أي أن إسرائيل لم تعد في حسابات نصرالله. وأصبح الأخير متفرغاً بالكامل ليؤدي دوراً «متدحرجاً» فيكون «البحصة التي تسند خابية»، كما يقول نصرالله في الحرب التي يخوضها النظام السوري من أجل البقاء. وبكلام آخر، أصبح رجال إيران الذين جرى إعدادهم لقيادة القتال ضد إسرائيل، واللقيس الأخير بينهم، خارج الخدمة.
وسيكون من باب التسلية الحديث عن «انتقام» ينفذه حزب نصرالله ضد إسرائيل رداً على اغتيال اللقيس.
إن نصرالله بقّ ليلة اغتيال اللقيس «البحصة»: إسرائيل لم تعد عدواً! فالحرس الثوري الإيراني حدد لنصرالله عدواً جديداً!
- عن «النهار» اللبنانية